• قد یسأل سائل عن شخص إنسان (من هو؟).
• وقد یسأل عنه..... (ما هو؟).
فهل تجد فرقاً بین السؤالین؟ ـ لا شک أن الأول سؤال عن ممیزاته الشخصیة. والجواب عنه: (ابن فلان) أو مؤلف کتاب کذا، أو صاحب العمل الکذائی، أو ذو الصفة الکذائیة... وأمثال ذلک من الأجوبة المقصود بها تعیین المسؤول عنه من بین الأشخاص أمثاله. ویغلط المجیب لو قال: (إنسان) لأنه لا یمیزه عن أمثاله من أفراد الإنسان. ویصطلح فی هذا العصر على الجواب عن هذا السؤال بـ (الهویة الشخصیة) مأخوذة من کلمة (هو) کالمعلومات التی تسجل عن الشخص فی دفتر النفوس.
أما السؤال الثانی، فإنما یسأل به عن حقیقة الشخص التی یتفق بها مع الأشخاص الآخرین أمثاله، والمقصود بالسؤال تعیین تمام حقیقته بین الحقائق لا شخصه بین الأشخاص. ولا یصلح للجواب إلا کمال حقیقته فتقول: (إنسان) دون ابن فلان ونحوه. ویسمى الجواب عن هذا السؤال:
النوع:
وهو أول الکلیات الخمسة وسیأتی قریباً تعریفه.
• وقد یسأل السائل عن زید وعمرو وخالد..... (ما هی؟).
• وقد یسأل السائل عن زید وعمرو وخالد وهذه الفرس وهذا الأسد (ما هی).
هل تجد فرقاً بین السؤالین؟ ـ تأمل فیهما، فستجد أن (الأول) سؤال عن حقیقة جزئیات متفقة بالحقیقة مختلفة بالعدد. و(الثانی) سؤال عن حقیقة جزئیات مختلفة بالحقیقة والعدد.
والجواب عن الأول بکمال الحقیقة المشترکة بینهما، فتقول: إنسان. وهو (النوع) المتقدم ذکره.
وعن الثانی أیضاً بکمال الحقیقة المشترکة بینها، فتقول: حیوان ویسمى:
الجنس:
وهو ثانی الکلیات الخمسة. وعلیه یمکن تعریفهما بما یأتی:
1- (النوع) هو تمام الحقیقة المشترکة بین الجزئیات المتکثرة بالعدد فقط فی جواب ما هو؟
2- (الجنس) هو تمام الحقیقة المشترکة بین الجزئیات المتکثرة بالحقیقة فی جواب ما هو؟
ـ وإذا تکثرت الجزئیات بالحقیقة فلابد أن تتکثر بالعدد قطعاً.
• وقد یسأل السائل عن الإنسان والفرس..... والقرد (ما هی؟)
• وقد یسأل السائل عن الإنسان فقط..... (ما هو؟)
لاحظ أن (الکلیات) هی المسؤول عنها هذه المرة! فماذا ترى ینبغی أن یکون الجواب عن کل من السؤالین؟ ـ نقول: أما الأول فهو سؤال عن کلیات مختلفة الحقائق، فیجاب عنه بتمام الحقیقة المشترکة بینها. وهو الجنس. فتقول فی المثال: (حیوان). ومنه یعرف أن الجنس یقع أیضاً جواباً عن السؤال بما هو عن الکلیات المختلفة بالحقائق التی تکون أنواعاً له، کما یقع جواباً عن السؤال بما هو عن الجزئیات المختلفة بالحقائق.
وأما الثانی. فهو سؤال بما هو عن کلی واحد. وحق الجواب الصحیح الکامل نقول فی المثال: (حیوان ناطق) فیتکفل الجواب بتفصیل ماهیة الکلی المسؤول عنه وتحلیلها إلى تمام الحقیقة التی یشارکه فیها غیره وإلى الخصوصیة التی بها یمتاز عن مشارکاته فی تلک الحقیقة. ویسمى مجموع الجواب (الحد التام) کما سیأتی فی محله. وتمام الحقیقة المشترکة التی هی الجزء الأول من الجواب هی (الجنس) وقد تقدم. والخصوصیة الممیزة التی هی الجزء الثانی من الجواب هی:
الفصل:
وهو ثالث الکلیات. ومن هذا یتضح أن الفصل جزء من مفهوم الماهیة، ولکنه الجزء المختص بها الذی یمیزها عن جمیع ما عداها، کما أن الجنس جزؤها المشترک الذی أیضاً یکون جزءاً للماهیات الأخرى.
ویبقى شیء ینبغی ذکره، وهو أنا کیف نسأل لیقع الفصل وحده جواباً؟ وبعبارة أوضح: «إن الفصل وحده یقع فی الجواب عن أی سؤال».
نقول: یقع الفصل جواباً عما إذا سألنا عن خصوصیة الماهیة التی بها تمتاز عن أغیارها، بعد أن نعرف تمام الحقیقة المشترکة بینها وبین أغیارها. فإذا رأینا شبحاً من بعید وعرفنا أنه حیوان وجهلنا خصوصیته بطبیعتنا نسأل فنقول: (أی حیوان هو فی ذاته). وإن شئت قلت بدل فی ذاته: فی جوهره أو حقیقته، فإن المعنى واحد. والجواب عن الأول (ناطق) فقط وهو فصل الإنسان أو (صاهل) وهو فصل الفرس. وعن الثانی (حساس) مثلاً وهو فصل الحیوان.
إذن یصح أن نقول أن الفصل یقع فی جواب (أی شیء). وشیء کنایة عن الجنس الذی عرف قبل السؤال عن الفصل. وعلیه یصح تعریف الفصل بما یأتی:
«هو جزء الماهیة المختص بها الواقع فی جواب أی شیء هو فی ذاته».
تقسیمات:
(1) النوع: حقیقی وإضافی.
(2) الجنس: قریب وبعید ومتوسط.
(3) النوع الإضافی: عال وسافل ومتوسط.
(4) الفصل: قریب وبعید. مقوِّم ومقسِّم.
(1) لفظ النوع مشترک بین معنیین أحدهما (الحقیقی)، وهو أحد الکلیات الخمسة، وقد تقدم.
وثانیهما (الإضافی). والمقصود به الکلی الذی فوقه جنس. فهو نوع بالإضافة إلى الجنس الذی فوقه سواء کان نوعاً حقیقیاً أو لم یکن، کالإنسان بالإضافة إلى جنسه وهو الحیوان، وکالحیوان بالإضافة إلى جنسه وهو الجسم النامی، وکالجسم النامی بالإضافة إلى الجسم المطلق، وکالجسم المطلق بالإضافة إلى الجوهر.
(2) قد تتألف سلسلة من الکلیات یندرج بعضها تحت بعض، کالسلسلة المتقدمة التی تبتدئ بالإنسان وتنتهی بالجوهر. فإذا ذهبت بها (متصاعداً) من الإنسان، فمبدؤها (النوع) وهو الإنسان فی المثال، وبعده الجنس الأدنى الذی هو مبدأ سلسلة الأجناس، ویسمى (الجنس القریب) لأنه أقربها إلى النوع. ویسمى أیضاً (الجنس السافل). وهو الحیوان فی المثال.
ثم هذا الجنس فوقه جنس أعلى... حتى تنتهی إلى الجنس الذی لیس فوقه جنس. ویسمى (الجنس البعید) و (الجنس العالی) و (الجنس المتوسط). ویسمى (بعیداً) أیضاً کالجسم المطلق والجسم النامی. فالجنس ـ على هذا ـ قریب وبعید ومتوسط أو سافل وعال ومتوسط.
(3) وإذا ذهبت فی السلسلة متنازلاً مبتدئاً من جنس الأجناس إلى ما دونه، حتى تنتهی إلى النوع الذی لیس تحته نوع. فما کان بعد جنس الأجناس یسمى (النوع العالی) وهو مبدأ سلسلة الأنواع الإضافیة، وهو الجسم المطلق فی المثال. وأخیرها أی منتهى السلسلة یسمى (نوع الأنواع) أو (النوع السافل) وهو الإنسان فی المثال. أما ما یقع بین العالی والسافل فهو (المتوسط) کالحیوان والجسم النامی. فالجسم النامی جنس متوسط ونوع متوسط.
إذن النوع الإضافی: عال ومتوسط وسافل.
(تنبیه):
یتضح مما سبق أن کلا من المتوسطات لابد أن یکون نوعاً لما فوقه وجنساً لما تحته. والمتوسط النوع والجنس قد یکون واحداً إذا تألفت سلسلة الکلیات من أربعة، وقد یکون أکثر إذا کانت السلسلة أکثر من أربعة.
فمثال الأول: (الماء) المندرج تحت (السائل) المندرج تحت (الجسم) المندرج تحت (الجوهر). أو (البیاض) المندرج تحت (اللون) المندرج تحت (الکیف المحسوس) المندرج تحت (الکیف).
ومثال الثانی: سلسلة الإنسان إلى الجوهر المؤلفة من خمسة کلیات کما تقدم، أو (متساوی الساقین) المندرج تحت (المثلث) المندرج تحت (الشکل المستقیم الأضلاع) المندرج تحت (الشکل المستوی) المندرج تحت (الشکل) المندرج تحت (الکم). وهذه السلسلة مؤلفة من ستة کلیات، والأنواع المتوسطة ثلاثة (المثلث، والشکل المستقیم الأضلاع، والشکل المستوی). والأجناس المتوسطة ثلاثة أیضاً (الشکل المستقیم الأضلاع، والشکل المستوی، والشکل).
(4) وکل نوع إضافی لابد له من فصل یکون جزءاً من ماهیته یقومها ویمیزها عن الأنواع الأخر التی فی عرضه المشترکة معه فی الجنس الذی فوقه، کما یقسم الجنس إلى قسمین أحدهما نوع ذلک الفصل وثانیهما ما عداه، کالحساس المقوم للحیوان والمقسم للجسم النامی إلى حیوان وغیر حیوان فیقال: الجسم النامی حساس وغیر حساس.
ولکن الفصل الذی یقوِّم نوعه المساوی له لابد أن یقوِّم أیضاً ما تحته من الأنواع. فالحساس المقوم للحیوان یقوم الإنسان وغیره من أنواع الحیوان أیضاً. لأن الفصل المقوم للعالی لابد أن یکون جزءاً من العالی، والعالی جزء من السافل، وجزء الجزء جزء. فیکون الفصل المقوم للعالی جزءاً من السافل، فیقومه.
والقاعدة أیضاً إذا لوحظ بالقیاس إلى نوعه المساوی له قیل له (الفصل القریب) کالحساس بالقیاس إلى الحیوان، والناطق بالقیاس إلى الإنسان. وإذا لوحظ بالقیاس إلى النوع الذی تحت نوعه قیل له (الفصل البعید) کالحساس بالقیاس إلى الإنسان.
والخلاصة: إن الفصل الواحد یسمى قریباً وبعیداً باعتبارین. ویسمى مقوماً ومقسماً باعتبارین.
الذاتی والعرضی:
للذاتی والعرضی اصطلاحات فی المنطق تختلف معانیها. ولا یهمنا الآن التعرض إلا لاصطلاحهم فی هذا الباب، وهو الذی یسمونه بکتاب (ایساغوجی) أی کتاب الکلیات الخمسة، حسب وضع مؤسس المنطق الحکیم (أرسطو). وکان علینا أن نتعرض لهذا الاصطلاح فی أول بحث الکلیات الخمسة، لولا أنا أردنا إیضاح المعنى المقصود منه بتقدیم شرح الکلیات الثلاثة المتقدمة، فنقول:
1- (الذاتی) هو المحمول الذی تتقوم ذات الموضوع به غیر خارج عنها. ونعنی (بما تتقوم ذات الموضوع به) أن ماهیة الموضوع لا تتحقق إلا به فهو قوامها، سواء کان هو نفس الماهیة کالإنسان المحمول على زید وعمرو، أو کان جزءاً منها کالحیوان المحمول على الإنسان أو الناطق المحمول علیه، فإن نفس الماهیة أو جزأها یسمى (ذاتیاً).
وعلیه، فالذاتی یعم النوع والجنس والفصل، لأن النوع نفس الماهیة الداخلة فی ذات الأفراد، والجنس والفصل جزآن داخلان فی ذاتها.
2- (العرضی) هو المحمول الخارج عن ذات الموضوع، لاحقاً له بعد تقومه بجمیع ذاتیاته، کالضاحک اللاحق للإنسان، والماشی اللاحق للحیوان، والمتحیز اللاحق للجسم.
وعندما یتضح هذا الاصطلاح ندخل الآن فی بحث باقی الکلیات الخمسة، وقد بقی منها أقسام العرضی، فإن العرضی ینقسم إلى:
الخاصة والعرض العام:
لأن العرضی: إما أن یختص بموضوعه الذی حمل علیه أی لا یعرض لغیره، فهو (الخاصة) سواء کانت مساویة لموضوعها کالضاحک بالنسبة إلى الإنسان، أو کانت مختصة ببعض أفراده کالشاعر والخطیب والمجتهد العارضة على بعض أفراد الإنسان. وسواء کانت خاصة للنوع الحقیقی کالأمثلة السابقة، أو للجنس المتوسط کالمتحیز خاصة الجسم، والماشی خاصة الحیوان، أو لجنس الأجناس، کالموجود لا فی موضوع خاصة الجوهر.
وإما أن یعرض لغیر موضوعه أیضاً أی لا یختص به فهو (العرض العام) کالماشی بالقیاس إلى الإنسان، والطائر بالقیاس إلى الغراب، والمتحیز بالقیاس إلى الحیوان، أو بالقیاس إلى الجسم النامی.
وعلیه، یمکن تعریف الخاصة والعرض العام بما یأتی:
(الخاصة) الکلی الخارج المحمول الخاص بموضوعه.
(العرض العام) الکلی الخارج المحمول على موضوعه وغیره.
حوزوی کتب
المنطق حصہ اول
المدخل: الحاجه الی المنطق
تعریف علم المنطق
العلم - تمهید
تعریف العلم
التصور و التصدیق
بماذا یتعلق التصور و التصدیق؟
اقسام التصدیق
الجهل و اقسامه
العلم ضروری و نظری
تعریف الفکر
تمرینات
ابحاث المنطق
*الباب الاول مباحث الالفاظ*
الدلاله - تعریف و اقسام
تمرینات
الدلاله اللفظیه و اقسامها
تمرینات
تقسیمات الالفاظ
المختص. المشترک. المنقول. المرتجل. الحقیقة والمجاز
تمرینات
الترادف و التباین
قسمه الالفاظ المتباینه
اقسام التقابل
تمرینات
المفرد و المرکب
اقسام المرکب
اقسام المفرد
تمرینات
*الباب الثانی: مباحث الکلی و الجزئی*
الجزئی الاضافی
تمرینات
المتواطئ و المشکک
تمرینات
المفهوم و المصداق
العنوان و المعنون
تمرینات
النسب الاربع
النسب بین نقیضی الکلیین
تمرینات
الکلیات الخمسه
تنبیهات و توضیحات
الصنف
الحمل و انواعه
العروض معناه الحمل
تقسیمات العرضی
الکلی المنطقی والطبیعی والعقلی
تمرینات
*الباب الثالث: المعرف و تلحق به القسمه*
التعریف - التمهید
اقسام التعریف
التعریف بالمثال والطریقة الاستقرائیة
التعریف بالتشبیه
شروط التعریف
تمرینات
القسمة: تعریفها، فائدتها
أصول القسمة
انواع القسمة
اسالیب القسمة
التعریف بالقسمة
طریقة التحلیل العقلی
طریقة القسمة المنطقیة الثنائیة
تمرینات
المنطق حصہ اول
الکلیات الخمسه
الکلی: ذاتی وعرضی.
الذاتی: نوع وجنس وفصل.
العرضی: خاصة وعرض عام.
• قد یسأل سائل عن شخص إنسان (من هو؟). • وقد یسأل عنه..... (ما هو؟).
فهل تجد فرقاً بین السؤالین؟ ـ لا شک أن الأول سؤال عن ممیزاته الشخصیة. والجواب عنه: (ابن فلان) أو مؤلف کتاب کذا، أو صاحب العمل الکذائی، أو ذو الصفة الکذائیة... وأمثال ذلک من الأجوبة المقصود بها تعیین المسؤول عنه من بین الأشخاص أمثاله. ویغلط المجیب لو قال: (إنسان) لأنه لا یمیزه عن أمثاله من أفراد الإنسان. ویصطلح فی هذا العصر على الجواب عن هذا السؤال بـ (الهویة الشخصیة) مأخوذة من کلمة (هو) کالمعلومات التی تسجل عن الشخص فی دفتر النفوس.
أما السؤال الثانی، فإنما یسأل به عن حقیقة الشخص التی یتفق بها مع الأشخاص الآخرین أمثاله، والمقصود بالسؤال تعیین تمام حقیقته بین الحقائق لا شخصه بین الأشخاص. ولا یصلح للجواب إلا کمال حقیقته فتقول: (إنسان) دون ابن فلان ونحوه. ویسمى الجواب عن هذا السؤال:
النوع:
وهو أول الکلیات الخمسة وسیأتی قریباً تعریفه.
• وقد یسأل السائل عن زید وعمرو وخالد..... (ما هی؟).
• وقد یسأل السائل عن زید وعمرو وخالد وهذه الفرس وهذا الأسد (ما هی).
هل تجد فرقاً بین السؤالین؟ ـ تأمل فیهما، فستجد أن (الأول) سؤال عن حقیقة جزئیات متفقة بالحقیقة مختلفة بالعدد. و(الثانی) سؤال عن حقیقة جزئیات مختلفة بالحقیقة والعدد.
والجواب عن الأول بکمال الحقیقة المشترکة بینهما، فتقول: إنسان. وهو (النوع) المتقدم ذکره.
وعن الثانی أیضاً بکمال الحقیقة المشترکة بینها، فتقول: حیوان ویسمى:
الجنس:
وهو ثانی الکلیات الخمسة. وعلیه یمکن تعریفهما بما یأتی:
1- (النوع) هو تمام الحقیقة المشترکة بین الجزئیات المتکثرة بالعدد فقط فی جواب ما هو؟
2- (الجنس) هو تمام الحقیقة المشترکة بین الجزئیات المتکثرة بالحقیقة فی جواب ما هو؟ ـ وإذا تکثرت الجزئیات بالحقیقة فلابد أن تتکثر بالعدد قطعاً.
• وقد یسأل السائل عن الإنسان والفرس..... والقرد (ما هی؟)
• وقد یسأل السائل عن الإنسان فقط..... (ما هو؟) لاحظ أن (الکلیات) هی المسؤول عنها هذه المرة! فماذا ترى ینبغی أن یکون الجواب عن کل من السؤالین؟ ـ نقول: أما الأول فهو سؤال عن کلیات مختلفة الحقائق، فیجاب عنه بتمام الحقیقة المشترکة بینها. وهو الجنس. فتقول فی المثال: (حیوان). ومنه یعرف أن الجنس یقع أیضاً جواباً عن السؤال بما هو عن الکلیات المختلفة بالحقائق التی تکون أنواعاً له، کما یقع جواباً عن السؤال بما هو عن الجزئیات المختلفة بالحقائق.
وأما الثانی. فهو سؤال بما هو عن کلی واحد. وحق الجواب الصحیح الکامل نقول فی المثال: (حیوان ناطق) فیتکفل الجواب بتفصیل ماهیة الکلی المسؤول عنه وتحلیلها إلى تمام الحقیقة التی یشارکه فیها غیره وإلى الخصوصیة التی بها یمتاز عن مشارکاته فی تلک الحقیقة. ویسمى مجموع الجواب (الحد التام) کما سیأتی فی محله. وتمام الحقیقة المشترکة التی هی الجزء الأول من الجواب هی (الجنس) وقد تقدم. والخصوصیة الممیزة التی هی الجزء الثانی من الجواب هی:
الفصل:
وهو ثالث الکلیات. ومن هذا یتضح أن الفصل جزء من مفهوم الماهیة، ولکنه الجزء المختص بها الذی یمیزها عن جمیع ما عداها، کما أن الجنس جزؤها المشترک الذی أیضاً یکون جزءاً للماهیات الأخرى.
ویبقى شیء ینبغی ذکره، وهو أنا کیف نسأل لیقع الفصل وحده جواباً؟ وبعبارة أوضح: «إن الفصل وحده یقع فی الجواب عن أی سؤال».
نقول: یقع الفصل جواباً عما إذا سألنا عن خصوصیة الماهیة التی بها تمتاز عن أغیارها، بعد أن نعرف تمام الحقیقة المشترکة بینها وبین أغیارها. فإذا رأینا شبحاً من بعید وعرفنا أنه حیوان وجهلنا خصوصیته بطبیعتنا نسأل فنقول: (أی حیوان هو فی ذاته). وإن شئت قلت بدل فی ذاته: فی جوهره أو حقیقته، فإن المعنى واحد. والجواب عن الأول (ناطق) فقط وهو فصل الإنسان أو (صاهل) وهو فصل الفرس. وعن الثانی (حساس) مثلاً وهو فصل الحیوان.
إذن یصح أن نقول أن الفصل یقع فی جواب (أی شیء). وشیء کنایة عن الجنس الذی عرف قبل السؤال عن الفصل. وعلیه یصح تعریف الفصل بما یأتی:
«هو جزء الماهیة المختص بها الواقع فی جواب أی شیء هو فی ذاته».
تقسیمات:
(1) النوع: حقیقی وإضافی.
(2) الجنس: قریب وبعید ومتوسط.
(3) النوع الإضافی: عال وسافل ومتوسط.
(4) الفصل: قریب وبعید. مقوِّم ومقسِّم.
(1) لفظ النوع مشترک بین معنیین أحدهما (الحقیقی)، وهو أحد الکلیات الخمسة، وقد تقدم.
وثانیهما (الإضافی). والمقصود به الکلی الذی فوقه جنس. فهو نوع بالإضافة إلى الجنس الذی فوقه سواء کان نوعاً حقیقیاً أو لم یکن، کالإنسان بالإضافة إلى جنسه وهو الحیوان، وکالحیوان بالإضافة إلى جنسه وهو الجسم النامی، وکالجسم النامی بالإضافة إلى الجسم المطلق، وکالجسم المطلق بالإضافة إلى الجوهر.
(2) قد تتألف سلسلة من الکلیات یندرج بعضها تحت بعض، کالسلسلة المتقدمة التی تبتدئ بالإنسان وتنتهی بالجوهر. فإذا ذهبت بها (متصاعداً) من الإنسان، فمبدؤها (النوع) وهو الإنسان فی المثال، وبعده الجنس الأدنى الذی هو مبدأ سلسلة الأجناس، ویسمى (الجنس القریب) لأنه أقربها إلى النوع. ویسمى أیضاً (الجنس السافل). وهو الحیوان فی المثال.
ثم هذا الجنس فوقه جنس أعلى... حتى تنتهی إلى الجنس الذی لیس فوقه جنس. ویسمى (الجنس البعید) و (الجنس العالی) و (الجنس المتوسط). ویسمى (بعیداً) أیضاً کالجسم المطلق والجسم النامی. فالجنس ـ على هذا ـ قریب وبعید ومتوسط أو سافل وعال ومتوسط.
(3) وإذا ذهبت فی السلسلة متنازلاً مبتدئاً من جنس الأجناس إلى ما دونه، حتى تنتهی إلى النوع الذی لیس تحته نوع. فما کان بعد جنس الأجناس یسمى (النوع العالی) وهو مبدأ سلسلة الأنواع الإضافیة، وهو الجسم المطلق فی المثال. وأخیرها أی منتهى السلسلة یسمى (نوع الأنواع) أو (النوع السافل) وهو الإنسان فی المثال. أما ما یقع بین العالی والسافل فهو (المتوسط) کالحیوان والجسم النامی. فالجسم النامی جنس متوسط ونوع متوسط.
إذن النوع الإضافی: عال ومتوسط وسافل.
(تنبیه):
یتضح مما سبق أن کلا من المتوسطات لابد أن یکون نوعاً لما فوقه وجنساً لما تحته. والمتوسط النوع والجنس قد یکون واحداً إذا تألفت سلسلة الکلیات من أربعة، وقد یکون أکثر إذا کانت السلسلة أکثر من أربعة. فمثال الأول: (الماء) المندرج تحت (السائل) المندرج تحت (الجسم) المندرج تحت (الجوهر). أو (البیاض) المندرج تحت (اللون) المندرج تحت (الکیف المحسوس) المندرج تحت (الکیف).
ومثال الثانی: سلسلة الإنسان إلى الجوهر المؤلفة من خمسة کلیات کما تقدم، أو (متساوی الساقین) المندرج تحت (المثلث) المندرج تحت (الشکل المستقیم الأضلاع) المندرج تحت (الشکل المستوی) المندرج تحت (الشکل) المندرج تحت (الکم). وهذه السلسلة مؤلفة من ستة کلیات، والأنواع المتوسطة ثلاثة (المثلث، والشکل المستقیم الأضلاع، والشکل المستوی). والأجناس المتوسطة ثلاثة أیضاً (الشکل المستقیم الأضلاع، والشکل المستوی، والشکل).
(4) وکل نوع إضافی لابد له من فصل یکون جزءاً من ماهیته یقومها ویمیزها عن الأنواع الأخر التی فی عرضه المشترکة معه فی الجنس الذی فوقه، کما یقسم الجنس إلى قسمین أحدهما نوع ذلک الفصل وثانیهما ما عداه، کالحساس المقوم للحیوان والمقسم للجسم النامی إلى حیوان وغیر حیوان فیقال: الجسم النامی حساس وغیر حساس.
ولکن الفصل الذی یقوِّم نوعه المساوی له لابد أن یقوِّم أیضاً ما تحته من الأنواع. فالحساس المقوم للحیوان یقوم الإنسان وغیره من أنواع الحیوان أیضاً. لأن الفصل المقوم للعالی لابد أن یکون جزءاً من العالی، والعالی جزء من السافل، وجزء الجزء جزء. فیکون الفصل المقوم للعالی جزءاً من السافل، فیقومه.
والقاعدة أیضاً إذا لوحظ بالقیاس إلى نوعه المساوی له قیل له (الفصل القریب) کالحساس بالقیاس إلى الحیوان، والناطق بالقیاس إلى الإنسان. وإذا لوحظ بالقیاس إلى النوع الذی تحت نوعه قیل له (الفصل البعید) کالحساس بالقیاس إلى الإنسان.
والخلاصة: إن الفصل الواحد یسمى قریباً وبعیداً باعتبارین. ویسمى مقوماً ومقسماً باعتبارین.
الذاتی والعرضی:
للذاتی والعرضی اصطلاحات فی المنطق تختلف معانیها. ولا یهمنا الآن التعرض إلا لاصطلاحهم فی هذا الباب، وهو الذی یسمونه بکتاب (ایساغوجی) أی کتاب الکلیات الخمسة، حسب وضع مؤسس المنطق الحکیم (أرسطو). وکان علینا أن نتعرض لهذا الاصطلاح فی أول بحث الکلیات الخمسة، لولا أنا أردنا إیضاح المعنى المقصود منه بتقدیم شرح الکلیات الثلاثة المتقدمة، فنقول:
1- (الذاتی) هو المحمول الذی تتقوم ذات الموضوع به غیر خارج عنها. ونعنی (بما تتقوم ذات الموضوع به) أن ماهیة الموضوع لا تتحقق إلا به فهو قوامها، سواء کان هو نفس الماهیة کالإنسان المحمول على زید وعمرو، أو کان جزءاً منها کالحیوان المحمول على الإنسان أو الناطق المحمول علیه، فإن نفس الماهیة أو جزأها یسمى (ذاتیاً).
وعلیه، فالذاتی یعم النوع والجنس والفصل، لأن النوع نفس الماهیة الداخلة فی ذات الأفراد، والجنس والفصل جزآن داخلان فی ذاتها.
2- (العرضی) هو المحمول الخارج عن ذات الموضوع، لاحقاً له بعد تقومه بجمیع ذاتیاته، کالضاحک اللاحق للإنسان، والماشی اللاحق للحیوان، والمتحیز اللاحق للجسم.
وعندما یتضح هذا الاصطلاح ندخل الآن فی بحث باقی الکلیات الخمسة، وقد بقی منها أقسام العرضی، فإن العرضی ینقسم إلى:
الخاصة والعرض العام:
لأن العرضی: إما أن یختص بموضوعه الذی حمل علیه أی لا یعرض لغیره، فهو (الخاصة) سواء کانت مساویة لموضوعها کالضاحک بالنسبة إلى الإنسان، أو کانت مختصة ببعض أفراده کالشاعر والخطیب والمجتهد العارضة على بعض أفراد الإنسان. وسواء کانت خاصة للنوع الحقیقی کالأمثلة السابقة، أو للجنس المتوسط کالمتحیز خاصة الجسم، والماشی خاصة الحیوان، أو لجنس الأجناس، کالموجود لا فی موضوع خاصة الجوهر.
وإما أن یعرض لغیر موضوعه أیضاً أی لا یختص به فهو (العرض العام) کالماشی بالقیاس إلى الإنسان، والطائر بالقیاس إلى الغراب، والمتحیز بالقیاس إلى الحیوان، أو بالقیاس إلى الجسم النامی.
وعلیه، یمکن تعریف الخاصة والعرض العام بما یأتی: (الخاصة) الکلی الخارج المحمول الخاص بموضوعه. (العرض العام) الکلی الخارج المحمول على موضوعه وغیره.
***
مقبول
طہارۃ، استعمال طہور مشروط بالنیت
المدخل۔۔۔
الزکاۃ،کتاب الزکاۃ وفصولہ اربعۃ۔۔۔
مقدمہ و تعریف :الامرلاول تعریف علم الاصول۔۔۔
الطہارۃ و مختصر حالات زندگانی
الفصل السابع :نسخ الوجوب۔۔
الفصل الثالث؛ تقسیم القطع الی طریقی ...
مقالات
دینی مدارس کی قابل تقلید خوبیاں
ایک اچھے مدرس کے اوصاف
اسلام میں استاد کا مقام و مرتبہ
طالب علم کے لئے کامیابی کے زریں اصول