نونا تلي الإعراب أو تنوينا ممّا تضيف احذف كطور سينا
(نونا تلي الإعراب) أي حروفه «1» (أو تنوينا) ملفوظا به أو مقدّرا «2» (ممّا تضيف احذف) لأنّ الإضافة تؤذن «3» بالإتّصال و التّنوين و خلفه و هو النّون يؤذنان بالانفصال (كطور سينا) «4» و دراهمك و غلامي زيد.
و الثّاني اجرر و انو من أو في إذا لم يصلح إلّا ذاك و اللّام خذا
(و الثّاني) «5» و هو المضاف إليه (اجرر) وجوبا بالحرف المقدّر عند المصنّف، و بالمضاف عند سيبويه، و بالإضافة «6» عند الأخفش.
(1) الإضافة هي انتساب أحد اسمين إلى آخر نسبة ناقصة لا يصحّ السكوت عليها.
(2) أى: حروف الإعراب كألف التثنية و وأو الجمع.
(3) كغير المنصرف.
(4) أي: تشعر بالاتصال بين المضاف و المضاف إليه و ارتباط أحدهما بالآخر، و التنوين و خلفه يشعر أن باستقلال أحدهما عن الآخر، و انفصالهما و عدم ارتباط بينهما، و الانفصال ينافي الاتّصال فحذفا لرفع التنافي.
(5) مثال للتنوين الملفوظ و دراهم للتنوين المقدر لأن الدراهم جمع منتهي الجموع و غير منصرف و غلامي زيد لخلف التنوين و هو النون.
(6) و هي أمر معنوي كالابتداء في المبتدا.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 258
(و انو من) إن كان المضاف بعض المضاف إليه، و صحّ إطلاق اسمه «1» عليه كذا قال في شرح الكافية تبعا لابن السّرّاج، مخرجا «2» بالقيد الأخير نحو «يد زيد» ممثّلا بنحو «خاتم فضّة» و «ثوب قطن». «3»
(أو) انو (في إذا لم يصلح إلّا ذاك) «4» نحو بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ «5» وَ النَّهارِ «6».
(و اللام خذا) ناويا لها «7»
لما سوي ذينك و اخصص أوّلا أو أعطه التّعريف بالّذي تلا
(لما سوي ذينك) نحو «غلام زيد».
(و اخصص أوّلا) «8» بالثّاني إن كان نكرة ك «غلام رجل» (أو أعطه «9» التّعريف بالّذي تلا) إن كان معرفة ك «غلام زيد».
(1) أى: اسم المضاف إليه على المضاف كان تقول في خاتم فضّة هذا الخاتم فضّة أو في ثوب قطن هذا الثوب قطن.
(2) أي: حالكون المصنف مخرج بقوله (و صحّ إطلاق اسمه عليه) نحو يد زيد، لأن يد و إن كانت جزء الزيد لكنها لا يصح إطلاق زيد عليه، فلا يقال هذه اليد زيد فلا يقدر من في أمثاله.
(3) لصحّة إلاطلاق.
(4) أى: إذا كان المعني لا يصلح إلّا تقدير من أو في.
(5) أى: مكر في الليل.
(6) السّبأ، الآية: 33.
(7) أى: للّام.
(8) أى: اخصص المضاف بالمضاف إليه ففي مثال غلام رجل خصّصنا غلام الذي كان يشمل غلام الرجل و غلام المرأة بالرجل فانحصر به.
(9) أي: اعط الأول التعريف بالذي تلا أي بالمضاف إليه إن كان معرفة، فيصير المضاف معرفة بسبب تعريف المضاف إليه.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 259
و إن يشابه المضاف يفعل وصفا فعن تنكيره لا يعزل
كربّ راجينا عظيم الأمل مروّع القلب قليل الحيل
(و إن يشابه المضاف يفعل) «1» أي المضارع في كونه «2» مرادا به الحال و الاستقبال حال كونه (وصفا) كاسمى الفاعل و المفعول و الصّفة المشبّهة (فعن تنكيره لا يعزل) سواء أضيف إلى معرفة أو نكرة و لذلك وصف به النّكرة «3» ك هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ «4» «5» و نصب على الحال «6» ك ثانِيَ عِطْفِهِ «7» و دخل عليه ربّ «8» (كربّ راجينا عظيم الأمل مروّع القلب قليل الحيل) «9».
و ذي الإضافة اسمها لفظيّة و تلك محضة و معنويّه
(و ذي الإضافة) «10» و هي إضافة الوصف إلى معموله (اسمها لفظيّة) لأنّها أفادت
(1) أي: إن كان المضاف صفة أريد بها الحال و الاستقبال فلا يكسب تعريفا و لا تخصيصا بل يبقي على تنكيره.
(2) أى: المضاف لأن المضارع كذلك.
(3) أي: جاء المضاف الوصفي صفة للنكرة فهذا دليل على أنه لم يكسب تعريفا إذ المعرفة لا تكون صفة للنكرة للزوم التطابق بين الموصوف و الصفة.
(4) فبالغ مع إضافته إلى المعرفة أتي صفة لهديا و هو نكرة لعدم اكتسابه التعريف.
(5) المائدة، الآية: 95.
(6) و الحال نكرة فيدل ذلك على أن الوصف باق على تنكّره.
(7) الحج، الآية: 9.
(8) و علم سابقا أن ربّ لا يدخل إلّا على النكرات فهذا دليل ثالث على بقاء المضاف الوصفي على تنكّره.
(9) المثال الأول و هو ربّ راجينا مثال للصفة إذا كان اسم فاعل و الثاني و هو عظيم الأمل للصفة المشبهة و الثالث و هو مروّع بفتح الواو للاسم المفعول و الرابع و هو قليل الحيل لتمام الشعر.
(10) ذي اسم إشارة، أي: هذه الإضافة.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 260
تخفيف اللّفظ «1» بحذف التّنوين و النّون (و تلك) و هي الّتي تفيد التّعريف أو التّخصيص اسمها (محضة) أي خالصة «2» (و معنويّة) أيضا لأنّها أفادت أمرا معنويّا «3».
و وصل أل بذا المضاف مغتفر إن وصلت بالثّان كالجعد الشّعر
أو بالّذي له أضيف الثّاني كزيد الضّارب رأس الجاني
(و وصل أل بذا المضاف) «4» إضافة لفظية (مغتفر إن وصلت) أل (بالثّاني) أي بالمضاف إليه (كالجعد الشّعر «5» أو) وصلت (بالّذي له أضيف الثّاني كزيد الضّارب رأس الجاني) أو بما يعود إليه «6» إن كان ضميرا- كما في التّسهيل- ك «مررت بالضّارب الرّجل و الشّاتمة» «7» و منع المبرّد هذه «8» و جوّز الفرّاء إضافة ما فيه ألى إلى المعارف كلّها «9» ك «الضّاربك» و «الضّارب زيد»، بخلاف «الضّارب رجل». «10» و قد استعمله «11» الإمام الشّافعيّ في خطبة رسالته فقال: «الجاعلنا من خير أمّة أخرجت للنّاس».
(1) فقط من دون أن يكسب في المعني تعريفا أو تخصيصا.
(2) يعني أن الإضافة هنا وقعت لأجل الإضافة و النسبة فقط و لم ينو فيها غيرها و إن أفادت التخفيف تبعا بخلاف اللفظية فأنها و إن كانت إضافة لكنها بنيّة التخفيف في اللفظ و في الحقيقة ليست إضافة و انتسابا.
(3) و هو انتساب أحد الاسمين بالآخر و تعريف أحدهما بالآخر أو تخصيصه.
(4) أى: بهذا المضاف.
(5) الجعد صفة مشبهة كصعب أي مجعّد الشعر يقال للشعر الملتوي.
(6) أي: وصلت أل بمرجع الضمير المضاف إليه إن كان المضاف إليه ضميرا.
(7) فالشاتم وصل به اللام لإضافته إلى ضمير يرجع إلى المعرف باللام و هو الرجل.
(8) و هي ما كان مرجع المضاف إليه معرفا باللام.
(9) لا المعرف باللام فقط كالضمير و العلم و اسم الإشارة و غيرها.
(10) أى: بخلاف المضاف إلى النكرة فلا تدخله اللام.
(11) أي: استعمل قول الفرّاء و هو جواز دخول أل على الوصف مضافا إلى أيّ معرفة كان فأضاف الجاعل إلى الضمير.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 261
و كونها في الوصف كاف إن وقع مثنّى او جمعا سبيله اتّبع
(و كونها) أي أل (في الوصف) فقط «1» (كاف إن وقع مثنىّ) «2» نحو «مررت بالضّاربي زيد» و «الضّاربي رجل» «3» (أو) وقع (جمعا سبيله) أي سبيل المثنّى (اتّبع) بأن كان جمع سلامة نحو: «مررت بالضّاربي زيد» و «الضّاربي رجل» «4».
و ربّما أكسب ثان أوّلا تأنيثا ان كان لحذف موهلا
(و ربّما أكسب «5» ثان أوّلا تأنيثا) و تذكيرا (إن كان) الأوّل (لحذف موهلا) أي أهلا نحو:
[و تشرق بالقول الّذي قد أذعته] كما شرقت صدر القناة من الدّم
فأكسب القناة المؤنّث الصّدر المذكّر التّأنيث «6» لما أضيف إليه «7» و نحو:
رؤية الفكر ما يؤول له ال أمر معين على اجتناب التّواني
فأكسب الفكر المذكّر الرّؤية المؤنّث التّذكير «8» لما أضيف إليه.
و خرج بقوله: «إن كان لحذف موهلا» ما ليس أهلا له «9» بأن يختلّ الكلام
(1) من غير أن تدخل على المضاف إليه.
(2) أى: إن كان الوصف تثنية أو كان جمعا اتّبع سبيل التثنية بأن كان جمع سالم لاتّحاد الجمع السالم مع التثنية في كون إعرابهما بالحروف.
(3) بفتح الباء تثنية.
(4) بكسر الباء جمع.
(5) أى: أعطي المضاف إليه تأنيثا أو تذكيرا للمضاف بشرط صحّة حذف المضاف مع عدم اختلال في المعني كما في البيت لصحّة قولنا كما شرقت القناة من الدم.
(6) و لهذا أنث فعله و هو شرقت و لو لا ذلك لقيل شرق.
(7) أى: لإضافة الصدر إلى القناة و ما مصدرية.
(8) فأتي بالخبر، و هو معين مذكرا و لو بقي على تأنيثه لقال معينة.
(9) أى: للحذف.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 262
لو حذف، فلا يكسبه «1» ما ذكر ك «قام غلام هند» و «قامت امرأة زيد».
و لا يضاف اسم لما به اتّحد معنى و أوّل موهمّا إذا ورد
(و لا يضاف اسم لما به اتّحد معني) فلا يضاف اسم لمرادفه و لا موصوف إلى صفته و لا صفة إلى موصوفها، «2» لأنّ المضاف يتعرّف بالمضاف إليه أو يتخصّص، و الشّيء لا يتعرّف و لا يتخصّص إلّا بغيره (و أوّل موهما) ذلك «3» (إذا ورد) نحو «هذا سعيد كرز» أي مسمّى هذا اللّقب «4» و «مسجد الجامع» أي مسجد اليوم الجامع أو المكان الجامع «5»، و «جرد قطيفة» أي شيء جرد من قطيفة «6».
و اعلم أنّ الغالب في الأسماء أن تكون صالحة للإضافة و الإفراد «7» و بعض الأسماء ممتنع إضافته كالمضمرات.
(1) أى: فلا يكسب المضاف إليه و لا يفيد تأنيث المضاف، و لا تذكيره.
(2) أي: لا يقال ليث أسد بإضافة ليث إلى أسد، لكونهما مترادفين و لا رجل قائم و لا قائم رجل.
(3) أي: ما بظاهره إضافة اسم إلى ما هو متحد معه نحو سعيد كرز بجر كرز فإن الظاهر إضافة اسم شخص إلى لقبه و هما متحدان.
(4) توضيح ذلك أنّ قولنا هذا سعيد كرز أنما يقال فيما إذا كان سعيد متعددا و واحد منهم لقبه كرز و المخاطب يريد ذلك السعيد فتشير إليه و تقول هذا سعيد كرز أي هذا السعيد صاحب اسم كرز لا الآخرين مشيرا إلى الذات فهنا تأويلان:
الأول: تأويل العلم بصاحب العلم، أي الذات الخارجي فصار مغايرا لكرز لمغايرة الذات الخارجي مع اسمه.
و الثاني: تأويل المعرفة بالنكرة لأنّ (مسمّي) نكرة أي صاحب اسم فكأنّه قال هذا صاحب اسم كرز.
(5) فالمسجد مضاف إلى اليوم، و المكان المغايرين له لا الجامع الذي هو متّحد معه.
(6) جرد قطيفة أي ثوب خلق، و الخلق العتيق الممزّق فجرد صفة لقطيفة و ظاهره اضافة الصفة إلى الموصوف و لكنه في التأويل صفة لشىء لا لقطيفة فيرتفع الإشكال.
(7) أي: عدم الإضافة يعني أنّ الغالب في الأسماء أن تكون جايزة الإضافة و عدمها، و لكن قد يخرج بعض الأسماء عن هذا الغالب فبعضها يمتنع إضافتها و بعضها يجب إضافتها.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 263
و بعض الأسماء يضاف أبدا و بعض ذا قد يأتي لفظا مفردا
(و بعض الأسماء يضاف أبدا) إلى المفرد لفظا و معنى «1» كقصارى و حمادى و لدى و بيد و سوى و عند و ذي و فروعه و أولي «2» (و بعض ذا) الّذي ذكر أنّه يلزم الإضافة (قد) يلزمها «3» معني فقط و (يأتي لفظا مفردا) عنها «4» ككلّ و بعض و أيّ نحو وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ «5» «6» فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ «7» «8»، أَيًّا ما تَدْعُوا «9» «10».
و بعض ما يضاف حتما امتنع إيلاؤه اسما ظاهرا حيث وقع
كوحد لبّي و دوالي سعدي و شذّ إيلاء يدي للبّي
(و بعض ما يضاف حتما امتنع إيلاؤه اسما ظاهرا) فلا يليه إلّا ضمير (حيث وقع «11» كوحد) نحو إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ «12».
(1) أي: يضاف لفظا و معني لا معني فقط مقابل البعض الذي يلزم إضافته معني فقط ككل.
(2) فقصاري و حمادي بمعني المنتهي و الأقصي يقال قصاري جهده و حمادي وسعه أي منتهاه و أقصاه ولدي بمعني عند و بيد بمعني غير و ذي بمعني صاحب و فروعه تثنيته و جمعه و مؤنّثه و أولي بمعني أصحاب.
(3) أي: يلزم الإضافة.
(4) أي: مجرّدا عن الإضافة.
(5) أي: كلهم.
(6) هود، الآية: 111.
(7) أي: بعضهم.
(8) الإسراء، الآية: 21.
(9) أي: أيّ اسم بقرينة فله الأسماء كلّها.
(10) الإسراء، الآية: 110.
(11) اي: في أي مكان استعمل ذلك البعض يجب إضافته إلى الضمير.
(12) غافر، الآية: 12.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 264
و كنت إذ كنت إلهي وحدكا [لم يك شيء يا إلهي قبلكا]
و الذّنب أخشاه إن مررت به وحدي [و أخشى الرّياح و المطرا
و (لبّي) و يختصّ بضمير غير الغائب نحو «لبّيك» أي إجابة بعد إجابة، و هي عند سيبويه مثنّى للتّكثير «1» و عند يونس مفرد أصله لبّى «2» بوزن فعلى قلبت ألفه ياء في الإضافة كانقلاب لدى و على و إلى «3» و ردّ بأنّه لو كان مفردا جاريا مجرى ما ذكر «4» لم تنقلب ألفه إلّا مع المضمر، كلدى و قد وجد قلبها مع الظّاهر في البيت الآتي. «5»
(و دوالي) كلبّي نحو «دواليك» أي تداولا بعد تداول. «6»
و (سعدي) نحو «سعديك» أي سعدا بعد سعد. «7»
(و شذّ ايلاء يدي «8» للبّي) في قول الشّاعر:
[دعوت لما نابني مسورا] فلبّي فلبّي يدي مسور
و كذا إيلاؤه ضمير غائب في قوله:
[إنّك لو دعوتني و دوني زوراء ذات مترع بيون]
لقلت لبّيه لمن يدعوني
قاله «9» في شرح التّسهيل.
(1) أى: ليس مراد المتكلّم تحديد إلاجابة بمرّتين، كما هو شأن كل تثنية بل المراد أكثر من مرّة.
(2) فمعني لبيك إجابتك مفعول مطلق مضاف إلى الضمير عامله لبّيت المقدر.
(3) إذا دخلت على الضمير فتقول عليك.
(4) أي: لدي و على والي.
(5) يعني قوله فلبّي يدي.
(6) التداول انتقال من شيء إلى شيء و منه قوله تعإلى كي لا يكون دولة بين الأغنياء.
(7) فدواليك و سعديك أيضا تثنيتان للتكثير.
(8) أي: وقوع يدي بعد لبّي فتكون داخلة على الظاهر.
(9) أي: إيلاء لبّي ضمير الغائب.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 265
و ألزموا إضافة إلى الجمل حيث و إذ و إن ينوّن يحتمل
إفراد إذ و ما كإذ معني كإذ أضف جوازا نحو حين جانبذ
(و ألزموا إضافة إلى الجمل) إسميّة كانت أو فعليّة (حيث و إذ) نحو «جلست حيث جلس زيد» و «حيث زيد جالس»، وَ اذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا «1» إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ «2» «3» و شذّ إضافة حيث إلى المفرد في قوله:
أما ترى حيث سهيل طالعا «4» [نجما يضىء كالشّهاب لامعا]
(و إن ينوّن) إذ و يكسر ذالها لالتقاء السّاكنين «5» (يحتمل) أي يجوز «6» (إفراد إذ) عن الإضافة «7» و جعل التّنوين عوضا عمّا تضاف إليه نحو وَ أَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ «8» «9». (و ما كإذ معنى) أي في المعنى، و هو كلّ اسم زمان مبهم «10» ماض (كإذ
(1) الأعراف، الآية: 86.
(2) مثل لكلّ من حيث و إذا بمثالين:
أولهما: لإضافته إلى الفعليّة.
و الثانى: للاسميّة.
(3) الأنفال، الآية: 26.
(4) بجرّ سهيل بإضافة حيث إليه.
(5) بين الذال و نون التنوين فأن الذال كانت ساكنة قبل دخول التنوين و نون التنوين ساكنة دائما فالتقى الساكنان و حرك الذال بالكسر للأصل في التقاء الساكنين.
(6) فالاحتمال هنا ليس بمعناه المعروف أي الترديد بل بمعني التحمّل.
(7) أى: بأن يأتي غير مضاف.
(8) فالمضاف إليه المقدر فى الآية بلغت الحلقوم أي حين إذ بلغت الحلقوم تنظرون فالتنوين عوض عن بلغت و ما يقال من أن المقدر إذ كان كذا فهو إشارة إلى كل ما يناسب تقديره لا أنّ المقدر دائما (إذ كان كذا).
(9) الواقعة، الآية: 84.
(10) كحين و وقت و يوم لا المعيّن كيوم الجمعة و اليوم لأنّ المعيّن إما مضاف إلى المفرد كيوم الجمعة و شهر-
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 266
أضف) إلى الجملتين «1» (جوازا نحو حين جاء نبذ) و «جئتك حين الحجّاج أمير». «2»
و ابن أو اعرب ما كإذ قد أجريا و اختر بنا متلوّ فعل بنيا
(و ابن) على الفتح (أو اعرب ما كإذ «3» قد أجريا) أمّا الأوّل «4» فبالحمل
عليها «5» و أمّا الثّاني «6» فعلى الأصل (و) لكن (اختر بنا متلوّ) أي واقع قبل (فعل بنيا) «7» ماض أو مضارع مقرون بإحدى النّونين «8» نحو:
على حين ألهى النّاس جلّ أمورهم «9» [فندلا زريق المال ندل الثّعالب]
و قبل فعل معرب أو مبتدا أعرب و من بني فلن يفنّدا
(و) الواقع (قبل فعل معرب أو) قبل (مبتدإ أعرب) وجوبا عند البصريّين نحو هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ «10» «11» و جوّز الكوفيّون بناءه
- رمضان أو معرف باللام كاليوم و كلاهما لا يمكن إضافتهما إلى الجملة، و المراد بقوله ماض أن يريد المتكلّم به الزمان الماضي و إلا فالظرف بنفسه لا يدل على الماضي.
(1) الاسميّة و الفعليّة.
(2) فالأوّل للفعلية، و الثاني للاسمية.
(3) في كونه ظرفا ماضيا مبهما.
(4) أي: البناء لا البناء على الفتح.
(5) أي: بالقياس على إذ لكونه مبنيّا.
(6) أي: الإعراب فعلى الأصل فأن الأصل في الاسم الإعراب.
(7) يعني إذا وقع الظرف الجاري مجري إذ قبل فعل مبني فالأحسن أن يبني هذا الظرف.
(8) نون التأكيد و نون جمع المؤنث.
(9) فبني حين على الفتح لوقوعه قبل الماضي.
(10) فأعرب يوم بالرفع خبرا لهذا لوقوعه قبل الفعل المعرب (ينفع).
(11) المائدة، الآية: 119.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 267
و اختاره «1» المصنّف فقال: (و من بنى فلن يفنّدا «2») كقراءة نافع «هذا يوم ينفع». «3»
و ألزموا إذا إضافة إلى جمل الافعال كهن إذا اعتلى
(و ألزموا إذا إضافة إلى جمل الأفعال) فقط (كهن إذا اعتلا) أي تواضع «4» إذا تعاظم و تكبّر، و أجاز الأخفش و الكوفيّون وقوع المبتدأ بعدها و لم يسمع، «5» و نحو إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ «6» من باب وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ «7» «8»، و نحو:
إذا باهليّ تحته حنظليّة [له ولد منها فذاك المذرّع]
على إضمار كان، «9» كما أضمرت هي «10» و ضمير الشّأن في قوله:
فرع: مشبه إذا من أسماء الزّمان «12» المستقبل كإذا لا يضاف إلّا إلى الجملة الفعلية- قاله في شرح الكافية نقلا عن سيبويه و استحسنه «13»- قال لو لا أنّ من
(1) أي: البناء.
(2) أي: لن يخطّأ رأيه.
(3) بفتح يوم بناءا.
(4) فعل أمر و هو معني (هن).
(5) أي: لم يسمع من العرب وقوع المبتدا بعد إذا.
(6) الانشقاق، الآية: 1.
(7) أي: من باب تقدير فعل بعد إذا و ان الشرطية مماثل للمذكور، و التقدير إذا انشقّت السماء و ان استجار أحد.
(8) التّوبة، الآية: 6.
(9) أي: كان بأهلي فالواقع بعد إذا فعل حقيقة و إن كان بحسب الظاهر مبتداء.
(10) أي: كان.
(11) أي: فهلا كان نفس ليلي لدخول هلّا على الفعل دائما فاسم كان ضمير الشأن و الجملة بعدها خبرها.
(12) كيوم و حين و وقت إذا أريد بها الزمان المستقبل كيوم تأتي السماء بدخان المراد به يوم القيامة.
(13) أي: قال المصنف أن قول سيبويه حسن لو لا أنّ المسموع خلاف قول سيبويه فأن يوم في الآية مشبه إذا
إذ-
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 268
المسموع ما جاء بخلافه كقوله تعالى: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ «1» انتهى.
و أجاب ولده عنها بأنّها «2» ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه، منزلة الماضي، و حينئذ فاسم الزّمان فيه «3» ليس بمعنى إذا، بل بمعنى إذ، و هي تضاف إلى الجملتين.
قال ابن هشام: و لم أر من صرّح بأنّ مشبه إذا كمشبه إذ، يبنى و يعرب بالتّفصيل السّابق، «4» و قياسه عليه ظاهر، و منه «5» هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ «6» «7» لأنّ المراد به المستقبل «8»- انتهى.
قلت: قد تقدّم نقلا عنهم الاستدلال به «9» على مشبه إذ، أي لأنّه «10» ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه منزلة الماضي لا سيّما في أوّله قال بلفظ الماضي. «11»
- المراد به زمان المستقبل و هو القيامة مع أنه دخل على الجملة الاسمية.
(1) غافر، الآية: 16.
(2) أي: الآية من الموارد التي جعل الزمان المستقبل مثل الزمان الماضي في تحقّق الوقوع فأن الذي مضي فقد تحقق وقوعه و هنا و ان كان بروزهم في القيامة و لكنه أمر مسلم محقّق وقوعه فكأنّه وقع سابقا فيوم هنا مشبه إذ و هو يضاف إلى الاسمية و الفعلية.
(3) أي: في قوله تعالى.
(4) بعد قول الناظم (و ابن أو أعرب) من اختيار بنائه إذا وقع قبل فعل مبني و وجوب إعرابه إذا وقع قبل معرب أو مبتداء.
(5) أي: من موارد قياس مشبه إذا على مشبه إذ.
(6) فأعرب يوم رفعا خبرا لهذا لوقوعه قبل فعل معرب.
(7) المائدة، الآية: 119.
(8) دليل لكون يوم هنا مشبه إذا.
(9) أي: بقوله تعالى (هذا يَوْمُ ...)* عند قول الناظم (أو مبتدا أعرب) نقلا عن الكوفيّين و البصريّين الاستدلال بهذه الآية على مشبه اذ.
(10) دليل لكون يوم هنا مشبه إذ فأنّ الظاهر كونه للاستقبال و مشبها لا ذا فنّبه على كونه مشبه إذ تنزيلا.
(11) فأن الآية هكذا (قال اللّه هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) فقال شاهد على أنّ المراد تنزيل المستقبل منزلة الماضي.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 269
لمفهم اثنين معرّف بلا تفرّق أضيف كلتا وكلا
(لمفهم اثنين) لفظا و معني أو معني فقط (معرّف بلا تفرّق) بعطف (أضيف كلتا و كلا) نحو «جاءني كلا الرّجلين». «1» و
[إنّ للخير و للشّرّ مدى] و كلا ذلك وجه و قبل «2»
و لا يضافان لمفرد و لا لمنكّر خلافا للكوفيّين و لا لمفرّق و شذّ:
كلا أخي و خليلي واجدي عضدا «3» [في النّائبات و إلمام الملمّات]
و لا تضف لمفرد معرّف أيّا و إن كرّرتها فأضف
(و لا تضف لمفرد معرّف أيّا) بل أضفها إلى مثنّى أو مجموع مطلقا «4» أو مفرد منكّر. (و إن كرّرتها فأضف) إلى المفرد المعرّف نحو:
[فلئن لقيتك خاليين لتعلمن] أيي و أيّك فارس الأحزاب
أو تنو الاجزا و اخصصن بالمعرفة موصولة ايّا و بالعكس الصّفة
(أو) إن (تنو الأجزاء) فأضفها إليه «5» نحو «أيّ زيد حسن» أي أيّ أجزائه «6».
(و اخصصن بالمعرفة) مع اشتراط ما سبق «7» (موصولة أيّا) فلا تضفها إلى نكرة
(1) مثال لمفهم اثنين لفظا و معني فأن الرجلين لفظه تثنية و معناه اثنان.
(2) مثال لمفهم اثنين معني فقط فأن لفظ (ذلك) مفرد و لكن معناه اثنان فأن المراد به الخير و الشر.
(3) فأضيف إلى اثنين مفرّق بالعطف.
(4) أي: سواء كان المثنّي و المجموع معرفة أو نكرة كأيّهما و أيّ رجلين و أيهم و أي رجال بخلاف المفرد فشرطه التنكير.
(5) أي: إلى المفرد المعرف.
(6) ففي التقدير أضيفت إلى الجمع لا إلى المفرد.
(7) من عدم كونه مفردا.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 270
خلافا لابن عصفور نحو «أيّهم أشدّ» «1» (و بالعكس) أي (الصّفة) و الحال فلا يضافان إلّا إلى نكرة ك «مررت بفارس أي فارس» و «بزيد أي فارس» «2».
و إن تكن شرطا أو استفهاما فمطلقا كمّل بها الكلاما
(و إن تكن شرطا أو استفهاما فمطلقا) أي سواء أضيف إلى معرفة أو نكرة (كمّل بها الكلاما) نحو أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ «3» «4» فَبِأَيِّ حَدِيثٍ «5» «6».
فرع: إذا أضيف أيّ إلى مثنّي معرفة أفرد ضميرها «7» أو إلى نكرة طوبق «8».
حوزوی کتب
البھجہ المرضیہ فی شرح الفیہ حصہ دوم
هذا باب الإضافة (2)
[اضافة لدن]
هذا باب إعمال المصدر و فيه «1» إعمال اسمه
هذا باب أبنية المصادر
هذا باب إعمال الصّفة المشبهة باسم الفاعل «1»
هذا باب نعم و بئس
هذا باب أفعل التّفضيل
الثاني من التّوابع التوكيد
الرّابع من التّوابع البدل
فصل في أحكام توابع المنادى
فصل في النّدبة
فصل في التّحذير و الإغراء
هذا باب فيه نونا التّاكيد
هذا باب إعراب الفعل
فصل في عوامل الجزم
فصل في لو
هذا باب الإخبار بالّذي و فروعه و الألف و اللّام الموصولة
هذا باب الحكاية «1»
هذا باب التّأنيث
هذا باب جمع التّكسير
هذا باب التصغير
هذا باب الوقف «1»
هذا باب الامالة
هذا باب الابدال
هذا باب الإدغام
البھجہ المرضیہ فی شرح الفیہ حصہ دوم
هذا باب الإضافة (2)
نونا تلي الإعراب أو تنوينا ممّا تضيف احذف كطور سينا (نونا تلي الإعراب) أي حروفه «1» (أو تنوينا) ملفوظا به أو مقدّرا «2» (ممّا تضيف احذف) لأنّ الإضافة تؤذن «3» بالإتّصال و التّنوين و خلفه و هو النّون يؤذنان بالانفصال (كطور سينا) «4» و دراهمك و غلامي زيد.
و الثّاني اجرر و انو من أو في إذا لم يصلح إلّا ذاك و اللّام خذا
(و الثّاني) «5» و هو المضاف إليه (اجرر) وجوبا بالحرف المقدّر عند المصنّف، و بالمضاف عند سيبويه، و بالإضافة «6» عند الأخفش.
(1) الإضافة هي انتساب أحد اسمين إلى آخر نسبة ناقصة لا يصحّ السكوت عليها.
(2) أى: حروف الإعراب كألف التثنية و وأو الجمع.
(3) كغير المنصرف.
(4) أي: تشعر بالاتصال بين المضاف و المضاف إليه و ارتباط أحدهما بالآخر، و التنوين و خلفه يشعر أن باستقلال أحدهما عن الآخر، و انفصالهما و عدم ارتباط بينهما، و الانفصال ينافي الاتّصال فحذفا لرفع التنافي.
(5) مثال للتنوين الملفوظ و دراهم للتنوين المقدر لأن الدراهم جمع منتهي الجموع و غير منصرف و غلامي زيد لخلف التنوين و هو النون.
(6) و هي أمر معنوي كالابتداء في المبتدا.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 258
(و انو من) إن كان المضاف بعض المضاف إليه، و صحّ إطلاق اسمه «1» عليه كذا قال في شرح الكافية تبعا لابن السّرّاج، مخرجا «2» بالقيد الأخير نحو «يد زيد» ممثّلا بنحو «خاتم فضّة» و «ثوب قطن». «3» (أو) انو (في إذا لم يصلح إلّا ذاك) «4» نحو بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ «5» وَ النَّهارِ «6».
(و اللام خذا) ناويا لها «7»
لما سوي ذينك و اخصص أوّلا أو أعطه التّعريف بالّذي تلا
(لما سوي ذينك) نحو «غلام زيد».
(و اخصص أوّلا) «8» بالثّاني إن كان نكرة ك «غلام رجل» (أو أعطه «9» التّعريف بالّذي تلا) إن كان معرفة ك «غلام زيد».
(1) أى: اسم المضاف إليه على المضاف كان تقول في خاتم فضّة هذا الخاتم فضّة أو في ثوب قطن هذا الثوب قطن.
(2) أي: حالكون المصنف مخرج بقوله (و صحّ إطلاق اسمه عليه) نحو يد زيد، لأن يد و إن كانت جزء الزيد لكنها لا يصح إطلاق زيد عليه، فلا يقال هذه اليد زيد فلا يقدر من في أمثاله.
(3) لصحّة إلاطلاق.
(4) أى: إذا كان المعني لا يصلح إلّا تقدير من أو في.
(5) أى: مكر في الليل.
(6) السّبأ، الآية: 33.
(7) أى: للّام.
(8) أى: اخصص المضاف بالمضاف إليه ففي مثال غلام رجل خصّصنا غلام الذي كان يشمل غلام الرجل و غلام المرأة بالرجل فانحصر به.
(9) أي: اعط الأول التعريف بالذي تلا أي بالمضاف إليه إن كان معرفة، فيصير المضاف معرفة بسبب تعريف المضاف إليه.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 259
و إن يشابه المضاف يفعل وصفا فعن تنكيره لا يعزل
كربّ راجينا عظيم الأمل مروّع القلب قليل الحيل
(و إن يشابه المضاف يفعل) «1» أي المضارع في كونه «2» مرادا به الحال و الاستقبال حال كونه (وصفا) كاسمى الفاعل و المفعول و الصّفة المشبّهة (فعن تنكيره لا يعزل) سواء أضيف إلى معرفة أو نكرة و لذلك وصف به النّكرة «3» ك هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ «4» «5» و نصب على الحال «6» ك ثانِيَ عِطْفِهِ «7» و دخل عليه ربّ «8» (كربّ راجينا عظيم الأمل مروّع القلب قليل الحيل) «9».
و ذي الإضافة اسمها لفظيّة و تلك محضة و معنويّه
(و ذي الإضافة) «10» و هي إضافة الوصف إلى معموله (اسمها لفظيّة) لأنّها أفادت
(1) أي: إن كان المضاف صفة أريد بها الحال و الاستقبال فلا يكسب تعريفا و لا تخصيصا بل يبقي على تنكيره. (2) أى: المضاف لأن المضارع كذلك.
(3) أي: جاء المضاف الوصفي صفة للنكرة فهذا دليل على أنه لم يكسب تعريفا إذ المعرفة لا تكون صفة للنكرة للزوم التطابق بين الموصوف و الصفة.
(4) فبالغ مع إضافته إلى المعرفة أتي صفة لهديا و هو نكرة لعدم اكتسابه التعريف.
(5) المائدة، الآية: 95.
(6) و الحال نكرة فيدل ذلك على أن الوصف باق على تنكّره.
(7) الحج، الآية: 9.
(8) و علم سابقا أن ربّ لا يدخل إلّا على النكرات فهذا دليل ثالث على بقاء المضاف الوصفي على تنكّره.
(9) المثال الأول و هو ربّ راجينا مثال للصفة إذا كان اسم فاعل و الثاني و هو عظيم الأمل للصفة المشبهة و الثالث و هو مروّع بفتح الواو للاسم المفعول و الرابع و هو قليل الحيل لتمام الشعر.
(10) ذي اسم إشارة، أي: هذه الإضافة.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 260
تخفيف اللّفظ «1» بحذف التّنوين و النّون (و تلك) و هي الّتي تفيد التّعريف أو التّخصيص اسمها (محضة) أي خالصة «2» (و معنويّة) أيضا لأنّها أفادت أمرا معنويّا «3».
و وصل أل بذا المضاف مغتفر إن وصلت بالثّان كالجعد الشّعر
أو بالّذي له أضيف الثّاني كزيد الضّارب رأس الجاني
(و وصل أل بذا المضاف) «4» إضافة لفظية (مغتفر إن وصلت) أل (بالثّاني) أي بالمضاف إليه (كالجعد الشّعر «5» أو) وصلت (بالّذي له أضيف الثّاني كزيد الضّارب رأس الجاني) أو بما يعود إليه «6» إن كان ضميرا- كما في التّسهيل- ك «مررت بالضّارب الرّجل و الشّاتمة» «7» و منع المبرّد هذه «8» و جوّز الفرّاء إضافة ما فيه ألى إلى المعارف كلّها «9» ك «الضّاربك» و «الضّارب زيد»، بخلاف «الضّارب رجل». «10» و قد استعمله «11» الإمام الشّافعيّ في خطبة رسالته فقال: «الجاعلنا من خير أمّة أخرجت للنّاس».
(1) فقط من دون أن يكسب في المعني تعريفا أو تخصيصا.
(2) يعني أن الإضافة هنا وقعت لأجل الإضافة و النسبة فقط و لم ينو فيها غيرها و إن أفادت التخفيف تبعا بخلاف اللفظية فأنها و إن كانت إضافة لكنها بنيّة التخفيف في اللفظ و في الحقيقة ليست إضافة و انتسابا.
(3) و هو انتساب أحد الاسمين بالآخر و تعريف أحدهما بالآخر أو تخصيصه.
(4) أى: بهذا المضاف.
(5) الجعد صفة مشبهة كصعب أي مجعّد الشعر يقال للشعر الملتوي.
(6) أي: وصلت أل بمرجع الضمير المضاف إليه إن كان المضاف إليه ضميرا.
(7) فالشاتم وصل به اللام لإضافته إلى ضمير يرجع إلى المعرف باللام و هو الرجل.
(8) و هي ما كان مرجع المضاف إليه معرفا باللام.
(9) لا المعرف باللام فقط كالضمير و العلم و اسم الإشارة و غيرها.
(10) أى: بخلاف المضاف إلى النكرة فلا تدخله اللام.
(11) أي: استعمل قول الفرّاء و هو جواز دخول أل على الوصف مضافا إلى أيّ معرفة كان فأضاف الجاعل إلى الضمير.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 261
و كونها في الوصف كاف إن وقع مثنّى او جمعا سبيله اتّبع
(و كونها) أي أل (في الوصف) فقط «1» (كاف إن وقع مثنىّ) «2» نحو «مررت بالضّاربي زيد» و «الضّاربي رجل» «3» (أو) وقع (جمعا سبيله) أي سبيل المثنّى (اتّبع) بأن كان جمع سلامة نحو: «مررت بالضّاربي زيد» و «الضّاربي رجل» «4».
و ربّما أكسب ثان أوّلا تأنيثا ان كان لحذف موهلا
(و ربّما أكسب «5» ثان أوّلا تأنيثا) و تذكيرا (إن كان) الأوّل (لحذف موهلا) أي أهلا نحو:
[و تشرق بالقول الّذي قد أذعته] كما شرقت صدر القناة من الدّم
فأكسب القناة المؤنّث الصّدر المذكّر التّأنيث «6» لما أضيف إليه «7» و نحو:
رؤية الفكر ما يؤول له ال أمر معين على اجتناب التّواني
فأكسب الفكر المذكّر الرّؤية المؤنّث التّذكير «8» لما أضيف إليه.
و خرج بقوله: «إن كان لحذف موهلا» ما ليس أهلا له «9» بأن يختلّ الكلام (1) من غير أن تدخل على المضاف إليه.
(2) أى: إن كان الوصف تثنية أو كان جمعا اتّبع سبيل التثنية بأن كان جمع سالم لاتّحاد الجمع السالم مع التثنية في كون إعرابهما بالحروف.
(3) بفتح الباء تثنية.
(4) بكسر الباء جمع.
(5) أى: أعطي المضاف إليه تأنيثا أو تذكيرا للمضاف بشرط صحّة حذف المضاف مع عدم اختلال في المعني كما في البيت لصحّة قولنا كما شرقت القناة من الدم.
(6) و لهذا أنث فعله و هو شرقت و لو لا ذلك لقيل شرق.
(7) أى: لإضافة الصدر إلى القناة و ما مصدرية.
(8) فأتي بالخبر، و هو معين مذكرا و لو بقي على تأنيثه لقال معينة.
(9) أى: للحذف.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 262
لو حذف، فلا يكسبه «1» ما ذكر ك «قام غلام هند» و «قامت امرأة زيد».
و لا يضاف اسم لما به اتّحد معنى و أوّل موهمّا إذا ورد
(و لا يضاف اسم لما به اتّحد معني) فلا يضاف اسم لمرادفه و لا موصوف إلى صفته و لا صفة إلى موصوفها، «2» لأنّ المضاف يتعرّف بالمضاف إليه أو يتخصّص، و الشّيء لا يتعرّف و لا يتخصّص إلّا بغيره (و أوّل موهما) ذلك «3» (إذا ورد) نحو «هذا سعيد كرز» أي مسمّى هذا اللّقب «4» و «مسجد الجامع» أي مسجد اليوم الجامع أو المكان الجامع «5»، و «جرد قطيفة» أي شيء جرد من قطيفة «6».
و اعلم أنّ الغالب في الأسماء أن تكون صالحة للإضافة و الإفراد «7» و بعض الأسماء ممتنع إضافته كالمضمرات.
(1) أى: فلا يكسب المضاف إليه و لا يفيد تأنيث المضاف، و لا تذكيره.
(2) أي: لا يقال ليث أسد بإضافة ليث إلى أسد، لكونهما مترادفين و لا رجل قائم و لا قائم رجل.
(3) أي: ما بظاهره إضافة اسم إلى ما هو متحد معه نحو سعيد كرز بجر كرز فإن الظاهر إضافة اسم شخص إلى لقبه و هما متحدان.
(4) توضيح ذلك أنّ قولنا هذا سعيد كرز أنما يقال فيما إذا كان سعيد متعددا و واحد منهم لقبه كرز و المخاطب يريد ذلك السعيد فتشير إليه و تقول هذا سعيد كرز أي هذا السعيد صاحب اسم كرز لا الآخرين مشيرا إلى الذات فهنا تأويلان: الأول: تأويل العلم بصاحب العلم، أي الذات الخارجي فصار مغايرا لكرز لمغايرة الذات الخارجي مع اسمه. و الثاني: تأويل المعرفة بالنكرة لأنّ (مسمّي) نكرة أي صاحب اسم فكأنّه قال هذا صاحب اسم كرز.
(5) فالمسجد مضاف إلى اليوم، و المكان المغايرين له لا الجامع الذي هو متّحد معه.
(6) جرد قطيفة أي ثوب خلق، و الخلق العتيق الممزّق فجرد صفة لقطيفة و ظاهره اضافة الصفة إلى الموصوف و لكنه في التأويل صفة لشىء لا لقطيفة فيرتفع الإشكال.
(7) أي: عدم الإضافة يعني أنّ الغالب في الأسماء أن تكون جايزة الإضافة و عدمها، و لكن قد يخرج بعض الأسماء عن هذا الغالب فبعضها يمتنع إضافتها و بعضها يجب إضافتها.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 263
و بعض الأسماء يضاف أبدا و بعض ذا قد يأتي لفظا مفردا
(و بعض الأسماء يضاف أبدا) إلى المفرد لفظا و معنى «1» كقصارى و حمادى و لدى و بيد و سوى و عند و ذي و فروعه و أولي «2» (و بعض ذا) الّذي ذكر أنّه يلزم الإضافة (قد) يلزمها «3» معني فقط و (يأتي لفظا مفردا) عنها «4» ككلّ و بعض و أيّ نحو وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ «5» «6» فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ «7» «8»، أَيًّا ما تَدْعُوا «9» «10».
و بعض ما يضاف حتما امتنع إيلاؤه اسما ظاهرا حيث وقع
كوحد لبّي و دوالي سعدي و شذّ إيلاء يدي للبّي
(و بعض ما يضاف حتما امتنع إيلاؤه اسما ظاهرا) فلا يليه إلّا ضمير (حيث وقع «11» كوحد) نحو إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ «12».
(1) أي: يضاف لفظا و معني لا معني فقط مقابل البعض الذي يلزم إضافته معني فقط ككل.
(2) فقصاري و حمادي بمعني المنتهي و الأقصي يقال قصاري جهده و حمادي وسعه أي منتهاه و أقصاه ولدي بمعني عند و بيد بمعني غير و ذي بمعني صاحب و فروعه تثنيته و جمعه و مؤنّثه و أولي بمعني أصحاب.
(3) أي: يلزم الإضافة.
(4) أي: مجرّدا عن الإضافة.
(5) أي: كلهم.
(6) هود، الآية: 111.
(7) أي: بعضهم.
(8) الإسراء، الآية: 21.
(9) أي: أيّ اسم بقرينة فله الأسماء كلّها.
(10) الإسراء، الآية: 110.
(11) اي: في أي مكان استعمل ذلك البعض يجب إضافته إلى الضمير.
(12) غافر، الآية: 12.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 264
و كنت إذ كنت إلهي وحدكا [لم يك شيء يا إلهي قبلكا]
و الذّنب أخشاه إن مررت به وحدي [و أخشى الرّياح و المطرا
و (لبّي) و يختصّ بضمير غير الغائب نحو «لبّيك» أي إجابة بعد إجابة، و هي عند سيبويه مثنّى للتّكثير «1» و عند يونس مفرد أصله لبّى «2» بوزن فعلى قلبت ألفه ياء في الإضافة كانقلاب لدى و على و إلى «3» و ردّ بأنّه لو كان مفردا جاريا مجرى ما ذكر «4» لم تنقلب ألفه إلّا مع المضمر، كلدى و قد وجد قلبها مع الظّاهر في البيت الآتي. «5»
(و دوالي) كلبّي نحو «دواليك» أي تداولا بعد تداول. «6»
و (سعدي) نحو «سعديك» أي سعدا بعد سعد. «7»
(و شذّ ايلاء يدي «8» للبّي) في قول الشّاعر:
[دعوت لما نابني مسورا] فلبّي فلبّي يدي مسور
و كذا إيلاؤه ضمير غائب في قوله:
[إنّك لو دعوتني و دوني زوراء ذات مترع بيون]
لقلت لبّيه لمن يدعوني
قاله «9» في شرح التّسهيل.
(1) أى: ليس مراد المتكلّم تحديد إلاجابة بمرّتين، كما هو شأن كل تثنية بل المراد أكثر من مرّة.
(2) فمعني لبيك إجابتك مفعول مطلق مضاف إلى الضمير عامله لبّيت المقدر.
(3) إذا دخلت على الضمير فتقول عليك.
(4) أي: لدي و على والي.
(5) يعني قوله فلبّي يدي.
(6) التداول انتقال من شيء إلى شيء و منه قوله تعإلى كي لا يكون دولة بين الأغنياء.
(7) فدواليك و سعديك أيضا تثنيتان للتكثير.
(8) أي: وقوع يدي بعد لبّي فتكون داخلة على الظاهر.
(9) أي: إيلاء لبّي ضمير الغائب.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 265
و ألزموا إضافة إلى الجمل حيث و إذ و إن ينوّن يحتمل
إفراد إذ و ما كإذ معني كإذ أضف جوازا نحو حين جانبذ
(و ألزموا إضافة إلى الجمل) إسميّة كانت أو فعليّة (حيث و إذ) نحو «جلست حيث جلس زيد» و «حيث زيد جالس»، وَ اذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا «1» إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ «2» «3» و شذّ إضافة حيث إلى المفرد في قوله:
أما ترى حيث سهيل طالعا «4» [نجما يضىء كالشّهاب لامعا]
(و إن ينوّن) إذ و يكسر ذالها لالتقاء السّاكنين «5» (يحتمل) أي يجوز «6» (إفراد إذ) عن الإضافة «7» و جعل التّنوين عوضا عمّا تضاف إليه نحو وَ أَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ «8» «9». (و ما كإذ معنى) أي في المعنى، و هو كلّ اسم زمان مبهم «10» ماض (كإذ
(1) الأعراف، الآية: 86.
(2) مثل لكلّ من حيث و إذا بمثالين:
أولهما: لإضافته إلى الفعليّة.
و الثانى: للاسميّة.
(3) الأنفال، الآية: 26.
(4) بجرّ سهيل بإضافة حيث إليه.
(5) بين الذال و نون التنوين فأن الذال كانت ساكنة قبل دخول التنوين و نون التنوين ساكنة دائما فالتقى الساكنان و حرك الذال بالكسر للأصل في التقاء الساكنين.
(6) فالاحتمال هنا ليس بمعناه المعروف أي الترديد بل بمعني التحمّل.
(7) أى: بأن يأتي غير مضاف.
(8) فالمضاف إليه المقدر فى الآية بلغت الحلقوم أي حين إذ بلغت الحلقوم تنظرون فالتنوين عوض عن بلغت و ما يقال من أن المقدر إذ كان كذا فهو إشارة إلى كل ما يناسب تقديره لا أنّ المقدر دائما (إذ كان كذا).
(9) الواقعة، الآية: 84.
(10) كحين و وقت و يوم لا المعيّن كيوم الجمعة و اليوم لأنّ المعيّن إما مضاف إلى المفرد كيوم الجمعة و شهر- البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 266
أضف) إلى الجملتين «1» (جوازا نحو حين جاء نبذ) و «جئتك حين الحجّاج أمير». «2»
و ابن أو اعرب ما كإذ قد أجريا و اختر بنا متلوّ فعل بنيا
(و ابن) على الفتح (أو اعرب ما كإذ «3» قد أجريا) أمّا الأوّل «4» فبالحمل
عليها «5» و أمّا الثّاني «6» فعلى الأصل (و) لكن (اختر بنا متلوّ) أي واقع قبل (فعل بنيا) «7» ماض أو مضارع مقرون بإحدى النّونين «8» نحو:
على حين ألهى النّاس جلّ أمورهم «9» [فندلا زريق المال ندل الثّعالب]
و قبل فعل معرب أو مبتدا أعرب و من بني فلن يفنّدا
(و) الواقع (قبل فعل معرب أو) قبل (مبتدإ أعرب) وجوبا عند البصريّين نحو هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ «10» «11» و جوّز الكوفيّون بناءه - رمضان أو معرف باللام كاليوم و كلاهما لا يمكن إضافتهما إلى الجملة، و المراد بقوله ماض أن يريد المتكلّم به الزمان الماضي و إلا فالظرف بنفسه لا يدل على الماضي.
(1) الاسميّة و الفعليّة.
(2) فالأوّل للفعلية، و الثاني للاسمية.
(3) في كونه ظرفا ماضيا مبهما.
(4) أي: البناء لا البناء على الفتح.
(5) أي: بالقياس على إذ لكونه مبنيّا.
(6) أي: الإعراب فعلى الأصل فأن الأصل في الاسم الإعراب.
(7) يعني إذا وقع الظرف الجاري مجري إذ قبل فعل مبني فالأحسن أن يبني هذا الظرف.
(8) نون التأكيد و نون جمع المؤنث.
(9) فبني حين على الفتح لوقوعه قبل الماضي.
(10) فأعرب يوم بالرفع خبرا لهذا لوقوعه قبل الفعل المعرب (ينفع).
(11) المائدة، الآية: 119.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 267
و اختاره «1» المصنّف فقال: (و من بنى فلن يفنّدا «2») كقراءة نافع «هذا يوم ينفع». «3»
و ألزموا إذا إضافة إلى جمل الافعال كهن إذا اعتلى
(و ألزموا إذا إضافة إلى جمل الأفعال) فقط (كهن إذا اعتلا) أي تواضع «4» إذا تعاظم و تكبّر، و أجاز الأخفش و الكوفيّون وقوع المبتدأ بعدها و لم يسمع، «5» و نحو إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ «6» من باب وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ «7» «8»، و نحو:
إذا باهليّ تحته حنظليّة [له ولد منها فذاك المذرّع]
على إضمار كان، «9» كما أضمرت هي «10» و ضمير الشّأن في قوله:
[و نبّئت ليلى أرسلت بشفاعة] إلىّ فهلّا نفس ليلى شفيعها «11»
فرع: مشبه إذا من أسماء الزّمان «12» المستقبل كإذا لا يضاف إلّا إلى الجملة الفعلية- قاله في شرح الكافية نقلا عن سيبويه و استحسنه «13»- قال لو لا أنّ من
(1) أي: البناء.
(2) أي: لن يخطّأ رأيه.
(3) بفتح يوم بناءا.
(4) فعل أمر و هو معني (هن).
(5) أي: لم يسمع من العرب وقوع المبتدا بعد إذا.
(6) الانشقاق، الآية: 1.
(7) أي: من باب تقدير فعل بعد إذا و ان الشرطية مماثل للمذكور، و التقدير إذا انشقّت السماء و ان استجار أحد.
(8) التّوبة، الآية: 6.
(9) أي: كان بأهلي فالواقع بعد إذا فعل حقيقة و إن كان بحسب الظاهر مبتداء.
(10) أي: كان.
(11) أي: فهلا كان نفس ليلي لدخول هلّا على الفعل دائما فاسم كان ضمير الشأن و الجملة بعدها خبرها.
(12) كيوم و حين و وقت إذا أريد بها الزمان المستقبل كيوم تأتي السماء بدخان المراد به يوم القيامة.
(13) أي: قال المصنف أن قول سيبويه حسن لو لا أنّ المسموع خلاف قول سيبويه فأن يوم في الآية مشبه إذا
إذ- البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 268
المسموع ما جاء بخلافه كقوله تعالى: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ «1» انتهى.
و أجاب ولده عنها بأنّها «2» ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه، منزلة الماضي، و حينئذ فاسم الزّمان فيه «3» ليس بمعنى إذا، بل بمعنى إذ، و هي تضاف إلى الجملتين.
قال ابن هشام: و لم أر من صرّح بأنّ مشبه إذا كمشبه إذ، يبنى و يعرب بالتّفصيل السّابق، «4» و قياسه عليه ظاهر، و منه «5» هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ «6» «7» لأنّ المراد به المستقبل «8»- انتهى.
قلت: قد تقدّم نقلا عنهم الاستدلال به «9» على مشبه إذ، أي لأنّه «10» ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه منزلة الماضي لا سيّما في أوّله قال بلفظ الماضي. «11»
- المراد به زمان المستقبل و هو القيامة مع أنه دخل على الجملة الاسمية.
(1) غافر، الآية: 16.
(2) أي: الآية من الموارد التي جعل الزمان المستقبل مثل الزمان الماضي في تحقّق الوقوع فأن الذي مضي فقد تحقق وقوعه و هنا و ان كان بروزهم في القيامة و لكنه أمر مسلم محقّق وقوعه فكأنّه وقع سابقا فيوم هنا مشبه إذ و هو يضاف إلى الاسمية و الفعلية.
(3) أي: في قوله تعالى.
(4) بعد قول الناظم (و ابن أو أعرب) من اختيار بنائه إذا وقع قبل فعل مبني و وجوب إعرابه إذا وقع قبل معرب أو مبتداء.
(5) أي: من موارد قياس مشبه إذا على مشبه إذ.
(6) فأعرب يوم رفعا خبرا لهذا لوقوعه قبل فعل معرب.
(7) المائدة، الآية: 119.
(8) دليل لكون يوم هنا مشبه إذا.
(9) أي: بقوله تعالى (هذا يَوْمُ ...)* عند قول الناظم (أو مبتدا أعرب) نقلا عن الكوفيّين و البصريّين الاستدلال بهذه الآية على مشبه اذ.
(10) دليل لكون يوم هنا مشبه إذ فأنّ الظاهر كونه للاستقبال و مشبها لا ذا فنّبه على كونه مشبه إذ تنزيلا.
(11) فأن الآية هكذا (قال اللّه هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) فقال شاهد على أنّ المراد تنزيل المستقبل منزلة الماضي.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 269
لمفهم اثنين معرّف بلا تفرّق أضيف كلتا وكلا
(لمفهم اثنين) لفظا و معني أو معني فقط (معرّف بلا تفرّق) بعطف (أضيف كلتا و كلا) نحو «جاءني كلا الرّجلين». «1» و
[إنّ للخير و للشّرّ مدى] و كلا ذلك وجه و قبل «2»
و لا يضافان لمفرد و لا لمنكّر خلافا للكوفيّين و لا لمفرّق و شذّ:
كلا أخي و خليلي واجدي عضدا «3» [في النّائبات و إلمام الملمّات]
و لا تضف لمفرد معرّف أيّا و إن كرّرتها فأضف
(و لا تضف لمفرد معرّف أيّا) بل أضفها إلى مثنّى أو مجموع مطلقا «4» أو مفرد منكّر. (و إن كرّرتها فأضف) إلى المفرد المعرّف نحو:
[فلئن لقيتك خاليين لتعلمن] أيي و أيّك فارس الأحزاب
أو تنو الاجزا و اخصصن بالمعرفة موصولة ايّا و بالعكس الصّفة
(أو) إن (تنو الأجزاء) فأضفها إليه «5» نحو «أيّ زيد حسن» أي أيّ أجزائه «6».
(و اخصصن بالمعرفة) مع اشتراط ما سبق «7» (موصولة أيّا) فلا تضفها إلى نكرة
(1) مثال لمفهم اثنين لفظا و معني فأن الرجلين لفظه تثنية و معناه اثنان.
(2) مثال لمفهم اثنين معني فقط فأن لفظ (ذلك) مفرد و لكن معناه اثنان فأن المراد به الخير و الشر.
(3) فأضيف إلى اثنين مفرّق بالعطف.
(4) أي: سواء كان المثنّي و المجموع معرفة أو نكرة كأيّهما و أيّ رجلين و أيهم و أي رجال بخلاف المفرد فشرطه التنكير.
(5) أي: إلى المفرد المعرف.
(6) ففي التقدير أضيفت إلى الجمع لا إلى المفرد.
(7) من عدم كونه مفردا.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 270
خلافا لابن عصفور نحو «أيّهم أشدّ» «1» (و بالعكس) أي (الصّفة) و الحال فلا يضافان إلّا إلى نكرة ك «مررت بفارس أي فارس» و «بزيد أي فارس» «2».
و إن تكن شرطا أو استفهاما فمطلقا كمّل بها الكلاما
(و إن تكن شرطا أو استفهاما فمطلقا) أي سواء أضيف إلى معرفة أو نكرة (كمّل بها الكلاما) نحو أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ «3» «4» فَبِأَيِّ حَدِيثٍ «5» «6».
فرع: إذا أضيف أيّ إلى مثنّي معرفة أفرد ضميرها «7» أو إلى نكرة طوبق «8».
و ألزموا إضافة لدن فجرّ و نصب غدوة بها عنهم ندر
مقبول
طہارۃ، استعمال طہور مشروط بالنیت
المدخل۔۔۔
الزکاۃ،کتاب الزکاۃ وفصولہ اربعۃ۔۔۔
مقدمہ و تعریف :الامرلاول تعریف علم الاصول۔۔۔
الطہارۃ و مختصر حالات زندگانی
الفصل السابع :نسخ الوجوب۔۔
الفصل الثالث؛ تقسیم القطع الی طریقی ...
مقالات
دینی مدارس کی قابل تقلید خوبیاں
ایک اچھے مدرس کے اوصاف
اسلام میں استاد کا مقام و مرتبہ
طالب علم کے لئے کامیابی کے زریں اصول