فصل في أحكام توابع المنادى
تابع ذي الضّمّ المضاف دون أل ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل
(تابع) المنادي (ذي الضّمّ المضاف) صفة التّابع (دون أل ألزمه نصبا) «1» إذا كان نعتا توكيدا أو بيانا (كأزيد ذا الحيل) و أجاز ابن الأنباري رفعه.
و ما سواه ارفع أو انصب و اجعلا كمستقلّ نسقا و بدلا
(و ما سواه) أي سوي المضاف المجرّد من أل كالمفرد، و المضاف المقرون بها- (ارفع) حملا علي اللّفظ، نحو: «يا زيد العاقل و الكريم الأب» و «يا تميم أجمعون» و «يا غلام بشرا» «2» (أو انصب) حملا علي الموضع، «3» نحو: «يا زيد العاقل و الكريم الأب» و «يا تميم أجمعين» و «يا غلام بشرا».
(و اجعلا كمستقلّ نسقا) مجرّدا من أل (و بدلا) «4» فضمّهما حيث يضمّ المنادي
(1) فتقدير البيت ألزم نصب تابع المنادي المبني على الضم (بأن كان مفردا معرفة أو نكرة مقصودة) إذا كان التابع مضافا و كان مجردا من (أل).
(2) المثال الأول للنعت غير المضاف و الثاني للنعت المضاف المقرون بال و الثالث للتأكيد الغير المضاف و الرابع للبيان الغير المضاف.
(3) لأن موضع المنادي نصب بتقدير ادعو.
(4) يعني اجعل المعطوف بعطف النسق، و كذا البدل كما إذا دخل عليهما حرف النداء فإن كانا مفردين-
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص:
374
و انصبهما حيث ينصب المنادي و إن كان المتبوع بخلاف ذلك.
و إن يكن مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان و رفع ينتقى
(و إن يكن مصحوب أل ما نسقا «1» ففيه وجهان): نصب و هو عند أبي عمرو و يونس و الجرمي يختار (و رفع) و هو عند الخليل و المازني و المصنّف (ينتقى) و فصّل المبرّد بين ما فيه أل للتّعريف، فالنّصب، و ما لا، فالرّفع.
و أيّها مصحوب أل بعد صفة يلزم بالرّفع لدي ذي المعرفة
و أي هذا أيّها الّذي ورد و وصف أي بسوي هذا يردّ
(و أيّها) مبتدأ أوّل (مصحوب أل) مبتدأ ثان (بعد) أي بعد أيّها، حال كونه (صفة) لها [أىّ] (يلزم) «2» و هو الخبر لأنّها «3» [أىّ] مبهمة، فلا تستعمل بغير صلة إلّا في الجزاء و الاستفهام، فلمّا لم توصل ألزم الصّفة لتبيّنها و هي معربة (بالرّفع لدي ذي المعرفة) نحو يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ «4»، و قد تزاد فيها التّاء للمؤنّث نحو يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ «5».
- معرفتين أو نكرتين مقصودتين فابنهما على الضم و إن كان متبوعهما منصوبا و إن كانا مضافين أو نكرتين غير مقصودة فانصبهما و إن كان متبوعهما مبنيا على الضم.
(1) يعني إن كان عطف النسق مع أل ففيه الوجهان النصب و الرفع و الأرجح الرفع.
(2) فتقدير البيت و أيّها يلزم أن يكون بعدها اسم مصحوب أل صفة لها.
(3) علة للزوم كون مصحوب أل صفة لأيّ، و حاصل التعليل أن (أيّ) مبهمة فيحتاج في رفع إبهامها إلى صلة كما في أيّ الموصولة أو صفة كما فيما نحن فيه و لا يستعمل بدون مبيّن إلّا في الشرط و الاستفهام أما في الشرط فلا يحتاج إلى المبيّن لكون المراد بها التعميم لا الفرد المردّد ليكون مبهما و يحتاج إلى المبيّن، و أما في الاستفهام فإن المقصود بها هناك الإبهام و إتيان المبيّن ناقض للغرض.
(4) الانشقاق، الآية: 6.
(5) الفجر، الآية: 27.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص:
375
(و) وصف أي باسم الإشارة، نحو: «أي هذا» و بالموصول، نحو: (أيّها الّذي ورد) فقبل منه: «1»
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه [لشيء نحته عن يديه المقادر]
يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ «2». (و وصف أي بسوي هذا) الّذي ذكر «3» (يردّ) علي قائله و لا يقبل منه.
و ذو إشارة كأي في الصّفة إن كان تركها يفيت المعرفة
في نحو سعد سعد الأوس ينتصب ثان و ضمّ و افتح اوّلا تصب
(و ذو إشارة كأي في) لزوم (الصّفة) المرفوعة لها «4» (إن كان تركها) أي الصّفة (يفيت المعرفة) فإن لم يكن جاز النّصب و هو «5» لا يوصف إلّا بما فيه أل.
و (في نحو) يا (سعد سعد الأوس) و
يا زيد زيد اليعملات الذّبّل [تطاول اللّيل عليك فانزل]
و كلّ ما كرّر فيه اسم مضاف في النّداء (ينتصب ثان) لأنّه مضاف (و ضمّ و افتح أوّلا تصب): أمّا الضّمّ فلأنّه مفرد معرفة، و أمّا النّصب فلأنّه مضاف إلى ما بعد الثّاني «6»
(1) أي: مما وصف أي باسم الإشارة و الموصول.
(2) الحجر، الآية: 6.
(3) من مصحوب أل و اسم الاشارة و الموصول.
(4) الضمير يعود إلى (أي) و المراد أن اسم الإشارة إذا وقع منادي فالاسم الذي بعده صفة له إن كان ترك الصفة يوجب عدم معرفة المشار إليه نحويا هذا الرجل فإن لم يوجب بأن كان المشار إليه معلوما بدون الصفة جاز نصب الاسم بعده مقطوعا عن الوصفية.
(5) أي: اسم الإشارة لا يوصف إلّا باسم معرف بال كما مثلنا بيا هذا الرجل.
(6) يعني أن (سعد) الأول مضاف إلى الأوس و سعد الثاني تأكيد للأول، و ليس مضافا إلى الأوس و كذا (زيد) الأول مضاف إلى اليعملات و أما زيد الثاني فهو تأكيد، و لهذا نصب الأول لكونه منادي مضافا.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 376
و هو «1» تأكيد عند سيبويه، و قال المبرّد إلى محذوف «2» و الفرّاء كلاهما إلى ما بعد الثّاني.
(1) أي: الثانى.
(2) أي: الاسم الأول مضاف إلى محذوف و التقدير يا سعد الأوس سعد الأوس و يا زيد اليعملات زيد اليعملات.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 377
فصل في المنادي المضاف إلى ياء المتكلم
و اجعل منادي صحّ إن يضف ليا كعبد عبدي عبد عبدا عبديا
و فيه المضاف إلي المضاف إليها (و اجعل منادي صحّ) كغلام و ظبي «1» (إن) بكسر الهمزة «2» (يضف ليا) على وجه «3» من أوجه خمسة أحسنها أن تحذف الياء و تبقي الكسرة للدّلالة عليها (كعبد) و يليه «4» أن تثبتها ساكنة، نحو (عبدي) و إن شئت فاقلب الكسرة «5» فتحة و الياء ألفا و احذفها، نحو (عبد)، و أحسن منه أن لا يحذف [الألف] نحو (عبدا)، و أحسن من هذا ثبوت الياء محرّكة، نحو (عبديا) «6» و زاد في شرح الكافية سادسا، و هو الاكتفاء من الإضافة بنيّتها و جعل المنادى مضموما كالمفرد، «7» و منه رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ «8» «9».
(1) فإنه بحكم الصحيح لعدم تبدّل حروفه مثل الصحيح.
(2) شرطية.
(3) متعلق باجعل أي: اجعل المنادي الصحيح المضاف لياء المتكلم على أحد الوجوه الخمسة لا غير.
(4) أي: يعقب الوجه الأحسن بمرتبة أن تثبت الياء مع سكونها.
(5) أي: كسرة الدال.
(6) ألفه ألف إطلاق، و أصله عبدي بكسر الدال و فتح الياء بدون الألف.
(7) أي: كغير المضاف في ظاهر اللفظ.
(8) بضم (رب) على قراءة بعض القراء.
(9) يوسف، الآية: 33.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 378
و الفتح و الكسر و حذف اليا استمرّ في يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ
(و) كلّ من (الفتح و الكسر «1» و حذف الياء) أي ياء المتكلّم (استمرّ فى) ما إذا نودي المضاف إلى المضاف إليها و كان «2» [المضاف إلى الياء] لفظ أمّ أو عمّ نحو: (يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ).
أمّا استمرار الكسرة فللدّلالة علي الياء، و أمّا الفتحة فللدّلالة علي الألف المنقلبة عنها، و شذّ إثبات الياء، نحو:
يا ابن أمّي و يا شقيّق نفسي «3» [أنت خلّيتني لدهر شديد]
و كذا إثبات الألف المنقلبة عنها، نحو:
يا ابنة عمّا لا تلومي و اهجعي [فليس يخلو منك يوما مضجعي]
و لا تحذف الياء في غير ما ذكر «4».
و في النّدا أبت أمّت عرض و اكسر أو أفتح و من اليا التّا عوض
(و في النّداء أبت أمّت) بتاء التّأنيث (عرض «5» و اكسر) التّاء (أو افتح) و هو الأكثر (و من الياء التّاء عوض) «6» فلذا لا يجمع بينهما.
(1) يعني أن وجهين فقط من الوجوه الخمسة المذكورة مستمرة أي: ثابتة للاسم المتوسط بين المنادي و الياء بشرط أن يكون المضاف إلى الياء لفظ (أمّ) أو (عمّ).
(2) أي: المضاف إلى الياء.
(3) فأثبت الياء من (أمي).
(4) أي: غير المنادي الصحيح و غير أمّ و عمّ إذا توسّطا بين المنادي المضاف إليهما و الياء للمتكلم.
(5) أي: وقع في معرض التكلم من العرب.
(6) أي: هذا التاء من (أبت) و (أمت) عوض عن الياء، فلأجل أنها عوض عن الياء لا يجمع بينهما فلا يقال يا أبتي إذ لا يجمع بين العوض و المعوض.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 379
فصل في الأسماء اللازمة للنّداء
فلا تستعمل في غيره «1» إلّا للضّرورة.
و فل بعض ما يخصّ بالنّدا لؤمان نومان كذا و اطّردا
في سبّ الأنثي وزن يا خباث و الامر هكذا من الثلاثي
(و فل) «2» للرّجل و فلة للمرأة (بعض ما يخصّ بالنّداء لؤمان) بضمّ الّلام و سكون الهمزة و «ملأمان و ملأم» بمعنى: كثير اللّوم، و (نومان) بفتح النّون و سكون الواو بمعني كثير النّوم (كذا) أي يخصّ بالنّداء، و كذا «مكرمان» و ذلك «3» سماع لا يطّرد (و اطّردا) و قيس (في سبّ الأنثى) استعمال أسماء في النّداء علي (وزن) فعال نحو: (يا خباث) و يا لكاع (و الأمر هكذا) «4» أي علي وزن فعال مطّرد مقيس (من)
(1) فلا يستعمل فاعلا و لا مبتدءا و لا غيرهما فلا يقال فل في الدار و تزوجت فلة.
(2) بضم الفاء و اللام مخفف فلان كما أن فلة مخفف فلانة تقول قلت له يا فل و قلت لها يا فلة كناية عن المنادي العاقل و يفترقان عن فلان و فلانة باستعمال الأخيرين في غير النداء أيضا.
(3) أي: اختصاص هذه الأسماء المذكورة بالنداء و استعمالها فيه سماعي و لا يقاس على أوزانها غيرها، فلا يقال يا نصران و يا مناصران و يا مشرفان مثلا.
(4) أي: كما أن وزن فعال مقيس مطرد للمنادي المراد سبّه كذا وزن فعال مطرد مقيس إتيانه لاسم فعل من الثلاثي التام المنصرف كنزال بمعني أنزل و نصار بمعني انصر هكذا و لا يأتي من غير الثلاثي و لا من الأفعال الناقصة و لا من غير متصرف كعسى.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 380
الفعل (الثّلاثيّ) التّامّ المتصرّف كنزال.
و شاع في سبّ الذّكور فعل و لا تقس و جرّ في الشّعر فل
(و شاع في سبّ الذّكور) استعمال أسماء في النّداء علي وزن (فعل) بضمّ الفاء و فتح العين، نحو «يا فسق» و «يا غدر». (و لا تقس) هذا خلافا لابن عصفور «1» (و جرّ في الشّعر «2» فل) اضطرارا «3» كما رخّم ما ليس بمنادى لذلك، «4» إذ اختصاص هذه الأسماء بالنداء نظير اختصاص التّرخيم به. «5»
(1) فذهب إلى أنه مقيس أيضا.
(2) بأن يستعمل غير منادي مع أنه من الأسماء الخاصة بالنداء.
(3) كقول الشاعر على ما نقله ابن الناظم:
(تضل منه إبلي بالهوجل في لجّة أمسك فلانا عن فل)
(4) أي: للاضطرار.
(5) أي: بالنداء، و هذا بيان لوجه الشبه بين استعمال (فل) في غير النداء اضطرارا و بين ترخيم غير المنادى.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 381
فصل في الاستغاثة
إذا استغيث اسم منادي خفضا باللّام مفتوحا كيا للمرتضى
(إذا استغيث اسم منادى) ليخلّص «1» من شدّة أو يعين علي دفع مشقّة (خفضا) إعرابا «2» (باللّام مفتوحا) فرقا «3» بين المستغاث به و المستغاث من أجله (كيا للمرتضى).
و افتح مع المعطوف إن كرّرت يا و في سوي ذلك بالكسر ائتيا
(و افتح) اللّام أيضا (مع) المستغاث (المعطوف) علي مثله (إن كرّرت يا) نحو:
يا لقومي و يا لأمثال قومي لأناس عتوّهم في ازدياد «4»
(و في سوي ذلك) و هو المستغاث من أجله و المعطوف بدون يا (بالكسر ائتيا) نحو:
(1) أي المنادي بكسر الدال
(2) أي: يكون إعرابه جرّا.
(3) علة لفتح اللام ففي قولنا (يا لزيد للغريق) المستغاث به (زيد) و المستغاث من أجله (الغريق) و اللام الداخلة على الغريق مكسورة و لو كانت اللام الداخلة على زيد المستغاث به أيضا مكسورا لالتبس بينهما.
(4) اللام في (لقومي) مفتوحة لأنه مستغاث به، و كذا في (لأمثال) لكونه معطوفا على المستغاث به، و في (لأناس) مكسورة لكونه مستغاثا من أجله.
حوزوی کتب
البھجہ المرضیہ فی شرح الفیہ حصہ دوم
هذا باب الإضافة (2)
[اضافة لدن]
هذا باب إعمال المصدر و فيه «1» إعمال اسمه
هذا باب أبنية المصادر
هذا باب إعمال الصّفة المشبهة باسم الفاعل «1»
هذا باب نعم و بئس
هذا باب أفعل التّفضيل
الثاني من التّوابع التوكيد
الرّابع من التّوابع البدل
فصل في أحكام توابع المنادى
فصل في النّدبة
فصل في التّحذير و الإغراء
هذا باب فيه نونا التّاكيد
هذا باب إعراب الفعل
فصل في عوامل الجزم
فصل في لو
هذا باب الإخبار بالّذي و فروعه و الألف و اللّام الموصولة
هذا باب الحكاية «1»
هذا باب التّأنيث
هذا باب جمع التّكسير
هذا باب التصغير
هذا باب الوقف «1»
هذا باب الامالة
هذا باب الابدال
هذا باب الإدغام
البھجہ المرضیہ فی شرح الفیہ حصہ دوم
فصل في أحكام توابع المنادى
فصل في أحكام توابع المنادى تابع ذي الضّمّ المضاف دون أل ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل (تابع) المنادي (ذي الضّمّ المضاف) صفة التّابع (دون أل ألزمه نصبا) «1» إذا كان نعتا توكيدا أو بيانا (كأزيد ذا الحيل) و أجاز ابن الأنباري رفعه.
و ما سواه ارفع أو انصب و اجعلا كمستقلّ نسقا و بدلا
(و ما سواه) أي سوي المضاف المجرّد من أل كالمفرد، و المضاف المقرون بها- (ارفع) حملا علي اللّفظ، نحو: «يا زيد العاقل و الكريم الأب» و «يا تميم أجمعون» و «يا غلام بشرا» «2» (أو انصب) حملا علي الموضع، «3» نحو: «يا زيد العاقل و الكريم الأب» و «يا تميم أجمعين» و «يا غلام بشرا».
(و اجعلا كمستقلّ نسقا) مجرّدا من أل (و بدلا) «4» فضمّهما حيث يضمّ المنادي
(1) فتقدير البيت ألزم نصب تابع المنادي المبني على الضم (بأن كان مفردا معرفة أو نكرة مقصودة) إذا كان التابع مضافا و كان مجردا من (أل).
(2) المثال الأول للنعت غير المضاف و الثاني للنعت المضاف المقرون بال و الثالث للتأكيد الغير المضاف و الرابع للبيان الغير المضاف.
(3) لأن موضع المنادي نصب بتقدير ادعو.
(4) يعني اجعل المعطوف بعطف النسق، و كذا البدل كما إذا دخل عليهما حرف النداء فإن كانا مفردين-
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص:
374 و انصبهما حيث ينصب المنادي و إن كان المتبوع بخلاف ذلك.
و إن يكن مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان و رفع ينتقى
(و إن يكن مصحوب أل ما نسقا «1» ففيه وجهان): نصب و هو عند أبي عمرو و يونس و الجرمي يختار (و رفع) و هو عند الخليل و المازني و المصنّف (ينتقى) و فصّل المبرّد بين ما فيه أل للتّعريف، فالنّصب، و ما لا، فالرّفع.
و أيّها مصحوب أل بعد صفة يلزم بالرّفع لدي ذي المعرفة
و أي هذا أيّها الّذي ورد و وصف أي بسوي هذا يردّ
(و أيّها) مبتدأ أوّل (مصحوب أل) مبتدأ ثان (بعد) أي بعد أيّها، حال كونه (صفة) لها [أىّ] (يلزم) «2» و هو الخبر لأنّها «3» [أىّ] مبهمة، فلا تستعمل بغير صلة إلّا في الجزاء و الاستفهام، فلمّا لم توصل ألزم الصّفة لتبيّنها و هي معربة (بالرّفع لدي ذي المعرفة) نحو يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ «4»، و قد تزاد فيها التّاء للمؤنّث نحو يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ «5».
- معرفتين أو نكرتين مقصودتين فابنهما على الضم و إن كان متبوعهما منصوبا و إن كانا مضافين أو نكرتين غير مقصودة فانصبهما و إن كان متبوعهما مبنيا على الضم.
(1) يعني إن كان عطف النسق مع أل ففيه الوجهان النصب و الرفع و الأرجح الرفع.
(2) فتقدير البيت و أيّها يلزم أن يكون بعدها اسم مصحوب أل صفة لها.
(3) علة للزوم كون مصحوب أل صفة لأيّ، و حاصل التعليل أن (أيّ) مبهمة فيحتاج في رفع إبهامها إلى صلة كما في أيّ الموصولة أو صفة كما فيما نحن فيه و لا يستعمل بدون مبيّن إلّا في الشرط و الاستفهام أما في الشرط فلا يحتاج إلى المبيّن لكون المراد بها التعميم لا الفرد المردّد ليكون مبهما و يحتاج إلى المبيّن، و أما في الاستفهام فإن المقصود بها هناك الإبهام و إتيان المبيّن ناقض للغرض.
(4) الانشقاق، الآية: 6.
(5) الفجر، الآية: 27.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص:
375 (و) وصف أي باسم الإشارة، نحو: «أي هذا» و بالموصول، نحو: (أيّها الّذي ورد) فقبل منه: «1»
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه [لشيء نحته عن يديه المقادر]
يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ «2». (و وصف أي بسوي هذا) الّذي ذكر «3» (يردّ) علي قائله و لا يقبل منه.
و ذو إشارة كأي في الصّفة إن كان تركها يفيت المعرفة
في نحو سعد سعد الأوس ينتصب ثان و ضمّ و افتح اوّلا تصب
(و ذو إشارة كأي في) لزوم (الصّفة) المرفوعة لها «4» (إن كان تركها) أي الصّفة (يفيت المعرفة) فإن لم يكن جاز النّصب و هو «5» لا يوصف إلّا بما فيه أل.
و (في نحو) يا (سعد سعد الأوس) و
يا زيد زيد اليعملات الذّبّل [تطاول اللّيل عليك فانزل]
و كلّ ما كرّر فيه اسم مضاف في النّداء (ينتصب ثان) لأنّه مضاف (و ضمّ و افتح أوّلا تصب): أمّا الضّمّ فلأنّه مفرد معرفة، و أمّا النّصب فلأنّه مضاف إلى ما بعد الثّاني «6»
(1) أي: مما وصف أي باسم الإشارة و الموصول.
(2) الحجر، الآية: 6.
(3) من مصحوب أل و اسم الاشارة و الموصول.
(4) الضمير يعود إلى (أي) و المراد أن اسم الإشارة إذا وقع منادي فالاسم الذي بعده صفة له إن كان ترك الصفة يوجب عدم معرفة المشار إليه نحويا هذا الرجل فإن لم يوجب بأن كان المشار إليه معلوما بدون الصفة جاز نصب الاسم بعده مقطوعا عن الوصفية.
(5) أي: اسم الإشارة لا يوصف إلّا باسم معرف بال كما مثلنا بيا هذا الرجل.
(6) يعني أن (سعد) الأول مضاف إلى الأوس و سعد الثاني تأكيد للأول، و ليس مضافا إلى الأوس و كذا (زيد) الأول مضاف إلى اليعملات و أما زيد الثاني فهو تأكيد، و لهذا نصب الأول لكونه منادي مضافا.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 376
و هو «1» تأكيد عند سيبويه، و قال المبرّد إلى محذوف «2» و الفرّاء كلاهما إلى ما بعد الثّاني.
(1) أي: الثانى.
(2) أي: الاسم الأول مضاف إلى محذوف و التقدير يا سعد الأوس سعد الأوس و يا زيد اليعملات زيد اليعملات. البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 377
فصل في المنادي المضاف إلى ياء المتكلم
و اجعل منادي صحّ إن يضف ليا كعبد عبدي عبد عبدا عبديا
و فيه المضاف إلي المضاف إليها (و اجعل منادي صحّ) كغلام و ظبي «1» (إن) بكسر الهمزة «2» (يضف ليا) على وجه «3» من أوجه خمسة أحسنها أن تحذف الياء و تبقي الكسرة للدّلالة عليها (كعبد) و يليه «4» أن تثبتها ساكنة، نحو (عبدي) و إن شئت فاقلب الكسرة «5» فتحة و الياء ألفا و احذفها، نحو (عبد)، و أحسن منه أن لا يحذف [الألف] نحو (عبدا)، و أحسن من هذا ثبوت الياء محرّكة، نحو (عبديا) «6» و زاد في شرح الكافية سادسا، و هو الاكتفاء من الإضافة بنيّتها و جعل المنادى مضموما كالمفرد، «7» و منه رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ «8» «9».
(1) فإنه بحكم الصحيح لعدم تبدّل حروفه مثل الصحيح.
(2) شرطية.
(3) متعلق باجعل أي: اجعل المنادي الصحيح المضاف لياء المتكلم على أحد الوجوه الخمسة لا غير.
(4) أي: يعقب الوجه الأحسن بمرتبة أن تثبت الياء مع سكونها.
(5) أي: كسرة الدال.
(6) ألفه ألف إطلاق، و أصله عبدي بكسر الدال و فتح الياء بدون الألف.
(7) أي: كغير المضاف في ظاهر اللفظ.
(8) بضم (رب) على قراءة بعض القراء.
(9) يوسف، الآية: 33.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 378
و الفتح و الكسر و حذف اليا استمرّ في يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ
(و) كلّ من (الفتح و الكسر «1» و حذف الياء) أي ياء المتكلّم (استمرّ فى) ما إذا نودي المضاف إلى المضاف إليها و كان «2» [المضاف إلى الياء] لفظ أمّ أو عمّ نحو: (يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ).
أمّا استمرار الكسرة فللدّلالة علي الياء، و أمّا الفتحة فللدّلالة علي الألف المنقلبة عنها، و شذّ إثبات الياء، نحو:
يا ابن أمّي و يا شقيّق نفسي «3» [أنت خلّيتني لدهر شديد]
و كذا إثبات الألف المنقلبة عنها، نحو:
يا ابنة عمّا لا تلومي و اهجعي [فليس يخلو منك يوما مضجعي]
و لا تحذف الياء في غير ما ذكر «4».
و في النّدا أبت أمّت عرض و اكسر أو أفتح و من اليا التّا عوض
(و في النّداء أبت أمّت) بتاء التّأنيث (عرض «5» و اكسر) التّاء (أو افتح) و هو الأكثر (و من الياء التّاء عوض) «6» فلذا لا يجمع بينهما.
(1) يعني أن وجهين فقط من الوجوه الخمسة المذكورة مستمرة أي: ثابتة للاسم المتوسط بين المنادي و الياء بشرط أن يكون المضاف إلى الياء لفظ (أمّ) أو (عمّ).
(2) أي: المضاف إلى الياء.
(3) فأثبت الياء من (أمي).
(4) أي: غير المنادي الصحيح و غير أمّ و عمّ إذا توسّطا بين المنادي المضاف إليهما و الياء للمتكلم.
(5) أي: وقع في معرض التكلم من العرب.
(6) أي: هذا التاء من (أبت) و (أمت) عوض عن الياء، فلأجل أنها عوض عن الياء لا يجمع بينهما فلا يقال يا أبتي إذ لا يجمع بين العوض و المعوض.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 379
فصل في الأسماء اللازمة للنّداء
فلا تستعمل في غيره «1» إلّا للضّرورة.
و فل بعض ما يخصّ بالنّدا لؤمان نومان كذا و اطّردا
في سبّ الأنثي وزن يا خباث و الامر هكذا من الثلاثي
(و فل) «2» للرّجل و فلة للمرأة (بعض ما يخصّ بالنّداء لؤمان) بضمّ الّلام و سكون الهمزة و «ملأمان و ملأم» بمعنى: كثير اللّوم، و (نومان) بفتح النّون و سكون الواو بمعني كثير النّوم (كذا) أي يخصّ بالنّداء، و كذا «مكرمان» و ذلك «3» سماع لا يطّرد (و اطّردا) و قيس (في سبّ الأنثى) استعمال أسماء في النّداء علي (وزن) فعال نحو: (يا خباث) و يا لكاع (و الأمر هكذا) «4» أي علي وزن فعال مطّرد مقيس (من)
(1) فلا يستعمل فاعلا و لا مبتدءا و لا غيرهما فلا يقال فل في الدار و تزوجت فلة.
(2) بضم الفاء و اللام مخفف فلان كما أن فلة مخفف فلانة تقول قلت له يا فل و قلت لها يا فلة كناية عن المنادي العاقل و يفترقان عن فلان و فلانة باستعمال الأخيرين في غير النداء أيضا.
(3) أي: اختصاص هذه الأسماء المذكورة بالنداء و استعمالها فيه سماعي و لا يقاس على أوزانها غيرها، فلا يقال يا نصران و يا مناصران و يا مشرفان مثلا.
(4) أي: كما أن وزن فعال مقيس مطرد للمنادي المراد سبّه كذا وزن فعال مطرد مقيس إتيانه لاسم فعل من الثلاثي التام المنصرف كنزال بمعني أنزل و نصار بمعني انصر هكذا و لا يأتي من غير الثلاثي و لا من الأفعال الناقصة و لا من غير متصرف كعسى.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 380
الفعل (الثّلاثيّ) التّامّ المتصرّف كنزال.
و شاع في سبّ الذّكور فعل و لا تقس و جرّ في الشّعر فل
(و شاع في سبّ الذّكور) استعمال أسماء في النّداء علي وزن (فعل) بضمّ الفاء و فتح العين، نحو «يا فسق» و «يا غدر». (و لا تقس) هذا خلافا لابن عصفور «1» (و جرّ في الشّعر «2» فل) اضطرارا «3» كما رخّم ما ليس بمنادى لذلك، «4» إذ اختصاص هذه الأسماء بالنداء نظير اختصاص التّرخيم به. «5»
(1) فذهب إلى أنه مقيس أيضا.
(2) بأن يستعمل غير منادي مع أنه من الأسماء الخاصة بالنداء.
(3) كقول الشاعر على ما نقله ابن الناظم:
(تضل منه إبلي بالهوجل في لجّة أمسك فلانا عن فل)
(4) أي: للاضطرار.
(5) أي: بالنداء، و هذا بيان لوجه الشبه بين استعمال (فل) في غير النداء اضطرارا و بين ترخيم غير المنادى.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 381
فصل في الاستغاثة
إذا استغيث اسم منادي خفضا باللّام مفتوحا كيا للمرتضى
(إذا استغيث اسم منادى) ليخلّص «1» من شدّة أو يعين علي دفع مشقّة (خفضا) إعرابا «2» (باللّام مفتوحا) فرقا «3» بين المستغاث به و المستغاث من أجله (كيا للمرتضى).
و افتح مع المعطوف إن كرّرت يا و في سوي ذلك بالكسر ائتيا
(و افتح) اللّام أيضا (مع) المستغاث (المعطوف) علي مثله (إن كرّرت يا) نحو:
يا لقومي و يا لأمثال قومي لأناس عتوّهم في ازدياد «4»
(و في سوي ذلك) و هو المستغاث من أجله و المعطوف بدون يا (بالكسر ائتيا) نحو:
(1) أي المنادي بكسر الدال
(2) أي: يكون إعرابه جرّا.
(3) علة لفتح اللام ففي قولنا (يا لزيد للغريق) المستغاث به (زيد) و المستغاث من أجله (الغريق) و اللام الداخلة على الغريق مكسورة و لو كانت اللام الداخلة على زيد المستغاث به أيضا مكسورا لالتبس بينهما.
(4) اللام في (لقومي) مفتوحة لأنه مستغاث به، و كذا في (لأمثال) لكونه معطوفا على المستغاث به، و في (لأناس) مكسورة لكونه مستغاثا من أجله.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 382
[تكنّفني الوشاة فأزعجوني] فيا للنّاس للواش المطاع
[يبكيك ناء بعيد الدّار مغترب] يا للكهول و للشّبّان للعجب «1»
و لام ما استغيث عاقبت ألف و مثله اسم ذو تعجّب ألف
(و لام ما استغيث عاقبت ألف) «2» تلي آخره إذا وجدت فقدت اللّام «3»، نحو:
يا يزيدا لآمل نيل عزّ [و غني بعد فاقة و هوان]
و اللّام فقدت هي «4» كما تقدّم، «5» و قد لا يوجدان نحو:
ألا يا قوم للعجب العجيب و للغفلات تعرض للأريب «6»
(و مثله) أي مثل المستغاث، في جميع أحواله «7» (اسم ذو تعجّب ألف) نحو: «يا للعجب» أي يا عجب احضر فهذا وقتك.
(1) فلان (للواش) مكسورة لأنه مستغاث من أجله و (للشبان) مكسورة لعدم تكرار يا و أن كان عطفا على المستغاث به و (للعجب) أيضا مكسورة، لأنه مستغاث من أجله.
(2) أي: ناوبت (ألف) فكل من اللام و الألف ينوب الآخر فلا يجتمعان.
(3) (فقدت) بالمعلوم فاعله (ألف) و مفعوله اللام يعني أن الألف إذا وجدت فقدت اللام أي: عدمته و استقرت هي مكان اللام.
(4) أي: إذا وجدت اللام فقدت أي عدمت الألف و فقدت هنا أيضا بصيغة المعلوم.
(5) فقد اللام الألف أي: وجود اللام و عدم وجود الألف تقدّم في البيتين المتقدّمتين.
(6) فقوم منادي مستغاث به و ليس معه اللام و لا الألف.
(7) من جرّه باللام المفتوحة و تعاقب اللام الألف فيه و حذفهما عنه.
البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 383
مقبول
طہارۃ، استعمال طہور مشروط بالنیت
المدخل۔۔۔
الزکاۃ،کتاب الزکاۃ وفصولہ اربعۃ۔۔۔
مقدمہ و تعریف :الامرلاول تعریف علم الاصول۔۔۔
الطہارۃ و مختصر حالات زندگانی
الفصل السابع :نسخ الوجوب۔۔
الفصل الثالث؛ تقسیم القطع الی طریقی ...
مقالات
دینی مدارس کی قابل تقلید خوبیاں
ایک اچھے مدرس کے اوصاف
اسلام میں استاد کا مقام و مرتبہ
طالب علم کے لئے کامیابی کے زریں اصول