حضرت امام علی عليه‌السلام نے فرمایا: خوب غور سے سنو! سب سے بہتر دیکھنے والی آنکھ وہ ہوتی ہے جو اچھائی پر جاکر رُکے اور سب سے بہتر سننے والا کان وہ ہوتا ہے جو نصیحت کو سنے اور اُسے قبول کرے۔ نھج البلاغۃ خطبہ105

شرح عوامل

النوع الحادي عشر أفعال المقاربة

``و إنّما سمّيت هذه الأفعال، أفعال المقاربة لأنّها وضعت لدنوّ الخبر إلى فاعلها رجاء أو حصولا أو أخذا فيه و هي أربعة أفعال:

الأوّل: عسى، و الثاني: كاد، و الثالث: كرب، و الرابع: أوشك.

و عملها كعمل كان لأنّها من أخوات كان، لكونها أيضا لتقرير الفاعل على صفة بسبيل المقاربة رجاء أو حصولا أو أخذا فيه، إلّا أنّه أفردها بالذّكر لاختصاص خبرها بالفعل المضارع، و امتناع تقديم خبرها عليها، و جواز تقديم خبر كان عليها.

أمّا عسى، فهي غير متصرّفة و خبرها فعل المضارع مع أن، نحو:

عسى زيد أن يخرج، و قد تحذف أن، تشبيها بكاد، نحو: عسى زيد يخرج، و قد تقع أن مع الفعل المضارع فاعلا لها، و يقتصر عليه و حينئذ تكون تامّة، نحو: عسى أن يخرج زيد.

و كاد، نحو: كاد زيد يخرج، و خبر كاد الفعل المضارع بغير أن، و قد تدخل أن على خبر كاد تشبيها بعسى، نحو: كاد زيد أن يخرج.

و أوشك، نحو: أوشك زيد يخرج، و يستعمل استعمال عسى و كاد، نحو: أوشك زيد أن يخرج، و أوشك زيد يخرج.

و كرب يستعمل استعمال كاد، نحو: كرب زيد يخرج. ثمّ اعلم: أنّ معنى عسى مقاربة الأمر على سبيل الرجاء و الطمع، جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 324 تقول: عسى اللّه أن يشفى المريض، تريد أنّ قرب شفائه مرجوّ من عند اللّه. و معنى كاد مقاربة الأمر على سبيل الحصول، نحو: كادت الشمس تغرب، تريد أنّ قربها من الغروب قد حصل. و أمّا أوشك، فمعناه معنى كاد في إثبات قرب الحصول و ليس معناه معنى عسى، لأنّه ليس فيه معنى الرجاء و الطمع و إنّما استعمل أوشك في اللفظ استعمال عسى و كاد لمشاركته لهما في أصل باب المقاربة، و كان القياس أن يستعمل استعمال كاد لموافقته بكاد في المعنى، و هو إثبات قرب الحصول.

و أمّا كرب فمعناه دنوّ الخبر على معنى الأخذ و الشروع في الخبر، فكرب مخالف لعسى لانتفاء معنى الرجاء و الطمع فيه، و مخالف لكاد أيضا لحصول الشروع في خبر كرب بخلاف كاد فلم يستعمل كرب إلّا بالفعل المضارع، مجردا عن أن لأنّ أن للاستقبال، و خبر كرب محقّق في الحال فتحقّق خبر كرب في الحال أكثر من تحقّق خبر كاد في الحال، لأنّ الخبر في كاد يصحّ تقديره مستقبلا على وجه يصحّ دخول أن لذلك، و هاهنا لا وجه لتقديره مستقبلا لكونه مشروعا فيه، فقد تحقّق فيه معنى الحال، فلم يكن لدخول أن في خبرها وجه لأنّ أن للاستقبال.

و قيل أفعال المقاربة سبعة، فالحق بها جعل، و طفق، و أخذ، و هي مثل كاد، لقرب معناها من معنى كاد، تقول: طفق زيد يفعل، و جعل زيد يقول و أخذ بكر ينصر.

و إذا دخل النفي على كاد فهو كالأفعال على الأصحّ فكما أنّ الأفعال المثبتة إذا دخل عليها النفي كانت للنفّي، فكذلك تكون كاد، و قيل: تكون للاثبات ماضيا كان أو مستقبلا، و قيل: تكون في‏ جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 325 الماضى للإثبات و في المضارع كالأفعال تمسّكا بقوله تعالى:

«فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ» «1»، و قد ذبحوا فالذبح يدلّ على الفعل، فيكون، و ما كادوا للأثبات، و يقول ذي الرمّة:

إذا غيّر الهجر المحبّين لم يكد رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح‏ «2» ``