حضرت امام علی عليه‌السلام نے فرمایا: جسے توبہ مل گئی وہ قبولیت سے محروم نہیں رہتا اور جسے استغفار مل گئی وہ الٰہی معرفت سے محروم نہیں رہتا۔ نھج البلاغہ حکمت 135

شرح عوامل

النوع العاشر الأفعال الناقصة

``و هي ثلاثة عشر فعلا، ترفع الاسم و تنصب الخبر و إنّما سمّيت هذه الأفعال ناقصة، لأنّه لا يتمّ الكلام بالفاعل، بل يحتاج إلى خبر منصوب، و هي: كان و صار و أصبح و أمسى و أضحى و ظلّ و بات و ما زال و ما برح و ما انفكّ و ما فتئ و ما دام و ليس. و ألحق بعضهم خمسة أفعال بها، و هي: آض و عاد و غدا و وقع و راح. و يكون لكان معان:

أحدها: ناقصة، نحو: كان زيد قائما، و قد تجي‏ء للماضي، نحو:

«وَ كانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ» «1»، و قد تجي‏ء للمستقبل، نحو:

«وَ كانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً» «2» و قد تجي‏ء للحال، نحو: «كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا» «3»، و قد تجي‏ء جامعة لذلك، نحو:

«وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً» «4»، أي: لم يزل عليما حكيما في الزمان الماضي و الحال و الاستقبال، و قد تكون تامّة أي لا تحتاج إلى الخبر إذا كانت بمعنى وقع، نحو: كان الأمر، أي: وقع الأمر، و قد تكون زائدة إذا وقعت بين ما التعجّب و فعل التعجّب، نحو: ما كان أحسن زيدا، و تكون بمعنى صار، نحو: «وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ» «5»، و قد تكون فيها ضمير الشأن، و حينئذ تقع بعدها جملة تفسّر ذلك الضمير، نحو: كان‏ ______________________________ (1) النمل: 48.

(2) الفرقان: 26.

(3) مريم: 29.

(4) الفتح: 4.

(5) ص: 74.

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 321 زيد قائم، أي: كان الشأن زيد قائم.

و صار: للانتقال من حال إلى حال، إمّا باعتبار العوارض، نحو:

صار البشر أميرا، و إمّا باعتبار الحقائق، نحو: صار الماء هواء، و قد تكون تامّة إذا كانت بمعنى ذهب نحو: صار زيد إلى عمرو، أي: ذهب إليه.

و أصبح، نحو: أصبح زيد غنيّا، و قد تكون تامّة، نحو: أصبح زيد، أي: دخل في وقت الصباح، و قد تكون بمعنى صار، نحو: أصبح زيد فقيرا.

و أمسى، نحو: أمسى زيد عابدا.

و أضحى، نحو: أضحى زيد راكبا.

و اعلم: انّ هذه الأفعال الثلاثة الأخيرة تجي‏ء على ثلاثة معان:

أحدها: اقتران مضمون الجملة بأوقاتها الخاصّة الّتي هي الصباح و المساء و الضّحى، كما قرنت غنى زيد بالصباح، و عبادة زيد بالمساء و ركوبه بالضّحى. و اثنتان بقيّتان ذكرتا في بيان أصبح. و ظلّ: للاستمرار في النهار، نحو: ظلّ زيد عابدا.

و بات: للاستمرار في اللّيل، نحو: بات زيد مصلّيا، و قد تكونان بمعنى صار، نحو: «ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا»* «1»، فإنّه لا يختصّ زمانا دون زمان، و بات زيد فقيرا، أي: صار.

و ما زال، نحو: ما زال زيد أميرا.

و ما فتئ، نحو: ما فتئ زيد عالما.

و ما برح، نحو: ما برح زيد عاقلا.

______________________________ (1) النحل: 58، و الزخرف: 17.

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 322 و ما انفك، نحو: ما انفك زيد عالما.

و اعلم: انّ هذه الأفعال الأربعة للدلالة على استمرار خبرها لاسمها مذ كان قبله، أي في زمان يمكن قبول الخبر في المعتاد، مثل: ما زال زيد أميرا، أي: مذ كان قابلا للإمارة، لا في حال كونه طفلا فيلزمها النفي ليدلّ على استمرار خبرها لفاعلها، فيكون هذه الأفعال حينئذ بمنزلة كان، لكون هذه الأفعال للنفي و دخول حرف النفي على النفي مستلزم للإثبات، لأنّ حرف النفي إذا دخلت على النفي أفادت الإثبات و لهذا لم يجز أن يقال: ما زال زيد إلّا قائما، كما لم يجز أن يقال: كان زيد إلّا عالما.

و ما دام: لتوقيت أمر بمدة ثبوت خبرها لاسمها، نحو: اجلس ما دام زيد جالسا، و من ثمّ احتاجت إلى كلام فيما قبلها لأنّها ظرف و الظرف يحتاج إلى كلام لأنّه فضلة و الفضلة لا تجي‏ء إلّا بعد المسند و المسند إليه.

و ليس: لنفي مضمون الجملة حالا عند أكثرهم لاستعمال العرب كذلك، نحو: ليس زيد قائما، الآن، و لا تقول: غدا، و قيل مطلقا أي:

حالا كان، أو غيره كما قال اللّه تعالى: «أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ» «1»، أي: العذاب فهذه لنفي المستقبل لكون العذاب غير مصروف عنهم يوم القيامة.

و اعلم: أنّه يجوز تقديم أخبارها كلّها على اسمها نحو: كان قائما زيد، لكونها أفعالا، و جواز تقديم المنصوب على المرفوع لقوّتها، و في تقديم الأخبار على الأفعال ثلاثة أقسام: قسم يجوز و هو من كان إلى‏ ______________________________ (1) هود: 8.

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 323 بات، نحو: قائما كان زيد، و قسم لا يجوز و هو ما أوّله (ما) فإنّه لا يتقدّم عليه معموله و لكن يتقدّم على اسمه فحسب، خلافا لابن كيسان و أتباعه، فإنّه يجوّز تقديم أخبار هذا القسم على نفسه غير ما دام، و قسم مختلف فيه و هو ليس. ``