وهذا التقسیم باعتبار طبیعة التنافی بین الطرفین، کالمتصلة فتنقسم إلى:
1ـ (العنادیة) وهی التی بین طرفیها تناف وعناد حقیقی، بأن تکون ذات النسبة فی کل منهما تنافی وتعاند ذات النسبة فی الآخر، نحو (العدد الصحیح إما أن یکون زوجا أو فردا).
2ـ (الاتفاقیة) وهی التی لا یکون التنافی بین طرفیها حقیقیا ذاتیا، وإنما یتفق أن یتحقق أحدهما بدون الآخر لأمر خارج عن ذاتهما، نحو: (إما أن یکون الجالس فی الدار محمدا أو باقرا) إذا اتفق أن علم أن غیرهما لم یکن. ونحو: (هذا الکتاب إما أن یکون فی علم المنطق وإما أن یکون مملوکا لخالد) إذا اتفق أن خالدا لا یملک کتابا فی علم المنطق واحتمل أن یکون هذا الکتاب المعین فی هذا العلم.
ب ـ الحقیقیة ومانعة الجمع ومانعة الخلو:
وهذا التقسیم باعتبار إمکان اجتماع الطرفین ورفعهما وعدم إمکان ذلک، فتنقسم إلى:
1ـ (حقیقیة) وهی ما حکم فیها بتنافی طرفیها صدقا وکذبا فی الإیجاب وعدم تنافیهما کذلک فی السلب، بمعنى أنه لا یمکن اجتماعهما ولا ارتفاعهما فی الإیجاب، ویجتمعان ویرتفعان فی السلب.
مثال الإیجاب ـ العدد الصحیح إما أن یکون زوجا أو فردا، فالزوج والفرد لا یجتمعان ولا یرتفعان.
مثال السلب ـ لیس الحیوان إما أن یکون ناطقا وإما أن یکون قابلا للتعلیم فالناطق والقابل للتعلیم یجتمعان فی الإنسان ویرتفعان فی غیره.
وتستعمل الحقیقیة فی القسمة الحاصرة: الثنائیة وغیرها. واستعمالها أکثر من أن یحصى.
2ـ (مانعة جمع) وهی ما حکم فیها بتنافی طرفیها أو عدم تنافیهما صدقا لا کذبا، بمعنى أنه لا یمکن اجتماعهما ویجوز أن یرتفعا معاً فی الإیجاب ویمکن اجتماعهما ولا یمکن ارتفاعهما فی السلب.
مثال الإیجاب ـ إما أن یکون الجسم أبیض أو أسود. فالأبیض والأسود لا یمکن اجتماعهما فی جسم واحد ولکنه یمکن ارتفاعهما فی الجسم الأحمر.
مثال السلب ـ لیس إما أن یکون الجسم غیر أبیض أو غیر أسود فإن غیر الأبیض وغیر الأسود یجتمعان فی الأحمر، ولا یرتفعان فی الجسم الواحد بأن لا یکون غیر أبیض ولا غیر أسود بل یکون أبیض وأسود. وهذا محال.
وتستعمل مانعة الجمع فی جواب من یتوهم إمکان الاجتماع بین شیئین، کمن یتوهم أن الإمام یجوز أن یکون عاصیا لله، فیقال له: (أن الشخص إما أن یکون إماما أو عاصیا لله) ومعناه أن الإمامة والعصیان لا یجتمعان وإن جاز أن یرتفعا بأن یکون شخص واحد لیس إماما وعاصیا.
هذا فی الموجبة وأما فی السالبة فتستعمل فی جواب من یتوهم استحالة اجتماع شیئین، کمن یتوهم امتناع اجتماع النبوة والإمامة فی بیت واحد، فیقال له (لیس إما أن یکون البیت الواحد فیه نبوة أو إمامة) ومعناه أن النبوة والإمامة لا مانع من اجتماعهما فی بیت واحد.
3ـ (مانعة خلو) وهی ما حکم فیها بتنافی طرفیها أو عدم تنافیهما کذبا لا صدقا، بمعنى أنه لا یمکن ارتفاعهما ویمکن اجتماعهما فی الإیجاب ویمکن ارتفاعهما ولا یمکن اجتماعهما فی السلب:
مثال الإیجاب ـ الجسم إما أن یکون غیر أبیض أو غیر أسود، أی أنه لا یخلو من أحدهما وإن اجتمعا. ونحو (إما أن یکون الجسم فی الماء أو لا یغرق) فإنه یمکن اجتماعهما بأن یکون فی الماء ولا یغرق ولکن لا یخلو الواقع من أحدهما لامتناع أن لا یکون الجسم فی الماء ویغرق.
مثال السلب ـ لیس إما أن یکون الجسم أبیض وإما أن یکون أسود، ومعناه أن الواقع قد یخلو من أحدهما وإن کانا لا یجتمعان.
وتستعمل مانعة الخلو الموجبة فی جواب من یتوهم إمکان أن یخلو الواقع من الطرفین، کمن یتوهم أنه یمکن أن یخلو الشیء من أن یکون علة ومعلولا، فیقال له: (کل شیء لا یخلو إما أن یکون علة أو معلولا)، وإن جاز أن یکون شیء واحد علة ومعلولا معا: علة لشیء ومعلولا لشیء آخر.
وأما السالبة فتستعمل فی جواب من یتوهم أن الواقع لا یخلو من الطرفین، کما یتوهم انحصار أقسام الناس فی عاقل لا دین له، ودیّن لا عقل له، فیقال له: (لیس الإنسان إما أن یکون عاقلا لا دین له أو دیّنا لا عقل له) بل یجوز أن یکون شخص واحد عاقلا ودیّنا معا.
تنبیه:
قد یغفل المبتدئ عن بعض القضایا، فلا یسهل علیه إلحاقها بقسمها من أنواع القضایا، لا سیما فی التعبیرات الدارجة فی ألسنة المؤلفین التی لم توضع بصورة فنیة مضبوطة کما تقتضیها قواعد المنطق. وهذه الغفلة قد توقعه فی الغلط عند الاستدلال أو لا یهتدی إلى وجه الاستدلال فی کلام غیره. وتکثر هذه الغفلة فی الشرطیات.
فلذلک وجب التنبیه على أمور تنفع فی هذا الباب نرجو أن یستعین بها المبتدئ.
1ـ تألیف الشرطیات:
إن الشرطیة تتألف من طرفین هما قضیتان بالأصل والمنفصلة بالخصوص قد تتألف من ثلاثة أطراف فأکثر. فالطرفان أو الأطراف التی هی القضایا بالأصل قد تکون من الحملیات أو من المتصلات أو من المنفصلات أو من المختلفات بأن تتألف المتصلة مثلاً من حملیة ومتصلة.
وترتقی أقسام تألیف الشرطیات إلى وجوه کثیرة لا فائدة فی إحصائها. وعلى الطالب أن یلاحظ ذلک بنفسه ولا یغفل عنه، فقد ترد علیه شرطیة مؤلفة من متصلة ومنفصلة فیظن أنها أکثر من قضیة. وللتوضیح نذکر بعض الوجوه وأمثلتها:
فمثلاً قد تتألف المتصلة من حملیة ومتصلة نحو: (إن کان العلم سببا للسعادة فإن کان الإنسان عالما کان سعیدا) فإن المقدم فی هذه القضیة حملیة والتالی متصلة وهو إن کان الإنسان عالما کان سعیدا.
وقد تتألف المتصلة من حملیة ومنفصلة نحو: (إذا کان اللفظ مفردا فإما أن یکون اسما أو فعلا أو حرفا) فالمقدم حملیة والتالی منفصلة ذات ثلاثة أطراف.
وقد تتألف المنفصلة من حملیة ومتصلة نحو (إما أن لا تکون حیلولة الأرض مسببا لخسوف القمر أو إذا حالت الأرض بین القمر والشمس کان القمر منخسفا).
وهکذا قد تتألف المتصلة أو المنفصلة من متصلتین أو منفصلتین أو متصلة ومنفصلة ویطول ذکر أمثلتها.
ثم إن الشرطیة التی تکون طرفا فی شرطیة أیضاً تألیفها یکون من الحملیات أو الشرطیات أو المختلفات وهکذا فتنبه لذلک.
2ـ المنحرفات:
ومن الموهمات فی القضایا انحراف القضیة عن استعمالها الطبیعی ووضعها المنطقی فیشتبه حالها بأنها من أی نوع، ومثل هذه تسمى (منحرفة).
وهذا الانحراف قد یکون فی الحملیة کما لو اقترن سورها بالمحمول، مع أن الاستعمال الطبیعی أن یقرن بالموضوع کقولهم: الإنسان بعض الحیوان أو الإنسان لیس کل الحیوان. وحق الاستعمال فیهما أن یقال: بعض الحیوان إنسان. ولیس کل حیوان إنسانا.
وقد یکون الانحراف فی الشرطیة کما لو خلت عن أدوات الاتصال والعناد فتکون بصورة حملیة وهی فی قوة الشرطیة نحو (لا تکون الشمس طالعة أو یکون النهار موجودا) فهی إما فی قوة المتصلة وهی قولنا: (کلما کانت الشمس طالعة کان النهار موجودا) وإما فی قوة المنفصلة وهی قولنا: إما أن لا تکون الشمس طالعة وإما أن یکون النهار موجودا.
ونحو (لیس یکون النهار موجودا إلا والشمس طالعة) وهی أیضا فی قوة المتصلة أو المنفصلة المتقدمتین. ونحو (لا یجتمع المال إلا من شح أو حرام) فإنها فی قوة المنفصلة وهی قولنا: إما أن یجتمع المال من شح أو من حرام، أو فی قوة المتصلة وهی قولنا: إن اجتمع المال فاجتماعه إما من شح أو من حرام. وهذه متصلة مقدمها حملیة وتالیها منفصلة بالأصل.
وعلى الطالب أن یلاحظ ویدقق القضایا المستعملة فی العلوم، فإنها کثیرا ما تکون منحرفة عن أصلها فیغفل عنها. ولیستعمل فطنته فی إرجاعها إلى أصلها.
تطبیقات:
1ـ کیف ترد هذه القضیة إلى أصلها (لیس للإنسان إلا ما سعى)؟
الجواب: أن هذه قضیة فیها حصر فهی تنحل إلى حملیتین موجبة وسالبة، فهی منحرفة.
والحملیتان هما: کل إنسان له نتیجة سعیه. ولیس للإنسان ما لم یسع إلیه.
2ـ من أی القضایا قوله: (أزرى بنفسه من استشعر الطمع)؟
الجواب: أنها قضیة منحرفة عن متصلة وهی فی قوة قولنا: کلما استشعر المرء الطمع أزرى بنفسه.
3ـ کیف ترد هذه القضیة إلى أصلها: (ما خاب من تمسک بک)؟
الجواب: أنها منحرفة عن حملیة موجبة کلیة وهی: کل من تمسک بک لا یخیب.
حوزوی کتب
المنطق حصہ دوم
*الباب الرابع: القضایا وأحکامها*
اقسام القضیة: حملیة وشرطیة
أجزاء القضیة
أقسام القضیة باعتبار الموضوع
السور و الفاظه
تقسیم الشرطیة
السور فی الشرطیة
تقسیمات الحملیة - تمهید
الذهنیة، الخارجیة، الحقیقیة
المعدولة والمحصلة
الموجهات
انواع الموجهات
تمرینات
اللزومیة والاتفاقیة
أقسام المنفصلة
تمرینات
احکام القضایا - تمهید
التناقض
العکوس
العکس المستوی
عکس النقیض
تمرینات
من ملحقات العکوس: النقض
تنبیهان
تمرینات
قاعدة النقض التام ونقض الموضوع
لوح نسب المحصورات
البدیهة المنطقیة أو الاستدلال المباشر البدیهی
*الباب الخامس: مباحث الاستدلال *
طرق الاستدلال أو أقسام الحجة
القیاس
أقسام القیاس بحسب مادته وهیئته
الاقترانی الحملی
الاشکال الاربعه
الشکل الاول
الشکل الثانی
الشکل الثالث
تنبیهات
الشکل الرابع
تمرینات
الاقترانی الشرطی
القیاس الاستثنائی
خاتمة فی لواحق القیاس
القیاسات المرکبة
اقسام القیاس المرکب
قیاس الخلف
قیاس المساواة
تمرینات على الأقیسة
الاستقراء
التمثیل
المنطق حصہ دوم
أقسام المنفصلة
للمنفصلة تقسیمات:
أ. العنادیة والاتفاقیة:
وهذا التقسیم باعتبار طبیعة التنافی بین الطرفین، کالمتصلة فتنقسم إلى:
1ـ (العنادیة) وهی التی بین طرفیها تناف وعناد حقیقی، بأن تکون ذات النسبة فی کل منهما تنافی وتعاند ذات النسبة فی الآخر، نحو (العدد الصحیح إما أن یکون زوجا أو فردا).
2ـ (الاتفاقیة) وهی التی لا یکون التنافی بین طرفیها حقیقیا ذاتیا، وإنما یتفق أن یتحقق أحدهما بدون الآخر لأمر خارج عن ذاتهما، نحو: (إما أن یکون الجالس فی الدار محمدا أو باقرا) إذا اتفق أن علم أن غیرهما لم یکن. ونحو: (هذا الکتاب إما أن یکون فی علم المنطق وإما أن یکون مملوکا لخالد) إذا اتفق أن خالدا لا یملک کتابا فی علم المنطق واحتمل أن یکون هذا الکتاب المعین فی هذا العلم.
ب ـ الحقیقیة ومانعة الجمع ومانعة الخلو:
وهذا التقسیم باعتبار إمکان اجتماع الطرفین ورفعهما وعدم إمکان ذلک، فتنقسم إلى:
1ـ (حقیقیة) وهی ما حکم فیها بتنافی طرفیها صدقا وکذبا فی الإیجاب وعدم تنافیهما کذلک فی السلب، بمعنى أنه لا یمکن اجتماعهما ولا ارتفاعهما فی الإیجاب، ویجتمعان ویرتفعان فی السلب.
مثال الإیجاب ـ العدد الصحیح إما أن یکون زوجا أو فردا، فالزوج والفرد لا یجتمعان ولا یرتفعان. مثال السلب ـ لیس الحیوان إما أن یکون ناطقا وإما أن یکون قابلا للتعلیم فالناطق والقابل للتعلیم یجتمعان فی الإنسان ویرتفعان فی غیره.
وتستعمل الحقیقیة فی القسمة الحاصرة: الثنائیة وغیرها. واستعمالها أکثر من أن یحصى.
2ـ (مانعة جمع) وهی ما حکم فیها بتنافی طرفیها أو عدم تنافیهما صدقا لا کذبا، بمعنى أنه لا یمکن اجتماعهما ویجوز أن یرتفعا معاً فی الإیجاب ویمکن اجتماعهما ولا یمکن ارتفاعهما فی السلب.
مثال الإیجاب ـ إما أن یکون الجسم أبیض أو أسود. فالأبیض والأسود لا یمکن اجتماعهما فی جسم واحد ولکنه یمکن ارتفاعهما فی الجسم الأحمر.
مثال السلب ـ لیس إما أن یکون الجسم غیر أبیض أو غیر أسود فإن غیر الأبیض وغیر الأسود یجتمعان فی الأحمر، ولا یرتفعان فی الجسم الواحد بأن لا یکون غیر أبیض ولا غیر أسود بل یکون أبیض وأسود. وهذا محال.
وتستعمل مانعة الجمع فی جواب من یتوهم إمکان الاجتماع بین شیئین، کمن یتوهم أن الإمام یجوز أن یکون عاصیا لله، فیقال له: (أن الشخص إما أن یکون إماما أو عاصیا لله) ومعناه أن الإمامة والعصیان لا یجتمعان وإن جاز أن یرتفعا بأن یکون شخص واحد لیس إماما وعاصیا.
هذا فی الموجبة وأما فی السالبة فتستعمل فی جواب من یتوهم استحالة اجتماع شیئین، کمن یتوهم امتناع اجتماع النبوة والإمامة فی بیت واحد، فیقال له (لیس إما أن یکون البیت الواحد فیه نبوة أو إمامة) ومعناه أن النبوة والإمامة لا مانع من اجتماعهما فی بیت واحد.
3ـ (مانعة خلو) وهی ما حکم فیها بتنافی طرفیها أو عدم تنافیهما کذبا لا صدقا، بمعنى أنه لا یمکن ارتفاعهما ویمکن اجتماعهما فی الإیجاب ویمکن ارتفاعهما ولا یمکن اجتماعهما فی السلب:
مثال الإیجاب ـ الجسم إما أن یکون غیر أبیض أو غیر أسود، أی أنه لا یخلو من أحدهما وإن اجتمعا. ونحو (إما أن یکون الجسم فی الماء أو لا یغرق) فإنه یمکن اجتماعهما بأن یکون فی الماء ولا یغرق ولکن لا یخلو الواقع من أحدهما لامتناع أن لا یکون الجسم فی الماء ویغرق.
مثال السلب ـ لیس إما أن یکون الجسم أبیض وإما أن یکون أسود، ومعناه أن الواقع قد یخلو من أحدهما وإن کانا لا یجتمعان.
وتستعمل مانعة الخلو الموجبة فی جواب من یتوهم إمکان أن یخلو الواقع من الطرفین، کمن یتوهم أنه یمکن أن یخلو الشیء من أن یکون علة ومعلولا، فیقال له: (کل شیء لا یخلو إما أن یکون علة أو معلولا)، وإن جاز أن یکون شیء واحد علة ومعلولا معا: علة لشیء ومعلولا لشیء آخر.
وأما السالبة فتستعمل فی جواب من یتوهم أن الواقع لا یخلو من الطرفین، کما یتوهم انحصار أقسام الناس فی عاقل لا دین له، ودیّن لا عقل له، فیقال له: (لیس الإنسان إما أن یکون عاقلا لا دین له أو دیّنا لا عقل له) بل یجوز أن یکون شخص واحد عاقلا ودیّنا معا.
تنبیه:
قد یغفل المبتدئ عن بعض القضایا، فلا یسهل علیه إلحاقها بقسمها من أنواع القضایا، لا سیما فی التعبیرات الدارجة فی ألسنة المؤلفین التی لم توضع بصورة فنیة مضبوطة کما تقتضیها قواعد المنطق. وهذه الغفلة قد توقعه فی الغلط عند الاستدلال أو لا یهتدی إلى وجه الاستدلال فی کلام غیره. وتکثر هذه الغفلة فی الشرطیات.
فلذلک وجب التنبیه على أمور تنفع فی هذا الباب نرجو أن یستعین بها المبتدئ.
1ـ تألیف الشرطیات:
إن الشرطیة تتألف من طرفین هما قضیتان بالأصل والمنفصلة بالخصوص قد تتألف من ثلاثة أطراف فأکثر. فالطرفان أو الأطراف التی هی القضایا بالأصل قد تکون من الحملیات أو من المتصلات أو من المنفصلات أو من المختلفات بأن تتألف المتصلة مثلاً من حملیة ومتصلة.
وترتقی أقسام تألیف الشرطیات إلى وجوه کثیرة لا فائدة فی إحصائها. وعلى الطالب أن یلاحظ ذلک بنفسه ولا یغفل عنه، فقد ترد علیه شرطیة مؤلفة من متصلة ومنفصلة فیظن أنها أکثر من قضیة. وللتوضیح نذکر بعض الوجوه وأمثلتها:
فمثلاً قد تتألف المتصلة من حملیة ومتصلة نحو: (إن کان العلم سببا للسعادة فإن کان الإنسان عالما کان سعیدا) فإن المقدم فی هذه القضیة حملیة والتالی متصلة وهو إن کان الإنسان عالما کان سعیدا.
وقد تتألف المتصلة من حملیة ومنفصلة نحو: (إذا کان اللفظ مفردا فإما أن یکون اسما أو فعلا أو حرفا) فالمقدم حملیة والتالی منفصلة ذات ثلاثة أطراف.
وقد تتألف المنفصلة من حملیة ومتصلة نحو (إما أن لا تکون حیلولة الأرض مسببا لخسوف القمر أو إذا حالت الأرض بین القمر والشمس کان القمر منخسفا).
وهکذا قد تتألف المتصلة أو المنفصلة من متصلتین أو منفصلتین أو متصلة ومنفصلة ویطول ذکر أمثلتها.
ثم إن الشرطیة التی تکون طرفا فی شرطیة أیضاً تألیفها یکون من الحملیات أو الشرطیات أو المختلفات وهکذا فتنبه لذلک.
2ـ المنحرفات:
ومن الموهمات فی القضایا انحراف القضیة عن استعمالها الطبیعی ووضعها المنطقی فیشتبه حالها بأنها من أی نوع، ومثل هذه تسمى (منحرفة).
وهذا الانحراف قد یکون فی الحملیة کما لو اقترن سورها بالمحمول، مع أن الاستعمال الطبیعی أن یقرن بالموضوع کقولهم: الإنسان بعض الحیوان أو الإنسان لیس کل الحیوان. وحق الاستعمال فیهما أن یقال: بعض الحیوان إنسان. ولیس کل حیوان إنسانا.
وقد یکون الانحراف فی الشرطیة کما لو خلت عن أدوات الاتصال والعناد فتکون بصورة حملیة وهی فی قوة الشرطیة نحو (لا تکون الشمس طالعة أو یکون النهار موجودا) فهی إما فی قوة المتصلة وهی قولنا: (کلما کانت الشمس طالعة کان النهار موجودا) وإما فی قوة المنفصلة وهی قولنا: إما أن لا تکون الشمس طالعة وإما أن یکون النهار موجودا.
ونحو (لیس یکون النهار موجودا إلا والشمس طالعة) وهی أیضا فی قوة المتصلة أو المنفصلة المتقدمتین. ونحو (لا یجتمع المال إلا من شح أو حرام) فإنها فی قوة المنفصلة وهی قولنا: إما أن یجتمع المال من شح أو من حرام، أو فی قوة المتصلة وهی قولنا: إن اجتمع المال فاجتماعه إما من شح أو من حرام. وهذه متصلة مقدمها حملیة وتالیها منفصلة بالأصل.
وعلى الطالب أن یلاحظ ویدقق القضایا المستعملة فی العلوم، فإنها کثیرا ما تکون منحرفة عن أصلها فیغفل عنها. ولیستعمل فطنته فی إرجاعها إلى أصلها.
تطبیقات:
1ـ کیف ترد هذه القضیة إلى أصلها (لیس للإنسان إلا ما سعى)؟
الجواب: أن هذه قضیة فیها حصر فهی تنحل إلى حملیتین موجبة وسالبة، فهی منحرفة.
والحملیتان هما: کل إنسان له نتیجة سعیه. ولیس للإنسان ما لم یسع إلیه.
2ـ من أی القضایا قوله: (أزرى بنفسه من استشعر الطمع)؟
الجواب: أنها قضیة منحرفة عن متصلة وهی فی قوة قولنا: کلما استشعر المرء الطمع أزرى بنفسه.
3ـ کیف ترد هذه القضیة إلى أصلها: (ما خاب من تمسک بک)؟
الجواب: أنها منحرفة عن حملیة موجبة کلیة وهی: کل من تمسک بک لا یخیب.
***
مقبول
طہارۃ، استعمال طہور مشروط بالنیت
المدخل۔۔۔
الزکاۃ،کتاب الزکاۃ وفصولہ اربعۃ۔۔۔
مقدمہ و تعریف :الامرلاول تعریف علم الاصول۔۔۔
الطہارۃ و مختصر حالات زندگانی
الفصل السابع :نسخ الوجوب۔۔
الفصل الثالث؛ تقسیم القطع الی طریقی ...
مقالات
دینی مدارس کی قابل تقلید خوبیاں
ایک اچھے مدرس کے اوصاف
اسلام میں استاد کا مقام و مرتبہ
طالب علم کے لئے کامیابی کے زریں اصول