حضرت امام جعفر صادق عليه‌السلام نے فرمایا: اللہ نہ تو کسی کو مجبور کرتا ہے اور نہ ہی (اُس نے) تمام کام کسی کے حوالے کردئیے ہیں بلکہ معاملہ دونوں باتوں کے درمیان ہے۔ اصول کافی کتاب التوحید باب الجبر والقدر حدیث13

شرح لمعہ حصہ ششم

الفصل الرابع فی التوابع

{ الفصل الرابع فی التوابع و هی أربعة: الأول فی دیة الجنین‏ } و هو الحمل فی بطن أمه‏ و سمی به لاستتاره فیه من الاجتنان و هو الستر فهو بمعنى المفعول.

{ فی النطفة إذا استقرت فی الرحم‏ } و استعدت للنشوء { عشرون دینارا و یکفی‏ } فی ثبوت العشرین { مجرد الإلقاء فی الرحم‏ } مع تحقق الاستقرار { و لو أفزعه‏ } أی أفزع المجامع المدلول علیه بالمقام‏ { مفزع‏ } و إن کان هو المرأة { فعزل فعشرة دنانیر } بین الزوجین أثلاثا و لو کان المفزع المرأة فلا شی‏ء لها و لو انعکس انعکس إن قلنا بوجوب الدیة علیه مع العزل اختیارا لکن الأقوى عدمه و جواز الفعل و قد تقدم‏. { و فی العلقة } و هی القطعة من الدم تتحول إلیها النطفة { أربعون دینارا }.

{ و فی المضغة } و هی القطعة من اللحم بقدر ما یمضغ { ستون دینارا و فی العظم‏ } أی ابتداء تخلقه من المضغة { ثمانون‏ } دینارا. { و فی التام الخلقة قبل ولوج الروح فیه مائة دینار ذکرا کان‏ } الجنین‏ { أو أنثى‏ } و مستند التفصیل‏ أخبار کثیرة منها صحیحة محمد بن مسلم عن أبی جعفر ع و قیل متى لم تتم خلقته ففیه غرة عبد أو أمة صحیحا لا یبلغ‏ الشیخوخة و لا ینقص سنه عن سبع سنین لروایة أبی بصیر و غیره عن أبی عبد الله ع و الأول أشهر فتوى و أصح روایة { و لو کان‏ } الجنین‏ { ذمیا } أی متولدا عن ذمی ملحقا به‏ { فثمانون درهما } عشر دیة أبیه کما أن المائة عشر دیة المسلم و روی ضعیفا عشر دیة أمه { و لو کان مملوکا فعشر قیمة الأم المملوکة } ذکرا کان أم أنثى مسلما کان أم کافرا اعتبارا بالمالیة.

و لو تعدد ففی کل واحدة عشر قیمتها کما تتعدد دیته لو کان حرا { و لا کفارة هنا } أی فی قتل الجنین فی جمیع أحواله لأن وجوبها مشروط بحیاة القتیل‏.

{ و لو ولجته الروح فدیة کاملة للذکر و نصف للأنثى‏ } و إن خرج میتا مع تیقن حیاته فی بطنها فلو احتمل کون الحرکة لریح و شبهها لم یحکم بها { و مع الاشتباه‏ } أی اشتباه حاله هل هو ذکر أو أنثى فعلى الجانی‏ { نصف الدیتین‏ } دیة الذکر و دیة الأنثى لصحیحة عبد الله‏ بن سنان و غیرها و قیل یقرع لأنها لکل أمر مشکل و یضعف بأنه لا إشکال مع ورود النص الصحیح بذلک و عمل الأصحاب حتى قیل إنه إجماع و یتحقق الاشتباه { بأن تموت المرأة و یموت‏ } الولد { معها } و لم یخرج‏ { مع العلم بسبق الحیاة } أی حیاة الجنین على موته أما سبق موته على موت أمه و عدمه فلا أثر له.

{ و تجب الکفارة } بقتل الجنین حیث تلجه الروح کالمولود و قیل مطلقا { مع المباشرة } لقتله لا مع التسبیب کغیره { و فی أعضائه و جراحاته بالنسبة } إلى دیته ففی قطع یده خمسون دینارا و فی حارصته دینار و هکذا و لو لم یکن للجنایة مقدر فالأرش و هو تفاوت ما بین قیمته صحیحا و مجنیا علیه بتلک الجنایة من دیته { و یرثه وارث المال الأقرب فالأقرب و تعتبر قیمة الأم‏ } لو کانت أمه‏ { عند الجنایة } لأنها وقت تعلق الضمان‏ { لا } وقت‏ { الإجهاض‏ } و هو الإسقاط { و هی‏ } أی دیة الجنین‏ { فی مال الجانی إن کان‏ } القتل‏ { عمدا } حیث لا یقتل به‏ { أو شبیها } بالعمد { و إلا ففی مال العاقلة } کالمولود و حکمها فی التقسیط و التأجیل کغیره‏.

{ و فی قطع رأس المیت المسلم الحر مائة دینار } سواء فی ذلک الرجل و المرأة و الصغیر و الکبیر للإطلاق و المستند أخبار کثیرة منها حسنة سلیمان بن خالد عن أبی الحسن ع و فیها «: أن دیته دیة الجنین فی بطن أمه قبل أن تنشأ فیه الروح» و قد عرفت أن الذکر و الأنثى‏ فیه سواء و فی خبر آخر رواه الکلینی مرسلا عن الصادق ع أنه أفتى بذلک للمنصور حیث قطع بعض موالیه رأس آخر بعد موته و علل وجوب المائة بأن فی النطفة عشرین دینارا و فی العلقة عشرین و فی المضغة عشرین و فی العظم عشرین قال‏ ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) و هذا هو میت بمنزلته قبل أن تنفخ فیه الروح فی بطن أمه جنینا { و فی شجاجه و جراحه بنسبته‏ } ففی قطع یده خمسون دینارا و فی قطع إصبعه عشرة دنانیر و فی حارصته دینار و هکذا و هذه الدیة لیست لورثته بل‏ { تصرف فی وجوه القرب‏ } عن المیت للأخبار المذکورة فارقا فیها بینه و بین الجنین حیث تکون دیته لورثته بأن الجنین مستقبل مرجو نفعه قابل للحیاة عادة بخلاف المیت فإنه قد مضى و ذهبت منفعته فلما مثل به بعد موته صارت دیته بتلک المثلة له لا لغیره یحج بها عنه و یفعل بها أبواب البر و الخیر من الصدقة و غیرها و قال المرتضى تکون لبیت المال و العمل على ما دلت‏ علیه الأخبار و لو لم یکن للجنایة مقدر أخذ الأرش لو کان حیا منسوبا إلى الدیة و لو لم یبن الرأس بل قطع ما لو کان حیا لم یعش مثله فالظاهر وجوب مائة دینار أیضا عملا بظاهر الأخبار و هل یفرق هنا بین العمد و الخطإ کغیره حتى الجنین یحتمله لإطلاق التفصیل فی الجنایة على الآدمی و إن لم یکن حیا کالجنین و عدمه بل یجب على الجانی مطلقا وقوفا فیما خالف الأصل على موضع الیقین‏ مؤیدا بإطلاق الأخبار و الفتوى بأن الدیة على الجانی مع ترک الاستفصال فی واقعة الحال السابقة الدال على العموم و هل یجوز قضاء دینه من هذه الدیة وجهان من عدم دخوله فی إطلاق الصدقة و وجوه البر و کون قضاء الدین ملازما للإرث لظاهر الآیة و من أن نفعه بقضاء دینه أقوى و نمنع عدم دخوله فی البر بل هو من أعظمها و لأن من جملتها قضاء دین الغارم و هو من جملة أفراده و هذا أقوى و لو کان المیت ذمیا فعشر دیته‏ أو عبدا فعشر قیمته و یتصدق بها عنه کالحر للعموم.

{ الثانی فی العاقلة } التی تحمل دیة الخطإ سمیت بذلک إما من العقل و هو الشد و منه سمی الحبل عقالا لأنها تعقل الإبل بفناء ولی المقتول المستحق للدیة أو لتحملهم العقل و هو الدیة و سمیت الدیة بذلک لأنها تعقل لسان ولی المقتول أو من العقل و هو المنع لأن العشیرة کانت تمنع القاتل بالسیف فی الجاهلیة ثم منعت عنه فی الإسلام بالمال.

{ و هم من تقرب إلى القاتل بالأب‏ } کالإخوة و الأعمام و أولادهما { و إن لم یکونوا وارثین فی الحال‏ } و قیل من یرث دیة القاتل لو قتل و لا یلزم من لا یرث دیته شیئا مطلقا و قیل هم المستحقون لمیراث القاتل من الرجال العقلاء من قبل أبیه و أمه فإن تساوت القرابتان کإخوة الأب و إخوة الأم کان على إخوة الأب الثلثان و على إخوة الأم الثلث و ما اختاره المصنف هو الأشهر بین المتأخرین و مستند الأقوال غیر نقی‏. { و لا تعقل المرأة و الصبی و المجنون و الفقیر عند } استحقاق‏ { المطالبة } و هو حلول أجل الدیة و إن کان غنیا أو عاقلا وقت الجنایة و إن ورثوا جمیعا من الدیة.v { و یدخل فی العقل العمودان‏ } الآباء و الأولاد و إن علوا أو سفلوا لأنهم أخص القوم و أقربهم «و لروایة سلمة بن کهیل عن أمیر المؤمنین ع: فی القاتل الموصلی حیث کتب إلى عامله یسأل عن قرابة فلان من المسلمین فإن کان منهم رجل یرثه بسهم فی الکتاب لا یحجبه عن میراثه أحد من قرابته فألزمه الدیة و خذ بها نجوما فی ثلاث سنین الحدیث» و فی سلمة ضعف و الأولویة هنا ممنوعة لأنه حکم مخالف للأصل و المشهور عدم دخولهم فیه لأصالة البراءة «و قد روی: أن النبی ص فرض دیة امرأة قتلتها أخرى على عاقلتها و برأ الزوج و الولد» { و مع عدم القرابة } الذی یحکم بدخوله { فالمعتق‏ } للجانی فإن لم یکن فعصباته ثم معتق المعتق ثم عصباته ثم معتق أبی المعتق ثم عصباته کترتیب المیراث و لا یدخل ابن المعتق و أبوه و إن علا أو سفل على الخلاف و لو تعدد المعتق اشترکوا فی العقل کالإرث.

{ ثم‏ } مع عدمهم أجمع { فعلى ضامن الجریرة } إن کان هناک ضامن { ثم‏ } مع عدمه أو فقره فالضامن‏ { الإمام‏ } من بیت المال‏.

{ و لا تعقل العاقلة عمدا } محضا و لا شبیها به و إنما تعقل الخطأ المحض‏ { و } کذا { لا } یعقل‏ { بهیمة } إذا جنت على إنسان و إن کانت جنایتها مضمونة على المالک على تقدیر تفریطه و کذا لا تعقل العصبة قتل البهیمة بل هی کسائر ما یتلفه من الأموال { و لا جنایة العبد } بمعنى أن العبد لو قتل إنسانا خطأ أو جنى علیه لا تعقل عاقلته جنایته بل تتعلق برقبته کما سلف { و تعقل الجنایة علیه‏ } أی تعقل عاقلة الحر الجانی على العبد خطأ جنایته علیه کما تعقل جنایته‏ على الحر لعموم ضمان العاقلة الجنایة على الآدمی و قیل لا تضمن العاقلة الجنایة علیه أیضا بل إنما تعقل الدیات و المأخوذ عن العبید قیمة لا دیة کسائر قیم الأموال المتلفة و به قطع فی التحریر فی باب العاقلة و جعله تفسیرا «لقوله ص: لا تعقل العاقلة عبدا» و الأجود الأول و علیه نزل الحدیث و به جزم فی أول الدیات منه أیضا کغیره من کتبه و بالجملة فإنما تعقل العاقلة إتلاف الحر الآدمی مطلقا إن کان المتلف صغیرا أو مجنونا أو خطأ إن کان مکلفا لا غیره من الأموال و إن کان حیوانا و شمل إطلاق المصنف ضمان العاقلة دیة الموضحة فما فوقها و ما دونها و هو فی الأول محل وفاق و فی الثانی خلاف منشأه‏ عموم الأدلة على تحملها للدیة من غیر تفصیل و خصوص «قول الباقر ع فی موثقة أبی مریم الأنصاری قال: قضى أمیر المؤمنین ع أنه لا یحمل على العاقلة إلا الموضحة فصاعدا» مؤیدا بأصالة البراءة من الحکم المخالف للأصل و هذا هو الأشهر.

{ و عاقلة الذمی نفسه‏ } دون عصبته و إن کانوا کفارا { و مع عجزه‏ } عن الدیة { فالإمام‏ } عاقلته لأنه یؤدی الجزیة إلیه کما یؤدی المملوک الضریبة إلى مولاه فکان بمنزلته و إن خالفه فی کون مولى العبد لا یعقل جنایته لأنه لیس مملوکا محضا کذا عللوه‏ و فیه نظر { و تقسط } الدیة على العاقلة { بحسب ما یراه الإمام‏ } من حالتهم فی الغنى و الفقر لعدم ثبوت تقدیره شرعا فیرجع إلى نظره { و قیل‏ } و القائل الشیخ فی أحد قولیه و جماعة { على الغنی نصف دینار و على الفقیر ربعه‏ } لأصالة براءة الذمة من الزائد على ذلک و المرجع فیهما إلى العرف لعدم تحدیدهما شرعا و الأول أجود { و الأقرب الترتیب فی التوزیع‏ } فیأخذ من أقرب الطبقات أولا فإن لم یحتمل تخطى إلى البعیدة ثم الأبعد و هکذا ینتقل مع الحاجة إلى المولى ثم إلى عصبته ثم إلى مولى المولى ثم إلى الإمام‏ و یحتمل بسطها على العاقلة أجمع من غیر اختصاص بالقریب لعموم الأدلة و على القول بالتقدیر لو لم تسع الطبقة القریبة الدیة بالنصف و الربع انتقل إلى الثانیة و هکذا إلى الإمام حتى لو لم یکن له إلا أخ غنی أخذ منه نصف دینار و الباقی على الإمام.

{ و لو قتل الأب ولده عمدا فالدیة لوارث الابن‏ } إن اتفق و لا نصیب للأب منها { فإن لم یکن‏ } له وارث‏ { سوى الأب فالإمام و لو قتله خطأ فالدیة على العاقلة و لا یرث الأب منها شیئا } على الأقوى لأن العاقلة تتحمل عنه جنایته فلا یعقل تحملها له و لقبح أن یطالب الجانی غیره بجنایة جناها و لو لا الإجماع على ثبوتها على العاقلة لغیره‏ لکان العقل یأبى ثبوتها علیهم‏ مطلقا و قیل یرث منها نصیبه إن قلنا بإرث القاتل خطأ هنا لعموم وجوب الدیة على العاقلة و انتقالها إلى الوارث و حیث لا یمنع هذا النوع من القتل الإرث یرث الأب لها أجمع أو نصیبه عملا بالعموم و لو قلنا إن القاتل خطأ لا یرث مطلقا أو من‏ الدیة فلا بحث و کذا القول لو قتل الابن أباه خطأ.

{ الثالث فی الکفارة } اللازمة للقاتل بسبب القتل مطلقا { و قد تقدمت‏ } فی کتابها و أنها کبیرة مرتبة فی الخطإ و شبهه و کفارة جمع فی العمد. { و لا تجب مع التسبیب‏ کمن طرح حجرا } فعثر به إنسان فمات { أو نصب سکینا فی غیر ملکه فهلک بها آدمی‏ } و إن وجبت الدیة و إنما تجب مع المباشرة. { و تجب بقتل الصبی و المجنون‏ } ممن هو بحکم المسلم کما تجب بقتل المکلف و یستوی فیها الذکر و الأنثى و الحر و العبد مملوکا للقاتل و لغیره { لا بقتل الکافر } و إن کان ذمیا أو معاهدا { و على المشترکین‏ } فی القتل و إن کثروا { کل واحد کفارة } کملا { و لو قتل‏ } القاتل‏ { قبل التکفیر فی العمد } أو مات قبل التکفیر { أخرجت الکفارات الثلاث من‏ } أصل‏ { ماله إن کان‏ } له مال لأنه حق مالی فیخرج من الأصل و إن لم یوص به کالدین و کذا کل من علیه کفارة مالیة فمات قبل إخراجها و غلبوا علیها هنا جانب المالیة و إن کان بعضها بدنیا کالصوم لأنها فی معنى عبادة واحدة فیرجح فیها حکم المال کالحج و إنما قید بالعمد لأن کفارة الخطإ و شبهه مرتبة و الواجب قد یکون مالیا کالعتق و الإطعام و بدنیا کالصیام و الحقوق البدنیة لا تخرج من المال إلا مع الوصیة بها و مع ذلک تخرج من الثلث کالصلاة و حینئذ فالقاتل خطأ إن کان قادرا على العتق أو عاجزا عنه و عن الصوم أخرجت الکفارة من ماله کالعامد و إن کان فرضه الصوم لم تخرج إلا مع الوصیة فلذا قید لافتقار غیر العمد إلى التفصیل.

{ الرابع فی الجنایة على الحیوان‏ } الصامت:

{ من أتلف ما تقع علیه الذکاة [فعلیه أرشه‏] } سواء کان مأکولا کالإبل و البقر و الغنم أم لا کالأسد و النمر و الفهد { بها } أی بالتذکیة بغیر إذن مالکه { فعلیه أرشه‏ } و هو تفاوت ما بین قیمته حیا و مذکى مع تحقق النقصان لا قیمته لأن التذکیة لا تعد إتلافا محضا لبقاء المالیة غالبا و لو فرض عدم القیمة أصلا کذبحه فی بریة لا یرغب أحد فی شرائه لزمه القیمة لأنه حینئذ مقدار النقص { و لیس للمالک مطالبته بالقیمة } کملا { و دفعه إلیه على الأقرب‏ } لأصالة براءة ذمة الجانی مما زاد على الأرش و لأنه باق على ملک مالکه فلا ینتقل عنه إلا بالتراضی من الجانبین و خالف فی ذلک الشیخان و جماعة فخیروا المالک بین إلزامه بالقیمة یوم الإتلاف و تسلیمه إلیه و بین مطالبته بالأرش نظرا إلى کونه مفوتا لمعظم منافعه فصار کالتالف و ضعفه ظاهر { و لو أتلفه لا بها فعلیه قیمته یوم تلفه إن لم یکن غاصبا } لأنه یوم تفویت مالیته الموجب للضمان { و یوضع منها ما له قیمة من المیتة } کالشعر و الصوف و الوبر و الریش و فی الحقیقة ما وجب هنا غیر الأرش لکن لما کان‏ المضمون أکثر القیمة اعتبرها و لو کان المتلف غاصبا فقیل هو کذلک و قیل یلزمه أعلى القیم من حین الغصب إلى حین الإتلاف و هو أقوى و قد تقدم فمن ثم أهمله { و لو تعیب بفعله‏ } من دون أن یتلف کأن قطع بعض أعضائه أو جرحه أو کسر شیئا من عظامه { فلمالکه الأرش‏ } إن کانت حیاته مستقرة و إلا فالقیمة على ما فصل و کذا لو تلف بعد ذلک بالجنایة.

{ و أما لو أتلف ما لا تقع علیه الذکاة ففی کلب الصید أربعون درهما } على الأشهر روایة و فتوى‏ و قیل قیمته کغیره من الحیوان القیمی إما لعدم ثبوت المقدار أو «لروایة السکونی عن الصادق ع: أن أمیر المؤمنین ع حکم فیه بالقیمة» و بین التعلیلین بون بعید و خصه الشیخ بالسلوقی نظرا إلى وصفه فی الروایة و هو نسبة إلى سلوق قریة بالیمن أکثر کلابها معلمة و الباقون حملوه على المعلم مطلقا للمشابهة { و فی کلب الغنم کبش‏ } و هو ما یطلق علیه اسمه لعدم تحدید سنه شرعا و لا لغة لروایة أبی بصیر عن أحدهما { و قیل‏ } و القائل الشیخان و ابن إدریس و جماعة فی قتله‏ { عشرون درهما } لروایة ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبی عبد الله ع و هی ضعیفة مرسلة و العجب من ابن إدریس المانع من الخبر الواحد مطلقا کیف یذهب هنا إلى ذلک لکن لعله استند إلى ما توهمه من الإجماع لا إلى الروایة و فی قول ثالث أن الواجب فیه القیمة کما مر { و فی کلب الحائط } و هو البستان أو ما فی معناه { عشرون درهما } على المشهور و لم نقف على مستنده و القول بالقیمة أجود { و فی کلب الزرع قفیز من طعام‏ } و هو فی روایة أبی بصیر المتقدمة و خصه بعض الأصحاب بالحنطة و هو حسن { و لا تقدیر لما عداها و لا ضمان على قاتلها } و شمل إطلاقه کلب الدار و هو أشهر القولین فیه «و فی روایة أبی بصیر عن أحدهما: أن فی کلب الأهل قفیز من تراب» و اختاره بعض الأصحاب. { أما الخنزیر فیضمن للذمی مع الاستتار به بقیمته عند مستحلیه‏ } إن أتلفه و بأرشه کذلک إن أعابه { و کذا لو أتلف المسلم علیه‏ } أی على الذمی المستتر و ترک التصریح بالذمی لظهوره و لعل التصریح کان أظهر { خمرا أو آلة لهو مع استتاره‏ } بذلک فلو أظهر شیئا منهما فلا ضمان على المتلف مسلما کان أم کافرا فیهما { و یضمن الغاصب قیمة الکلب السوقیة } لأنه مؤاخذ بأشق الأحوال و جانب المالیة معتبر فی حقه مطلقا { بخلاف الجانی‏ } فإنه لا یضمن إلا المقدر الشرعی و إنما یضمن الغاصب القیمة { ما لم تنقص عن المقدر الشرعی‏ } فیضمن المقدر و بالجملة فیضمن الغاصب أکثر الأمرین من القیمة و المقدر الشرعی‏.

{ و یضمن صاحب الماشیة جنایتها لیلا لا نهارا } على المشهور و المستند «روایة السکونی عن أبی عبد الله ع‏ عن أبیه قال: کان علی ع لا یضمن ما أفسدت البهائم نهارا و یقول على صاحب الزرع حفظه و کان یضمن ما أفسدته لیلا» و روی ذلک عن النبی ص‏ { و منهم‏ } و هم جلة المتأخرین کابن إدریس و ابن سعید و العلامة { من اعتبر التفریط } فی الضمان { مطلقا } لیلا و نهارا إما استضعافا للروایة أو حملا لها على ذلک قال المصنف و الحق أن العمل لیس على هذه الروایة بل إجماع الأصحاب و لما کان الغالب حفظ الدابة لیلا و حفظ الزرع نهارا أخرج الحکم علیه و لیس فی حکم المتأخرین رد لقول القدماء فلا ینبغی أن یکون الاختلاف هنا إلا فی مجرد العبارة عن الضابط أما المعنى فلا خلاف فیه انتهى‏ و لا یخفى ما فیه و کیف کان فالأقوى اعتبار التفریط و عدمه.

« { و روى‏ } محمد بن قیس عن أبی جعفر ع: فی بعیر بین أربعة عقله أحدهم فوقع فی بئر فانکسر أن على الشرکاء ضمان حصته لأنه حفظ و ضیعوا» روى ذلک أبو جعفر ع عن أمیر المؤمنین ص و هو مشکل على إطلاقه فإن مجرد وقوعه أعم من تفریطهم فیه بل من تفریط العاقل و من ثم أوردها المصنف کغیره بلفظ الروایة و یمکن حملها على ما لو عقله و سلمه إلیهم ففرطوا أو نحو ذلک و الأقوى ضمان المفرط منهم دون غیره و الروایة حکایة فی واقعة محتملة للتأویل‏.

{ و لیکن هذا آخر اللمعة و لم نذکر سوى المهم‏ } من الأحکام { و هو المشهور بین الأصحاب‏ } هذا بحسب الغالب و إلا فقد عرفت أنه ذکر أقوالا نادرة غیر مشهورة و فروعا غیر مذکورة { و الباعث علیه‏ } أی على المذکور المدلول علیه بالفعل أو على تصنیف الکتاب و إن کان اسمه مؤنثا { اقتضاء } أی طلب‏ { بعض الطلاب‏ } و قد تقدم بیانه { نفعه الله و إیانا به‏ } و جمیع المؤمنین و نفع بشرحه کما نفع بأصله بحق الحق و أهله { و الحمد لله وحده و صلاته على سیدنا محمد النبی و عترته المعصومین الذین أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا }.

هذا آخر کلام المصنف قدس الله روحه و نحن نحمد الله تعالى على توفیقه و تسهیله لتألیف هذا التعلیق و نسأله من فضله و کرمه أن یجعله خالصا لوجهه الکریم موجبا لثوابه الجسیم و أن یغفر لنا ما قصرنا فیه من اجتهاد و وقع فیه من خلل فی إیراد أنه هو الغفور الرحیم و فرغ من تسویده مؤلفه الفقیر إلى عفو الله و رحمته زین الدین بن علی بن أحمد الشامی العاملی عامله الله تعالى بفضله و نعمة و عفا عن سیئاته و زلاته بجوده و کرمه على ضیق المجال و تراکم الأهوال الموجبة لتشویش البال خاتمة لیلة السبت و هی الحادیة و العشرون من شهر جمادى الأولى سنة سبع و خمسین و تسعمائة من الهجرة النبویة حامدا مصلیا اللهم صل على محمد و آل محمد و اختم لنا بالخیر .

اللهم صلّ علی محمّد و آل محمّد.

***