حضرت امام جعفر صادق عليه‌السلام نے فرمایا: وہ بھی بخیل ہوتا ہے جو مال کو جائز طریقے سے کمائے اور ناحق طریقے سے خرچ کرے۔ وسائل الشیعۃ حدیث11468

البھجہ المرضیہ فی شرح الفیہ حصہ دوم

[اضافة لدن‏]

(و ألزموا إضافة لدن) و هو ظرف لأوّل غاية زمان أو مكان «9» مبنيّ إلّا في لغة قيس (فجرّ) «10» و إفرادها «11» (و نصب غدوة بها) على التّميز أو التّشبيه بالمفعول به، أو إضمار (1) فأضيفت إلى المعرفة و هو جمع.

(2) فالأوّل مثال للصفة بدليل كون الاسم قبلها نكرة فأن أيّ نكرة فطابق الصفة مع الموصوف و الثاني للحال بدليل كون الاسم قبله معرفة لعدم جواز مجي‏ء الصفة النكرة للموصوف المعرفة فزيد ذو الحال و ذو الحال معرفة دائما.

(3) مثال للشرطية مضافة إلى المعرفة أيّ الأجلين و ما زايدة و جواب الشرط (فلا عدوان عليك).

(4) القصص، الآية: 28.

(5) مثال للاستفهاميّة و دخولها على النكرة.

(6) الأعراف، الآية: 185.

(7) نحو أيّ الرجلين أكرمك.

(8) أي: الضمير مع المضاف إليه نحو أيّ رجلين أكرماك.

(9) فإن قلت مرضت من لدن يوم الجمعة إلى الآن معناه أن أول زمان مرضي يوم الجمعة و تقول طفت من لدن حجر الأسود أي كان ابتداء طوافي حجر الأسود.

(10) أي: جر ما بعده بالإضافة.

(11) أي: استعمالها غير مضاف.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 271

كان و اسمها «1» الوارد «2» (عنهم ندر) «3» و كذا رفعها «4» على إضمار كان كما حكاه الكوفيّون و يعطف على غدوة المنصوبة بالجرّ لأنّه «5» محلّها، و جوّز الأخفش النّصب.

قال المصنّف: و هو بعيد عن القياس.

و مع مع فيها قليل و نقل فتح و كسر لسكون يتّصل‏

(و مع) اسم لمكان الاجتماع أو وقته «6» معرب إلّا في لغة ربيعة فيقولون (مع) بتسكين العين (فيها) «7» بناء و هو (قليل) و قال سيبويه ضرورة، و منه:

فريشى منكم و هواي معكم [و إن كانت زيارتكم لماما]

(و نقل) في هذه الحالة «8» (فتح و كسر) لعينها (لسكون يتّصل) بها «9» مستند الأوّل «10» الخفّة و الثّاني «11» الأصل في التقاء السّاكنين.

تتمة: لا تنفكّ مع، عن الإضافة إلّا [إذا وقعت‏] حالا «12» بمعنى جميع كقوله:

(1) فتكون غدوة خبرها.

(2) بالرفع صفة لنصب غدوة.

(3) كقول الشاعر: (لدن غدوة حتّي دنت لغروب).

(4) أي: غدوة فتكون اسما لكان المقدّرة.

(5) أي: لأن الجرّ محل غدوة لكونها مضافا إليه في التقدير.

(6) أي: وقت الاجتماع فقولنا صليت مع زيد يمكن أن يراد به صليت في مكان صلي فيه زيد أو في وقت صلي فيه.

(7) أي: في مع.

(8) أي: حالة بنائها على السكون.

(9) أي: إذا اتّصل بها ساكن نحو مع اللّه.

(10) أي: دليل الأول و هو الفتح الخفّة لأن الفتحة أخف الحركات.

(11) أي: مستند الثاني و هو الكسر القاعدة المعروفة في التقاء الساكنين و هي (إذا التقي الساكنان حرّك بالكسر).

(12) أي: إلّا إذا وقع حالا.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 272

بكت عيني اليسرى فلمّا زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا «1»

و اضمم بناء غيرا ان عدمت ما له أضيف ناويا ما عدما

(و اضمم بناء) وفاقا للمبرّد (غيرا ان عدمت ما له أضيف) «2» حال كونك (ناويا) معنى (ما عدما) «3» قال في شرح الكافية: لزوال المعارض للشّبه المقتضي للبناء و هو عدم الاستقلال بالمفهوميّة «4».

قلت: و هي «5» نظيرة أيّ، فيأتي في هذه «6» ما قلته فيها و هو وجود هذه العلّة «7» فيما إذا لم ينو المضاف إليه مع قولهم بإعرابها حينئذ، فالأحسن ما ذهب إليه الأخفش من كونها معربة في هذه الحالة أيضا «8» كما أجمعوا على أنّ فتحها في هذه‏

(1) فمعا حال بمعنى جميعا.

(2) أي: إن كان المضاف إليه معدوما و محذوفا.

(3) أي: ناويا معني المضاف إليه المحذوف.

(4) حاصله أن غير لا معني له إلّا إذا انضمّ إلى ما بعده كغير زيد مثلا فهو غير مستقل بالمفهوميّة، أي: في إفادة المعنى، كما أنّ الحروف كذلك فشبهه بالحرف يقتضي أن يكون مبنيّا لكن الإضافة التي هي من خواص الاسم تعارض تلك الشباهة فيعرب، و لما زال المعارض أي: الإضافة رجع إلى البناء.

(5) أي: غير.

(6) أي: في غير ما قلته في أي في باب الموصولات عند قول الناظم (أي كما و أعربت ما لم تضف و صدر وصلها ضمير الحذف) فأنه بعد ما نقل عنهم في وجه بنائها عند الإضافة و حذف صدر الصلة من أنه لتأكيد مشابهتها الحرف من حيث افتقارها إلى ذلك المحذوف.

قال: قلت و هذه العلّة أي: الافتقار موجودة في الحالة الثانية و هي ما إذا لم تضف و حذف صدر صلتها فلم لم تبن في هذه الحالة.

و ما قاله في أي يأتي في غير فأنها إن كانت مبنيّة عند حذف المضاف إليه و نيّته فلم لم تبن عند حذفه و عدم نيّته فأن علة البناء و هي زوال المعارض أي الإضافة موجودة في الثانية أيضا.

(7) أي: زوال المعارض للشبه فيما إذا حذف المضاف إليه و لم ينو.

(8) أي: فيما لم ينو المضاف إليه.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 273

الحالة «1» مطلقا، و ضمّها مع التّنوين الّذي هو قليل حركتا إعراب «2».

و شرط ابن هشام لجواز حذف ما يضاف إليه أن يقع بعد ليس نحو «قبضت عشرة ليس غير» أي ليس المقبوض غير ذلك، أو ليس غير ذلك مقبوضا «3». و ذكر ابن السّرّاج في الأصول، و غيره: وقوعها بعد لا. ثمّ بناؤها على الحركة لأنّ لها «4» أصلا في التّمكّن و لولاه لم يفارقها البناء و كانت ضمّة لئلّا يلتبس الإعراب بالبناء «5»- قاله في شرح التّسهيل.

و خرج بقوله «إن عدمت»- إلخ ما إذا لم يعدم المضاف إليه «6» و ما إذا عدم و لم ينو، فإنّها حينئذ «7» معربة، و سيأتي تصريحه بهذه الحالة «8»، و كذا إذا نوي لفظه دون معناه «9» كما قاله في شرح الكافية. و أخرجه تقييدي المنويّ بالمعنى «10».

(1) أي: حالة حذف المضاف إليه مطلقا سواء كان الفتح مع التنوين أو بدونه.

(2) ففي حال الفتح خبر لليس أو لا كما سيأتي من عدم جواز حذف المضاف إليه إلّا إذا وقعت بعد أحدهما و في حال الضم اسم لها.

(3) فالأوّل لما إذا كان (غير) منصوبا و الثاني إذا كان مرفوعا.

(4) أي: لغير أصلا في الإعراب لكونها دائم الإضافة و لو لا ذلك الأصل لما فارقها البناء لشبهها المعنوي بالحرف. (5) يعني أن حالة إعرابها أما منصوبة بالفتحة أو مجرورة بالكسرة بغير تنوين فلو كان حالة بنائها فتحة أو كسرة التبس حالة بنائها بحالة إعرابها فلزم في البناء الضم لذلك.

(6) أي: ذكر.

(7) أي: حين حذف المضاف إليه و عدم نيّته.

(8) بقوله و أعربوا نصبا إذا ما نكّرا فأن المراد بالتنكير هو القطع عن الإضافة لفظا و نيّة.

(9) فالحالات أربعة ذكر المضاف إليه و حذفه مع نية لفظه و حذفه من دون نيّة و هي في هذه الثلاثة معربة و حذف المضاف إليه مع نية معناه ففي هذه الحالة مبنيّة.

(10) فأن الشارح قيّد قول الناظم ناويا بقوله (معني) فأنّ هذا القيد أخرج الصورة الأخيرة من البناء، و هي ما إذا حذف و نوي لفظه.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 274

قبل كغير بعد حسب أوّل و دون و الجهات أيضا و عل‏

(قبل كغير) في جميع ما تقدّم، فيبنى على الضّم إذا حذف ما يضاف إليه و نوي معناه نحو لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ «1» «2» دون ما إذا لم يحذف نحو «جئت قبل العصر» أو حذف و لم ينو نحو:

فساغ لى الشّراب و كنت قبلا [أكاد أغصّ بالماء الفرات‏]

أو نوي لفظه نحو:

و من قبل نادى كلّ مولى قرابة «3» [فما عطفت يوما عليه العواطف‏]

و الأحسن فيها «4» أيضا و فيما بعدها ما اختاره الاخفش من الإعراب مطلقا «5».

و مثلها أيضا (بعد) فتبنى و تعرب على التّفصيل المتقدّم «6» كالاية السّابقة «7» و نحو «جئت بعد العصر» «8» و قرئ «للّه الأمر من قبل و من بعد «9».

و كذا (حسب) نحو «قبضت عشرة فحسب» أي فحسبي ذلك، «10» و «هذا حسبك من رجل» «11».

(1) أي: من قبل كل شي‏ء و من بعد كل شي‏ء، و الدليل على ان المنوي هو المعني عدم ذكر لفظ كل شي‏ء سابقا لينوي.

(2) الرّوم، الآية: 4.

(3) أي: قبل الحرب لذكر الحرب في البيت قبله ظاهرا.

(4) أي: في قبل و ما بعدها و هو بعد و ما ذكر بعده في الشعر.

(5) ذكر المضاف إليه أم حذف نوي لفظه أو معناه أم لم ينو.

(6) فتبني إذا حذف ما يضاف غليه و نوي معناه و تعرب في غيره من الحالات.

(7) و هي للّه الأمر ... بضم بعد بناءا.

(8) مثال لإعرابها عند ذكر المضاف إليه.

(9) بجر بعد ليكون مثالا لحذف المضاف إليه و عدم نيّة معناه فأعربت لذلك.

(10) فحذف المضاف إليه، و هو ياء المتكلّم و هو معناه فبني حسب على الضم.

(11) مثال لاعرابه عند ذكر المضاف إليه.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 275

و (أوّل) كما حكاه الفارسيّ من قولهم «إبدأ أبذا من أوّل» بالضمّ على نيّة معنى المضاف إليه و الجرّ على نيّة لفظه و الفتح على ترك نيّته و منع صرفه للوزن و الوصف «1».

(و دون و الجهات) السّتّ «2» (أيضا) نحو:

[إذا أنا لم أومن عليك‏] و لم يكن لقاؤك إلّا من وراء وراء «3»

و حكى الكسائيّ «أفوق تنام أم أسفل» بالنّصب أي أفوق هذا «4».

(و عل) بمعنى الفوق نحو:

[و لقد سددت عليك كلّ ثنيّة] و أتيت فوق بني كليب من عل «5»

[مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا] كجلمود صخر حطّه السّيل من عل «6»

و فهم من ذكر المصنّف لها «7» جواز إضافتها لفظا، و به صرّح الجوهريّ و خالفه ابن أبي الرّبيع.

و أعربوا نصبا إذا ما نكّرا قبلا و ما من بعده قد ذكرا

(1) أي: لأنه على وزن أفعل، و لأنه وصف فاجتمع العلّتان فمنع من الصرف ففتح لذلك، و أما الجر على نيّة لفظه فأن غير المنصرف إذا أضيف يجرّ بالكسرة بخلاف ما إذا ترك نيته فيجّر بالفتح.

(2) هى: فوق، و تحت، (أو أسفل) و أمام (أو قدّام) و خلف (أو وراء) و يمين و يسار (أو شمال).

(3) يحتمل جرّ الوراء الأول لإضافته إلى الوراء الثاني، و الوراء الثاني يكون مبنيّا على الضم لحذف ما أضيف إليه و نيّة معناه فيكون البيت شاهدا للإعراب و البناء و يحتمل أن يكونا مبنيّين على الضم لحذف المضاف إليه منهما فيكون شاهدا للبناء فقط.

(4) فلم يبن، لأن المنوي لفظ المضاف إليه.

(5) بضم اللام بناء النيّة معني المضاف إليه و هو الوادي أو الجبل.

(6) بجرّ على لكون المنوي لفظ المضاف إليه و هو الشي‏ء.

(7) يعني فهم من ذكر على في كلام الناظم هنا جواز إضافتها لفظا لأنّها ذكرت في عداد ما هو كذلك كقبل و بعد.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 276

(و أعربوا نصبا) و جرّا كما تقدّم و رفعا (إذا ما نكّرا) أي قطع عن الإضافة لفظا و نيّة (قبلا و ما من بعده) و قبله «1» (قد ذكرا) و شمل ذلك «عل» «2» و به صرّح بعضهم لكن قال ابن هشام: ما أظنّ نصبها موجودا. ثمّ هو «3» على الظّرفيّة في قبل و ما بعده إلّا حسب فعلى الحاليّة و ذكر المصنّف أنّ أسماء الجهات ما عدا فوق «4» و تحت تتصرّف تصرّفا متوسّطا «5» و أن دون تتصرّف نادرا «6».

و ما يلي المضاف يأتي خلفا عنه في الاعراب إذا ما حذفا

(و ما يلي المضاف) أي المضاف إليه (يأتي خلفا عنه) أي عن المضاف في (الإعراب) و التّذكير و التّأنيث و غيرها «7» (إذا ما حذفا) «8» نحو وَ جاءَ رَبُّكَ «9» أي أمر ربّك «10» وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ «11» أي بدل شكر رزقكم «12».

(1) المراد بما قبله لدن و بعد و غير.

(2) أي: فيعرب نصبا إذا ما نكّر.

(3) أي: النصب.

(4) يعني شمال و يمين، و أمام و خلف، و المراد من التصرّف هو التغيير عما هي عليه من الإفراد إلى التثنية و الجمع و من التذكير إلى التأنيث و غير ذلك كقوله سبحانه عن إيمانهم و عن شمائلهم فجمعا، و يقال:

أيمن و أيسر على وزن أفعل كما يقال: أخلاف فلان، أي: أعقابه.

(5) أي: لا كاملا في جميع الصيغ.

(6) كادون على أفعل مثلا.

(7) كالتعريف و التنكير.

(8) إذا حذف المضاف.

(9) الفجر، الآية: 22.

(10) فكسب المضاف إليه و هو ربّ رفع المضاف و هو أمر.

(11) الواقعة، الآية: 82.

(12) كسب المضاف إليه و هو رزق نصب المضاف و هو بدل و في هذا المثال إشارة إلى أن المضاف إليه قد يكسب إعراب المضاف إلى مضافه أيضا.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 277

يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل «1»

أى ماء بردى و هو نهر بدمشق.

[مرّت بنا في نسوة خولة] و المسك من أردائها نافحة «2»

أى رائحته، «إنّ هذين حرام على ذكور أمّتى «3» أي استعمالها،

وَ تِلْكَ الْقُرى‏ أَهْلَكْناهُمْ «4» أي أهلها «5» «تفرّقوا أيادي سبا» أي مثلها «6».

و ربّما جرّوا الّذي أبقوا كما قد كان قبل حذف ما تقدّما

لكن بشرط أن يكون ما حذف مماثلا لما عليه قد عطف‏

(و ربّما جرّوا) المضاف إليه (الّذي أبقوا كما قد كان قبل حذف ما تقدّما) و هو المضاف «7» (لكن) لا مطلقا بل (بشرط أن يكون ما حذف مماثلا) في اللّفظ و المعنى (لما عليه قد عطف) أو مقابلا له، فالأوّل نحو:

أكلّ امرى‏ء تحسبين امرء و نار توقّد بالليل نارا «8»

(1) هنا كسب المضاف إليه و هو بردى تذكير المضاف و هو ماء فأن بردي مؤنّث و الدليل على كسبه التذكير مجى‏ء الفعل الحامل لضميرها مذكّرا و هو يصفّق و لو كانت على تأنيثها لقال تصفق.

(2) كسب المسلك المذكر تأنيث مضافه و هو الرائحة فلهذا وصف بالوصف المؤنث و هو نافحة.

(3) كسب التثنية و هو هذين إفراد مضافه و هو استعمال بدليل إفراد الخبر و هو حرام و المراد بهذين هما الذهب و الحرير.

(4) الكهف، الآية: 59.

(5) فهنا كسب المضاف إليه المؤنث (القري) التذكير فلذا عاد عليها ضمير الجمع المذكر في قوله تعإلى أهلكناهم و لو لا ذلك لقال أهلكناها.

(6) فوقع المضاف إليه و هو أيادي حالا مع أنها معرفة بإضافتها إلى العلم و هو سبا و الحال نكرة دائما و جاز ذلك لكسبها التنكير من المضاف و هو مثل و مثل لا يعرّف بالإضافة.

(7) أي: قد يبقي المضاف إليه مجرورا مع حذف المضاف.

(8) يعني و كل نار فبقي نار على جرّه لأن مضافه المحذوف و هو كل مماثل للمعطوف عليه و هو كل امرء.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 278

و الثّاني كقراءة بعضهم تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَ اللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ «1» أي باقي الآخرة «2»- كذا قدّره «3» ابن أبي الرّبيع.

و يحذف الثّاني فيبقي الأوّل كحاله إذا به يتّصل‏

بشرط عطف و إضافة إلى مثل الّذي له أضفت الأوّلا

(و يحذف الثّاني فيبقى الأوّل) بلا تنوين (كحاله إذا به «4» يتّصل بشرط عطف) على هذا المضاف «5» (و إضافة) لهذا المعطوف (إلى مثل الّذي له أضفت الأوّلا) «6» كقولهم «قطع اللّه يد و رجل من قالها» أي يد من قالها، و رجل من قالها «7». و قد يأتي ذلك «8» من غير عطف كما حكى الكسائيّ من قولهم «أفوق تنام أم أسفل» «9».

فصل مضاف شبه فعل ما نصب مفعولا او ظرفا أجز و لم يعب‏

فصل يمين و اضطرارا وجدا بأجنبيّ أو بنعت أو ندا

(1) الأنفال، الآية: 67.

(2) فالمعطوف عليه و هو (عرض) ضد المحذوف و هو (باقي) لأن معني العرض الفاني و هو ضد الباقي فلهذا قرء الآخرة بالجرّ.

(3) أي: المحذوف في الآية قدره ابن الربيع (باقى).

(4) أي: بالثاني المضاف إليه يعني قد يحذف المضاف إليه و يبقي أثره في المضاف و هو حذف التنوين.

(5) الذي حذف منه المضاف إليه.

(6) أي: إلى مثل المضاف إليه المحذوف.

(7) فبقي يد بلا تنوين مع حذف المضاف إليه و هو من قالها لعطف رجل عليها و رجل مضاف إلى مثل المضاف إليه المحذوف و هو من قالها.

(8) أي: بقاء المضاف بلا تنوين مع حذف المضاف إليه.

(9) فقرأ فوق و أسفل بغير تنوين مع حذف المضاف إليه و هو السطح أو ما شابهه و لم يعطف عليهما ما يكون مضافا إلى مشابه المحذوف.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 279

(فصل مضاف) بالنّصب، مفعول أجز، (شبه فعل) صفة مضاف، أي: مصدر و اسم فاعل، (ما نصب) ذلك المضاف عن المضاف إليه «1»، فاعل فصل، (مفعولا) تمييز (أو ظرفا أجز). المعنى: أجز أن يفصل الّذي نصبه المضاف على المفعولية أو الظّرفية بينه «2» و بين المضاف إليه كقراءة ابن عامر قتل أولادهم شركائهم «چ» «3»، و قول بعضهم «ترك يوما نفسك و هواها سعى في رداها» «4» و قوله تعالى فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ «5» «6» و قوله صلّى اللّه عليه و آله «هل أنتم تاركوا إليّ صاحبي» «7» قول الشّاعر:

[فرشني بخير لا أكونن و مدحتي‏] كناحت يوما صخرة بعسيل «8»

(و لم يعب فصل يمين) حكى الكسائيّ «هذا غلام و اللّه زيد» «9» (و اضطرارا وجدا) الفصل (بأجنبيّ) من المضاف كقوله:

ما إن وجدنا للهوى من طبّ و لا عدمنا قهر وجد صبّ «10»

(1) متعلّق ب «فصل» أي فصل مضاف عن المضاف إليه.

(2) بين المضاف فحاصل معنى البيت أنه يجوز فصل منصوب المضاف بين المضاف الناصب و المضاف إليه.

(چ) بنصب (أولاد) مفعولا لقتل و جر شركاء مضافا إليه مثال لفصل المفعول بين المصدر و المضاف إليه.

(3) الأنعام، الآية: 137.

(4) مثال لفصل الظرف بين المضاف المصدر و هو ترك و المضاف إليه و هو نفس.

(5) مثال لفصل مفعول المضاف الذي هو اسم الفاعل بينه و بين المضاف إليه و هو رسل على قراءة شاذّة.

(6) إبراهيم، الآية: 47.

(7) مثال لفصل شبه الظرف (إليّ) بين اسم الفاعل تاركوا و المضاف إليه (صاحب).

(8) لفصل الظرف (يوما) بين المضاف و هو اسم الفاعل (ناحت) و المضاف إليه (صخرة).

(9) بجرّ زيد لإضافة غلام إليه، و الفاصل و اللّه.

(10) فصل (وجد) و هو أجنبي بين المضاف و هو قهر و المضاف إليه (صبّ).

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص:

280 و قوله:

أنجب أيّام والداه به إذ نجلاه فنعم ما نجلا «1»

و قوله:

تسقي امتياحا ندى المسواك ريقتها «2» [كما تضمّن ماء المزنة الرّصف‏]

و قوله:

كما خطّ الكتاب بكفّ يوما يهوديّ «3» [يقارب أو يزيل‏]

(أو بنعت) نحو:

[نجوت و قد بلّ المرادىّ سيفه‏] من ابن أبي شيخ الأباطح طالب «4»

(أو ندا) مثّل له في شرح الكافية بقوله:

كأنّ برذون أبا عصام زيد حمار دقّ باللّجام «5»

و يمكن أن يكون على لغة إجراء «أب» بالألف على كلّ حال «6» و «زيد» بدل منه أ عطف بيان- قاله ابن هشام.

(1) فصل الأجنبي و هو (والداه به) بين المضاف و هو (أيّام) و المضاف إليه و هو (إذ نجلاه)، و التقدير أنجب والداه به أيام إذ نجلاه.

(2) فصل الأجنبي و هو (المسواك) بين المضاف و هو (ندي) و المضاف إليه و هو (ريقتها) أي: تسقي المسواك ندي ريقتها.

(3) الشاهد في فصل الأجنبي و هو (يوما) بين المضاف و هو (كفّ) و المضاف إليه و هو (يهوديّ) أي: بكف يهودي يوما.

(4) أصله من ابن أبي طالب شيخ الأباطح فشيخ الأباطح صفة لأبي طالب، و فصل بين المضاف الموصوف (أبي) و المضاف إليه (طالب).

(5) فأبا عصام المنادي المحذوف الندا فصل بين المضاف (برزون) و المضاف إليه (زيد) و الأصل كأنّ برزون زيد يا أبا عصام حمار دق باللجام.

(6) من أحوال الإعراب فأبا مجرور تقديرا بإضافة برزون إليه و هو كنية زيد فزيد بدل منه أو عطف بيان لأن أبا عصام و زيد شخص واحد.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 281

تتمة: من الفواصل «1» «أمّا»، قاله في الكافية، و الفصل بها مغتفر كقوله:

هما خطّتا إمّا إسار و منّة و إمّا دم و الموت بالحرّ أجدر «2»

فصل: في المضاف إلى ياء المتكلّم الصّحيح، أنّه معرب خلافا لابن الخشّاب و الجرجاني في قولهما، إنّه مبنيّ لإضافته إلى غير متمكّن «3»- لإعراب المضاف «4» إلى الكاف و الهاء، و المثنّى المضاف إلى الياء و لبعضهم «5» في قوله: إنّه ليس بمبنيّ لعدم الشّبه و لا معرب لعدم تغيّر حركته.

آخر ما أضيف لليا اكسر إذا لم يك معتلّا كرام و قذا

أو يك كابنين و زيدين فذي جميعها اليا بعد فتحها احتذي‏

(آخر ما أضيف لليا اكسر إذا لم يك معتلّا) أو جاريا مجراه «6» كصاحبي و غلامي و ظبيي و دلوي «7» و لك حينئذ «8» في الياء الفتح و السّكون و حذفها لدلالة الكسر عليها نحو:

(1) بين المضاف و المضاف إليه إمّا العاطفة.

(2) فصلت (إمّا) بين المضاف (خطّتا) و المضاف إليه (أسار).

(3) أي: لإضافته إلى المبني و هو ياء المتكلّم فكأنه كسب البناء من المضاف إليه.

(4) ردّ لقول ابن الخشاب و الجرجاني و حاصله أنّه لو كان المضاف إلى غير المتمكّن سببا للبناء لبني المضاف إلى الكاف و الهاء كغلامك و غلامه لإضافتهما إلى المبني مع أنهما معرفان و حتّي بعض ما يضاف إلى الياء نفسها أيضا معرب كالتثنية نحو غلاماي.

(5) أي: و خلافا لبعضهم إذ لا معني لكونه مبنيّا من جهة تغيّر حركته فأن هذا يقتضي أن لا يوجد معرب تقديري لوجود الملاك في الجميع.

(6) أي: مجري غير المعتل، فأنّ المعتلّ اللام الثلاثي الساكن الوسط بحكم الصحيح.

(7) المثال الأول للمضاف الصحيح المشتق، و الثاني للصحيح الجامد، و الثالث و الرابع للجاري مجري الصحيح أوّلهما يائيّ اللام و ثانيهما واويّها.

(8) أي: حين إضافة اسم إلى الياء لك أن تفتح الياء أو تسكنها أو تحذفها.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 282

خليل أملك منيّ «1» [بالّذي كسبت يدي و مالى فيما يعطني طمع‏

و فتح ما و ليته «2» فتقلب ألفا نحو:

[أطوّف ما أطوّف‏] ثمّ آوي إلى أمّا «3» [و يرويني النّقيع‏]

و حذف الألف و إبقاء الفتح نحو:

و لست بمدرك مافات منيّ بلهف و لا بليت و لا لو أنّي «4»

فإن يك «5» معتلّا (كرام و قذا «6» أو يك) مثنّي أو مجموعا جمع سلامة (كابنين و زيدين فذي جميعها الياء) المضاف إليها (بعد) بالضّمّ «7» (فتحها) و سكون الياء الّتي في آخر المضاف «8» (احتذى).

ثمّ في ذلك تفصيل «9»

و تدغم اليا فيه و الواو و إن ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن‏

(1) أي: خليلي.

(2) أي: فتح الحرف الذي وقعت الياء بعده فتقلب الياء ألفا.

(3) أصله أمّي فتح الميم فقلبت الياء ألفا.

(4) الشاهد في لهف وليت أصلهما لهفي وليتي فتحت ألفا و التاء فقلبت الياء ألفا ثم حذفت الياء و بقيت الفتحة.

(5) أي: المضاف إلى الياء.

(6) الأول للمنقوص و الثاني للمقصور.

(7) صفة للياء أي: الياء التي بعد المعتل و التثنية و الجمع و فتحها نايب الفاعل لأحتذي و تقدير البيت فهذه جميعها انتخب فتح الياء بعدها.

(8) يعني الياء التي آخر الكلمة و جزئها كياء قاضي.

(9) لأن الحرف الذي قبل ياء المتكلّم قد يكون ياء و قد يكون واوا، و قد يكون ألفا، فالياء تدغم في الياء المتكلّم، و الواو إن كان ما قبلها مضموما أو مكسورا تقلب ياء، و تدغم في الياء أيضا بعد تبديل الضمة بالكسرة، و إن كان ما قبلها مفتوحا كمصطفين أبقي الفتحة فيصير مصطفي و إن كان ما قبلها ألفا بقي على حاله كمحياي.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 283

(و) ذلك أنّه (تدغم الياء) الّتي في آخر المضاف (فيه) أي في الياء المضاف إليه نحو «جاءني قاضيّ» «1» و «رأيت قاضيّ» و «غلاميّ» و «زيديّ» و «مررت بقاضيّ» و «غلاميّ» و «زيديّ».

(و الواو) تدغم فيه «2» أيضا بعد قلبها ياء نحو:

أودى بنيّ «3» [و أعقبوني حسرة بعد الرّقاد و عبرة لا تقلع‏]

(و إن ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن) «4» و إن فتح سابقه فأبقه نحو «هؤلاء مصطفيّ». «5»

و ألفا سلّم و في المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن‏

(و ألفا سلّم) نحو محياي و عصاي «6» و غلاماي و سلامة الألف الّتي في المثنّى في لغة الجميع (و) الّتي (في المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن) نحو:

سبقوا هويّ «7» [و اعنقوا لهواهم فتخرّموا و لكلّ جنب مصرع‏]

خاتمة: المستعمل في إضافة أب و أخ و حم و هن إلى الياء أبي و أخي و حمي و هني، و أجاز المبرّد «أبيّ» بردّ اللّام «8» و في «فم» «فيّ» و قلّ «فمي»، و أجاز الفّرّاء في «ذي» «ذيّ»، و صحّحوا «9» أنّها لا تضاف إلى مضمر أصلا.

(1) و لم يمثل للتثنية رفعا لكونها بالألف، و سيذكر حكمه بقوله (و ألفا سلّم).

(2) أي: في الياء.

(3) أصله بنون جمع ابن أضيف إلى الياء بعد حذف النون و قلب الواو ياء و تبديل ضم النون بالكسرة.

(4) بكسر الهاء جواب الشرط المقدر أي إن كسرت ما قبل الواويهن أي: يسهل تبديل الواو ياءا.

(5) أصله مصطفون بفتح ألفاء فلما أضيف إلى الياء حذف نونه و قلب واوه ياءا و أبقي فتحة ألفا على حالها.

(6) مثّل للمقصور بمثالين لأن المقصور قد يكون ألفه مقلوبة عن الياء كمحيي فأن أصله محييي و قد يكون مقلوبا عن الواو كعصي فأن أصله عصو يعني أن حكم المقصور كذلك في الصورتين.

(7) أصله هواي قلبت ألفه ياءا.

(8) أي: لام الفعل و هو الواو فقلب الواو ياءا و بدّل ضم الياء بالكسر.

(9) أي: قالوا أنّ الصحيح عدم إضافة ذي إلى الضمير فينتفي مورد إجازة الفرّاء.

البهجة المرضية على ألفية ابن مالك، ص: 284