حضرت محمد مصطفیٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نے فرمایا: بخل اور ایمان کبھی بھی کسی بندے کے دل میں جمع نہیں ہو سکتے۔ وسائل الشیعۃ حدیث 11472، الخصال للصدوق ؒ باب 2 حدیث 118

المدخل: الحاجه الی المنطق
تعریف علم المنطق
العلم - تمهید
تعریف العلم
التصور و التصدیق
بماذا یتعلق التصور و التصدیق؟
اقسام التصدیق
الجهل و اقسامه
العلم ضروری و نظری
تعریف الفکر
تمرینات
ابحاث المنطق
*الباب الاول مباحث الالفاظ*
الدلاله - تعریف و اقسام
تمرینات
الدلاله اللفظیه و اقسامها
تمرینات
تقسیمات الالفاظ
المختص. المشترک. المنقول. المرتجل. الحقیقة والمجاز
تمرینات
الترادف و التباین
قسمه الالفاظ المتباینه
اقسام التقابل
تمرینات
المفرد و المرکب
اقسام المرکب
اقسام المفرد
تمرینات
*الباب الثانی: مباحث الکلی و الجزئی*
الجزئی الاضافی
تمرینات
المتواطئ و المشکک
تمرینات
المفهوم و المصداق
العنوان و المعنون
تمرینات
النسب الاربع
النسب بین نقیضی الکلیین
تمرینات
الکلیات الخمسه
تنبیهات و توضیحات
الصنف
الحمل و انواعه
العروض معناه الحمل
تقسیمات العرضی
الکلی المنطقی والطبیعی والعقلی
تمرینات
*الباب الثالث: المعرف و تلحق به القسمه*
التعریف - التمهید
اقسام التعریف
التعریف بالمثال والطریقة الاستقرائیة
التعریف بالتشبیه
شروط التعریف
تمرینات
القسمة: تعریفها، فائدتها
أصول القسمة
انواع القسمة
اسالیب القسمة
التعریف بالقسمة
طریقة التحلیل العقلی
طریقة القسمة المنطقیة الثنائیة
تمرینات

المنطق حصہ اول

*الباب الاول مباحث الالفاظ*

الحاجة إلى مباحث الألفاظ:

لا شک أن المنطقی لا یتعلق غرضه الأصلی إلا بنفس المعانی، ولکنه لا یستغنی عن البحث عن أحوال الألفاظ توصلاً إلى المعانی، لأنه من الواضح أن التفاهم مع الناس ونقل الأفکار بینهم لا یکون غالباً إلا بتوسط لغة من اللغات. والألفاظ قد یقع فیها التغییر والخلط فلا یتم التفاهم بها. فاحتاج المنطقی إلى أن یبحث عن أحوال اللفظ من جهة عامة، ومن غیر اختصاص بلغة من اللغات، إتماماً للتفاهم، لیزن کلامه وکلام غیره بمقیاس صحیح.

وقلنا: (من جهة عامة) لأن المنطق علم لا یختص بأهل لغة خاصة، وإن کان قد یحتاج إلى البحث عما یختص باللغة التی یستعملها المنطقی فیما قل: کالبحث عن دلالة لام التعریف - فی لغة العرب - على الاستغراق، وعن کان وأخواتها فی أنها من الأدوات والحروف، وعن أدوات العموم والسلب... وما إلى ذلک. ولکنه قد یستغنی عن إدخالها فی المنطق اعتماداً على علوم اللغة. هذه حاجته من أجل التفاهم مع غیره. وللمنطقی حاجة أخرى إلى مباحث الألفاظ من أجل نفسه، هی أعظم وأشد من حاجته الأولى، بل لعلها هی السبب الحقیقی لإدخال هذه الأبحاث فی المنطق.

ونستعین على توضیح مقصودنا بذکر تمهید نافع، ثم نذکر وجه حاجة الإنسان فی نفسه إلى معرفة مباحث الألفاظ نتیجة للتمهید، فنقول:

(التمهید):

إن للأشیاء أربعة وجودات: وجودان حقیقیان ووجودان اعتباریان جعلیان:

الأول- (الوجود الخارجی) کوجودک ووجود الأشیاء التی حولک ونحوها، من أفراد الإنسان والحیوان والشجر والحجر والشمس والقمر والنجوم، إلى غیر ذلک من الوجودات الخارجیة التی لا حصر لها. الثانی- (الوجود الذهنی) وهو علمنا بالأشیاء الخارجیة وغیرها من المفاهیم. وقد قلنا سابقاً: أن للإنسان قوة تنطبع فیها صور الأشیاء. وهذه القوة تسمى الذهن. والانطباع فیها یسمى الوجود الذهنی الذی هو العلم.

وهذان الوجودان هما الوجودان الحقیقیان. لأنهما لیسا بوضع واضع ولا باعتبار معتبر.

الثالث- (الوجود اللفظی) بیانه: أن الإنسان لما کان اجتماعیاً بالطبع ومضطراً للتعامل والتفاهم مع باقی أفراد نوعه، فإنه محتاج إلى نقل أفکاره إلى الغیر وفهم أفکار الغیر. والطریقة الأولیة للتفهیم هی أن یحضر الأشیاء الخارجیة بنفسها، لیحس بها الغیر بإحدى الحواس فیدرکها. ولکن هذه الطریقة من التفهیم تکلفه کثیراً من العناء، على أنها لا تفی بتفهیم أکثر الأشیاء والمعانی، إما لأنها لیست من الموجودات الخارجیة أو لأنها لا یمکن إحضارها.

فألهم الله تعالى الإنسان طریقة سهلة سریعة فی التفهیم، بأن منحه قوة على الکلام والنطق بتقاطیع الحروف لیؤلف منها الألفاظ. وبمرور الزمن دعت الإنسان الحاجة - وهی أم الاختراع - إلى أن یضع لکل معنى یعرفه ویحتاج إلى التفاهم عنه لفظاً خاصاً. لیحضر المعانی بالألفاظ بدلاً من إحضارها بنفسها.

ولأجل أن تثبت فی ذهنک أیها الطالب هذه العبارة أکررها لک: (لیحضر المعانی بالألفاظ بدلاً من إحضارها بنفسها). فتأملها جیداً، واعرف أن هذا الإحضار إنما یتمکن الإنسان منه بسبب قوة ارتباط اللفظ بالمعنى وعلاقته به فی الذهن. وهذا الارتباط القوی ینشأ من العلم بالوضع وکثرة الاستعمال. فإذا حصل هذا الارتباط القوی لدى الذهن یصبح اللفظ عنده کأنه المعنى والمعنى کأنه اللفظ أی یصبحان عنده کشیء واحد، فإذا أحضر المتکلم اللفظ فکأنما أحضر المعنى بنفسه للسامع، فلا یکون فرق لدیه بین أن یحضر خارجاً نفس المعنى وبین أن یحضر لفظه الموضوع له، فإن السامع فی کلا الحالین ینتقل ذهنه إلى المعنى. ولذا قد ینتقل السامع إلى المعنى ویغفل عن اللفظ وخواصه کأنه لم یسمعه مع أنه لم ینتقل إلیه إلا بتوسط سماع اللفظ.

وزبدة المخض أن هذا الارتباط یجعل اللفظ والمعنى کشیء واحد، فإذا وجد اللفظ فکأنما وجد المعنى. فلذا نقول: «وجود اللفظ وجود المعنى». ولکنه وجود لفظی للمعنى، أی أن الموجود حقیقة هو اللفظ لا غیر، وینسب وجوده إلى المعنى مجازاً، بسبب هذا الارتباط الناشئ من الوضع. والشاهد على هذا الارتباط والاتحاد انتقال القبح والحسن من المعنى إلى اللفظ وبالعکس: فإن اسم المحبوب من أعذب الألفاظ عند المحب، وإن کان فی نفسه لفظاً وحشیاً ینفر منه السمع واللسان. واسم العدو من أسمج الألفاظ وإن کان فی نفسه لفظاً مستملحاً. وکلما زاد هذا الارتباط زاد الانتقال، ولذا نرى اختلاف القبح فی الألفاظ المعبر بها عن المعانی القبیحة، نحو التعابیر عن عورة الإنسان، فکثیر الاستعمال أقبح من قلیله. والکنایة أقل قبحاً. بل قد لا یکون فیها قبح کما کنى القرآن الکریم بالفروج.

وکذا رصانة التعبیر وعذوبته یعطی جمالاً فی المعنى لا نجده فی التعبیر الرکیک الجافی، فیضفی جمال اللفظ على المعنى جمالاً وعذوبة.

الرابع- (الوجود الکتبی) شرحه: أن الألفاظ وحدها لا تکفی للقیام بحاجات الإنسان کلها، لأنها تختص بالمشافهین. أما الغائبون والذین سیوجدون، فلابد لهم من وسیلة أخرى لتفهیمهم، فالتجأ الإنسان أن یصنع النقوش الخطیة لإحضار ألفاظه الدالة على المعانی، بدلاً من النطق بها، فکان الخط وجوداً للفظ. وقد سبق أن قلنا: أن اللفظ وجود للمعنى، فلذا نقول: «إن وجود الخط وجود للفظ ووجود للمعنى تبعاً». ولکنه وجود کتبی للفظ والمعنى، أی أن الموجود حقیقة هو الکتابة لا غیر، وینسب الوجود إلى اللفظ والمعنى مجازاً بسبب الوضع، کما ینسب وجود اللفظ إلى المعنى مجازاً بسبب الوضع.

إذن الکتابة تحضر الألفاظ، والألفاظ تحضر المعانی فی الذهن، والمعانی الذهنیة تدل على الموجودات الخارجیة.

فاتضح أن الوجود اللفظی والکتبی (وجودان مجازیان اعتباریان للمعنى) بسبب الوضع والاستعمال.

النتیجة:

لقد سمعت هذا البیان المطول - وغرضنا أن نفهم منه الوجود اللفظی، وقد فهمنا أن اللفظ والمعنى لأجل قوة الارتباط بینهما کالشیء الواحد، فإذا أحضرت اللفظ بالنطق فکأنما أحضرت المعنى بنفسه.

ومن هنا نفهم کیف یؤثر هذا الارتباط على تفکیر الإنسان بینه وبین نفسه، ألا ترى نفسک عندما تحضر أی معنى کان فی ذهنک لابد أن تحضر معه لفظه أیضاً، بل أکثر من ذلک تکون انتقالاتک الذهنیة من معنى إلى معنى بتوسط إحضارک لألفاظها فی الذهن: فإنا نجد أنه لا ینفک غالباً تفکیرنا فی أی أمر کان عن تخیل الألفاظ وتصورها کأنما نتحدث إلى نفوسنا ونناجیها بالألفاظ التی نتخیلها، فنرتب الألفاظ فی أذهاننا، وعلى طبقها نرتب المعانی وتفصیلاتها، کما لو کنا نتکلم مع غیرنا.

قال الحکیم العظیم الشیخ الطوسی فی شرح الإشارات: «الانتقالات الذهنیة قد تکون بألفاظ ذهنیة، وذلک لرسوخ العلاقة المذکورة - یشیر إلى علاقة اللفظ بالمعنى - فی الأذهان». فإذا أخطأ المفکر فی الألفاظ الذهنیة أو تغیرت علیه أحوالها یؤثر ذلک على أفکاره وانتقالاته الذهنیة، للسبب المتقدم.

فمن الضروری لترتیب الأفکار الصحیحة لطالب العلوم أن یحسن معرفة أحوال الألفاظ من وجهة عامة، وکان لزاماً على المنطقی أن یبحث عنها مقدمة لعلم المنطق واستعانة بها على تنظیم أفکاره الصحیحة.

***