حضرت امام علی عليه‌السلام نے فرمایا: مومن کی خوشی اس کے چہرے پر، اس کی طاقت اس کے دین میں اور غم اس کے دل میں ہوتا ہے۔ غررالحکم حدیث1554

*الباب السادس: الصناعات الخمس*
المقدمة فی مبادئ الأقیسة
الیقینیات
تمرینات
المظنونات
المشهورات
الوهمیات
المسلمات
المقبولات
المشبهات
المخیلات
أقسام الأقیسة بحسب المادة
فائدة الصناعات الخمس على الإجمال
الفصل الأول: صناعة البرهان
البرهان لمی و انی
اقسام البرهان الإنَّی
الطریق الأساس الفکری لتحصیل البرهان
البرهان اللمّی مطلق و غیر مطلق
معنى العلة فی البرهان اللمّی
توضیح فی أخذ العلل حدودا وسطى
شروط مقدمات البرهان
معنى الذاتی فی کتاب البرهان
معنى الأوّلی
الفصل الثانی: صناعة الجدل أو آداب المناظرة
المبحث الأول القواعد والأصول
المبحث الثانی المواضع
المبحث الثالث الوصایا
الفصل الثالث: صناعة الخطابة
المبحث الأول الأصول والقواعد
المبحث الثانی الأنواع
المبحث الثالث التوابع
الفصل الرابع: صناعة الشعر
الفصل الخامس: صناعة المغالطة
المبحث الأول المقدمات
المبحث الثانی أجزاء الصناعة الذاتیة
المبحث الثالث أجزاء الصناعة العرضیة

المنطق حصہ سوم

المبحث الثالث التوابع

1. تمهید:

تقدم ص 372 معنى العمود والأعوان وذکرنا هناک أقسام الأعوان من الشهادة والاستدراجات التی هی خارجة عن نفس العمود. وکل ذلک من أجزاء الخطابة.

وهناک وراء أجزاء الخطابة أمور خارجة عنها مزینة لها وتابعة ومتممة لها باعتبار ما لها من التأثیر فی تهیئة المستمعین لقبول قول الخطیب. وهی على الإجمال ترتبط کلها بنفس القول والخطابة. فلذلک تسمى (بالتوابع) وتسمى أیضاً (التحسینات) و (التزیینات).

وهی ثلاثة أنواع:

(1) ما یتعلق بنفس الألفاظ.

(2) ما یتعلق بنظمها وترتیبها.

(3) ما یتعلق بالأخذ بالوجوه.

ونحن نشیر إلى هذه الأقسام ونوضحها على حسب هذا الترتیب فنقول:

2. حال الألفاظ:

والمراد منها ما یتعلق بهیئة اللفظ مفرداً کان أو مرکباً والتی ینبغی للخطیب أن یراعیها. وأهمها الأمور الآتیة:

1ـ أن تکون الألفاظ مطابقة للقواعد النحویة والصرفیة فی لغة الخطیب فإن اللحن والغلط یشوه الخطاب ویسقط أثره فی نفوس المستمعین.

2ـ أن تکون الألفاظ من جهة معانیها صحیحة صادقة بأن لا تشتمل ـ مثلاً ـ على المبالغات الظاهر علیها الکذب.

3ـ ألا تکون رکیکة الأسلوب ولا متکلفاً بها على وجه تخرج عن المحاورة التی تصلح لمخاطبة العامة والجمهور بل ینبغی أن یکون أسلوبها معتدلاً على نحو ترتفع به عن رکاکة الأسلوب العامی ولا تبلغ درجة أسلوب محاورة الخاصة الذی لا ینتفع به الجمهور.

4ـ أن تکون وافیة فی معناها بلا زیادة وفضول ولا نقصان مخلّ.

5ـ أن تکون خالیة من الحشو الذی یفکک نظام الجمل وارتباطها أو یوجب إغلاق الکلام وصعوبة فهمه. 6ـ أن یتجنب فیها الإبهام والإیهام واحتمال أکثر من معنى وإن کان ذلک مما قد یحسن فی الکلام الشعری ویحسن من الکهان الذین یریدون ألا یظهر کذبهم فی تنبؤاتهم. ولکنه لا یحسن ذلک من الخطیب إلا إذا کان سیاسیاً حینما یقضی موقفه علیه الفرار من مسؤولیة التصریح.

7ـ أن تکون معتدلة فی الإیجاز والإطناب لأن الإیجاز قد یخلّ بالمعنى والتطویل یورث الملل. والحالات تختلف فی ذلک فقد یکون المستمعون کلهم أو أکثرهم على حال من الذکاء والمعرفة یحسن فی خطابهم الإیجاز وقد یکون المطلوب یستدعی التأکید والتکرار والتهویل فیحسن التطویل حتى مع المستمعین الأذکیاء.

وعلى کل حال ینبغی بل یجب تجنب التکرار الذی لا فائدة فیه فی جمیع المواقع وکذلک إیراد الألفاظ المترادفة لا یحسن الإکثار منه.

8ـ أن تکون خالیة من الألفاظ الغریبة والوحشیة وغیر المتداولة ومن التعبیرات التی یشمئز منها المستمعون کالألفاظ الفحشیة فلو اضطر إلى التعبیر عن معانیها فلیستعمل بدلها الکنایات.

9ـ أن تکون مشتملة على المحسنات البدیعیة والاستعارات والمجازات والتشبیهات فإن هذه کلها لها الأثر الکبیر فی طراوة الکلام وجاذبیته وحلاوته.

ولکن یجب أن یعلم أن الاستعارات والمحسنات ونحوها لا تخلو عن غرابة وبعد على فهم الناس فلا ینبغی الخروج بها عن حد الاعتدال وینبغی أن یراعى فیها الأقرب إلى طبع العامة ویفضل منها ما هو مطبوع على المتصنع المتکلف به.

ویحسن أن نشبهها بالغرباء فی مجالس الأصدقاء فإنَّ حضورهم لا یخلو من فائدة ولکنهم لابدّ أن یؤثروا ضیقاً وانقباضاً فی نفوس الأصدقاء.

10ـ أن تکون الجمل مزدوجة موزونة المقاطع. ومعنى الوزن هنا لیس الوزن المقصود به فی الشعر بل معادلتها على الوجوه الآتیة وهی على أنحاء متفاوتة متصاعدة:

أ ـ أن تکون مقاطیع الجمل متقاربة فی الطول والقصر وإن کانت حروفها وکلماتها غیر متساویة مثل قوله: (بکثرة الصمت تکون الهیبة وبالنصفة یکثر المواصلون).

ب ـ أن یکون عدد کلمات المقاطیع متساویة نحو: (العلم وراثة کریمة والآداب حلل مجددة). ج ـ أن تکون الکلمات بالإضافة إلى تساویها متشابهة وحروفها متعادلة نحو: (أقوى ما یکون التصنع فی أوله وأقوى ما یکون الطبع فی آخره).

د ـ أن تکون المقاطیع مع ذلک فی المد وعدمه متعادلة نحو: (طلب العادة أفضل الأفکار وکسب الفضیلة أنفع الأعمال) فالأفکار تعادل الأعمال فی المد.

هـ ـ أن تکون الحروف الأخیرة من المقاطیع متشابهة کما لو کانت مسجعة نحو: (الصبر على الفقر قناعة والصبر على الذل صراعة).

وأحسن الأوزان فی الجمل أن تکون متعادلة مثنى أو ثلاث، أما ما زاد على ذلک فلا یحسن کثیراً بل قد لا یستساغ ویکون من التکلف الممقوت.

3. نظم وترتیب الأقوال الخطابیة:

کل کلام یشتمل على إیضاح مطلوب خطابیاً أو غیر خطابی لابدّ أن یتألف من جزأین أساسیین هما الدعوى والدلیل علیها. والنظم الطبیعی یقتضی تقدیم الدعوى على الدلیل وقد تقتضی مصلحة الإقناع العکس وهذا أمر یرجع تقدیره إلى نفس المتکلم.

أما الأقوال الخطابیة فالمناسب لها على الأغلب ـ بالإضافة إلى ذینک الجزأین الأساسیین ـ أن تشتمل على ثلاثة أمور أخرى: تصدیر واقتصاص وخاتمة. ونحن نبینها بالاختصار:

الأول ـ (التصدیر) وهو ما یوضح أمام الکلام ومقدمة له لیکون بمنزلة الإشارة والإیذان بالغرض المقصود للخطیب. والفائدة منه إعداد المستمعین وتهیئتهم إلى التوجه نحو الغرض. وهو یشبه تنحنح المؤذن قبل الشروع وترنم المغنی فی ابتداء الغناء. وکذلک کل أمر ذی بال یراد منه لفت الأنظار إلیه ینبغی تصدیره بشیء مؤذن به.

والأحسن فی الخطابة أن یکون التصدیر مشعراً بالمقصود وملوحاً به لأنه إنما یؤتى به لفائدة تهیئة المستمعین لتقبل الغرض المقصود. ولأجل هذا یفتتح خطباء المنبر الحسینی خطاباتهم بالصلاة على الحسین ع والتظلم له. ویفتتح الکتاب رسائلهم بالبسملة ونحوها وبالسلام والشوق إلى المرسل إلیه وبما قد یشعر بالمراد کما هو المألوف عند أصحاب الرسائل فی العصور المتقدمة.

ولکن ینبغی للخطیب أو الکاتب ـ إذا رأى أن التصدیر مما لابد منه ـ أن یلاحظ فیه أمرین:

1ـ ألا یفتتح خطابه بما ینفر المخاطبین أو یثیر سخطهم کأن یأتی ـ مثلاً ـ بما یشعر التشاؤم فی موضع التهنئة والفرح والسرور أو ما یشعر بالسرور فی موضع التعزیة والحزن أو یعبر بما یشعر بتعاظمه على المخاطبین ونحو ذلک.

2ـ أن یحاول الاختصار جهد الإمکان بشرط أن یورده بعبارة مفهومة متینة فإن الإطالة فی التصدیر یضجر المخاطبین فینتقض علیه الغرض قبل الوصول إلى مطلوبه إلا إذا کان استدراجه لهم یتوقف على الإطالة کما لو أراد أن یذم خصماً أو فعلاً أو یثنی على نفسه أو رأیه.

وعلى کل حال إن التصدیر بالکلام المکرر المألوف أو إطالته بالکلام الفارغ من أشنع ما یصنعه بعض الخطباء والکتاب وهو على العجز أکثر منه دلیلاً على المقدرة کما أن الأفضل فی الاعتذار أن یترک التصدیر أصلاً. لأنّه قد یثیر الظن بأنه یرید التعلل والتهرب من الجواب والدفاع.

الثانی ـ (الاقتصاص) وهو ما یذکر بیاناً على التصدیق بالمطلوب وشارحاً له بقصة صغیرة تؤیده فإنًّ القصة من أروع ما یعین على الإقناع ویقرب الغرض إلى الأذهان وکأنها من أقوى الأدلة علیه لا سیما عند العامة. وأصبحت القصة فی العصور الأخیرة أدباً وفناً قائماً برأسه یستعین بها دعاة الأفکار الحدیثة لتلقین العامّة وإقناعهم وإن کانت من صنع الخیال. والسر فی أن طبیعیة الإنسان شهوة الاستماع إلى القصة فیلتذ بها. وذلک لإشباع غریزة حب الاطلاع أو لغیر ذلک من غرائزه وقد یعتبرها شاهداً ودلیلاً باعتبارها تجربة ناجحة.

ثم الخطیب أو الکاتب بعد الاقتصاص ینبغی أن یشرع فی بیان ما یرید إقناع الجمهور به.

الثالث ـ (الخاتمة) وهی أن یأتی بملخص ما سبق الکلام فیه وبما یؤذن بوداع المخاطبین من دعاء وتحیة ونحوهما حسب ما هو مألوف.

ولا شک أن الخاتمة کالتصدیر فیها تزیین للقول وتحسین له لا سیما فی الرسائل والمکاتبات.

4. الأخذ بالوجوه:

المقصود بالأخذ بالوجوه تظاهر الخطیب بأمور معبرة عن حاله ومؤثرة فی المستمع على وجه تکون خارجة عن ذات الخطیب وأحواله وخارجة عن نفس ألفاظه وأحوالها وتکون الصناعة وحیلة. ولذلک یسمى هذا الأمر نفاقاً وریاء ولیس المقصود به أنه یجب ألا تکون له حقیقة کما قد تعطیه کلمة النفاق والریاء.

وهذا الأمر مع فرضه من الأمور الخارجة عن ذات الخطیب ولفظه فهو له تعلق بأحدهما فهو لذلک على نوعین:

1ـ ما یتعلق بلفظه والمقصود به ما یختص هیئة أداء اللفظ وکیفیة النطق به فإن الخطیب الناجح من یستطیع أن یؤدی ألفاظه بأصوات ونبرات مناسبة للانفعال النفسی عنده أو الذی یرید أن یتظاهر به ومناسبة لما یرید أن یحدثه فی نفوس المخاطبین من انفعالات وأن یلقیها بنغمات مناسبة لمقصوده والمعنى الذی یرید إفهامه للمخاطبین: فیرتفع صوته عند موضع الشدة والغضب مثلا ویخفضه عند موضع اللین ویسرع به مرة ویتأنى أخرى وبنغمة محزنة مرة ومفرحة أخرى ...وهکذا حسب الانفعالات النفسیة وحسب المقاصد.

وقد قلنا سابقاً فی الاستدراجات أن هذه أمور لیس لها قواعد مضبوطة ثابتة بل هی تنشأ من موهبة یمنحها الله تعالى من یشاء من عباده تصقل بالمران والتجربة.

وعلى کل حال ینبغی أن یکون الإلقاء معبراً عما یجیش فی نفس الخطیب من مشاعر وحالات نفسیة أو یتکفلها ومعبراً عما یرید أن یحدثه فی نفوس المخاطبین کما ینبغی أن یکون معبراً أیضاً عن مقاصده وأغراضه الکلامیة فإن جملة واحدة قد تلقى بلهجة استفهام وقد تلقى نفسها بلهجة خبر من دون إحداث أی تغییر فی نفس الألفاظ والفرق یحصل بالنغمة واللهجة.

وهذه القدرة على تأدیة الکلام المعبر بلهجاته ونغماته ونبراته شرط أساس لنجاح الخطیب إذ بذلک یستطیع أن یمتزج بأرواح المستمعین ویبادلهم العواطف ویجذبهم إلیه. وإلقاء الکلام الجامد لا یثیر انفعالاتهم ولا تتفتح له قلوبهم ولا عقولهم بل یکون على العکس مملاً مزعجاً.

2ـ ما یتعلق بالخطیب وهو ما یخص معرفته عند المستمعین وهیئته ومنظره الخارجی لیکون قوله مقبولاً. وقد تقدم ذکر بعضه فی الاستدراجات. وهو على وجهین قولی وفعلی:

أما القولی فمثل الثناء علیه أو على رأیه وإظهار نقصان خصمه أو ما یذهب إلیه وتقریر ما یقتضی اعتقاد الخیر به والثقة بقوله.

وأما الفعلی فمثل الصعود على مرتفع کالمنبر فإن مشاهدة الخطیب لها أکبر الأثر فی الإصغاء إلیه وملاحقة تسلسل کلامه والانطباع بأفکاره وانفعالاته النفسیة. ومثل الظهور بمنظر جذاب ولباس مقبول لمثله فإن لذلک أیضاً أثره البالغ فی نفوس المخاطبین. ومثل الإشارات بالید والعین والرأس وحرکات البدن وتقاطیع الوجه وملامحه فإن کل هذه تعبر عن الانفعالات والمقاصد إذا أحسن الخطیب أن یضعها فی مواضعها. وهکذا کل فعل له تأثیر على مشاعر السامعین على نحو ما أشرنا إلیه فی الاستدراجات.

والعوام أطوع إلى الاستدراجات من نفس الکلام المعقول المنطقی ولهذا السبب تجد أن المتزهد المتقشف یسیطر على نفوسهم وإن کان فاسد العقیدة أو غیر مرضی القول أو سیء التصرفات.

ثم إنه ینبغی أن یجعل من باب الأخذ بالوجوه الذی یستعین به الخطیب على التأثیر هو (الشعر) فإنه ـ کما سیأتی ـ آکد فی التأثیر على العواطف وأمکن فی القلوب.

فلا ینبغی أن تفوت الخطیب الاستعانة بالشعر فیمزج به کلامه ویلطف به خطابه لا سیما الأمثال والحکم منه ولا سیما ما کان مشهورا لشعراء معروفین.

وسیأتی فی البحث الآتی الکلام عن صناعة الشعر.

***