حضرت امام جعفر صادق عليه‌السلام نے فرمایا: آپس میں میل جول رکھو، ایک دوسرے سے نیکی کرو، نیک بھائی بن کر رہو جیسا کہ خدا نے تمہیں حکم دیا ہے۔ اصول کافی باب التراحم والتعاطف حدیث2

*الباب السادس: الصناعات الخمس*
المقدمة فی مبادئ الأقیسة
الیقینیات
تمرینات
المظنونات
المشهورات
الوهمیات
المسلمات
المقبولات
المشبهات
المخیلات
أقسام الأقیسة بحسب المادة
فائدة الصناعات الخمس على الإجمال
الفصل الأول: صناعة البرهان
البرهان لمی و انی
اقسام البرهان الإنَّی
الطریق الأساس الفکری لتحصیل البرهان
البرهان اللمّی مطلق و غیر مطلق
معنى العلة فی البرهان اللمّی
توضیح فی أخذ العلل حدودا وسطى
شروط مقدمات البرهان
معنى الذاتی فی کتاب البرهان
معنى الأوّلی
الفصل الثانی: صناعة الجدل أو آداب المناظرة
المبحث الأول القواعد والأصول
المبحث الثانی المواضع
المبحث الثالث الوصایا
الفصل الثالث: صناعة الخطابة
المبحث الأول الأصول والقواعد
المبحث الثانی الأنواع
المبحث الثالث التوابع
الفصل الرابع: صناعة الشعر
الفصل الخامس: صناعة المغالطة
المبحث الأول المقدمات
المبحث الثانی أجزاء الصناعة الذاتیة
المبحث الثالث أجزاء الصناعة العرضیة

المنطق حصہ سوم

الطریق الأساس الفکری لتحصیل البرهان

5. الطریق الأساس الفکری لتحصیل البرهان:

عند العقلاء قضیتان أولیتان لا یشک فیهما إلا مکابر أو مریض العقل لأنهما أساس کل تفکیر ولم یتم اختراع ولا استنباط ولا برهان بدونهما حتى الاعتقاد بوجود خالق الکائنات وصفاته مرتکز علیهما. وهما:

1ـ (أن کل ممکن لابد له من علة فی وجوده). ویعبر عن هذه البدیهة أیضا بقولهم: (استحالة وجود الممکن بلا علة).

2ـ (کل معلول یجب وجوده عند وجود علته). ویعبر عنها أیضا بقولهم: (استحالة تخلف المعلول عن العلة).

ولما کان الیقین بالقضیة من الحوادث الممکنة فلابد له من علة موجبة لوجوده بناء على البدیهة الأولى. وهذه العلة قد تکون من الداخل وقد تکون من الخارج.

(الأول) ـ أن تکون من الداخل. ومعنى ذلک أن نفس تصور أجزاء القضیة (طرفی النسبة) علة للحکم والعلم بالنسبة کقولنا: (الکل أعظم من الجزء) وقولنا: (النقیضان لا یجتمعان). والبدیهیتان اللتان مرَّ ذکرهما فی صدر البحث أیضا من هذا الباب فإن نفس تصور الممکن والعلة کاف للحکم باستحالة وجود الممکن بلا علة ونفس تصور العلة والمعلول کاف للحکم باستحالة تخلفه عن علته. فلا یحتاج الیقین فی مثل هذه القضایا إلى شیء آخر وراء نفس تصوَّر طرفی القضیة. ولذا تسمى هذه القضایا بـ (الأولیة) کما تقدم فی بابها لأنها أسبق من کل قضیة لدى العقل. ولأجل هذا قالوا أن القضایا الأولیات هی العمدة فی مبادئ البرهان.

(الثانی) ـ أن تکون العلة من الخارج. وهذه العلة الخارجة على نحوین:

1ـ أن تکون إحدى الحواس الظاهرة أو الباطنة وذلک فی المشاهدات والمتواترات اللتین هما من البدیهیات الست. وقضایاها من الجزئیات فإن العقل هو الذی یدرک أن هذه النار حارة أو مکة موجودة ولکن إدراکه لهذه الأشیاء لیس ابتداء بمجرد تصوَّر الطرفین ولا بتوسط مقدمات عقلیة. وإنما بتوسط إحدى الحواس وهی جنوده التی یستعین بها فی إدراک المشاهدات ونحوها فإنه یدرک الطعم بالذوق واللون بالبصر والصوت بالسمع... وهکذا، ثم یدرک بقوة أخرى بأن ما له هذا اللون الأصفر مثلا له هذا الطعم الحامض.

وقول الحکماء أن العقل لا یدرک الجزئیات فإن غرضهم أنه لا یدرک الجزئیات بنفسه بدون استعمال آلة إدراکیة وإلا فلیس المدرک للکلیات والجزئیات إلا القوة العاقلة. ولا یمکن أن یکون للسمع والبصر ونحوهما وجود وإدراک مع قطع النظر عنها غیر أن إدراک القوة العاقلة للمحسوسات لا یحتاج إلى أکثر من استعمال آلة الإدراک المختصة فی ذلک المحسوس.

ویختص إدراک القوة العاقلة بتوسط الآلة فی خصوص الجزئیات لأن الحسَّ بانفراده لا یفید رأیاً کلیاً لأن حکمه مخصوص بزمان الإحساس فقط وإذا أراد أن یتجاوز الإدراک إلى الأمور الکلیة فلابد أن یستعین بمقدمات عقلیة وقیاسات منطقیة لیستفید منها الرأی الکلی. فالمشاهدات وکذلک المتوترات تصلح لأن تکون مبادئ یقتنص منها التصورات الکلیة والتصدیقات العامة بل لولا تتبع المشاهدات لم نحصل على کثیر من المفاهیم الکلیة والآراء العلمیة. ولذا قیل (من فقد حسا فقد علما). وتفصیل هذه الأبحاث یحتاج إلى سعة من القول لا یساعد علیه هذا الکتاب.

2ـ أن تکون العلة الخارجة هی القیاس المنطقی. وهذا القیاس على قسمین:

(القسم الأول) أن یکون حاضراً لدى العقل لا یحتاج إلى إعمال فکر فلابد أن یکون معلوله وهو الیقین بالنتیجة حاضراً أیضاً ضروری الثبوت. وهذا شأن المجربات والحدسیات والفطریات التی هی من أقسام البدیهیات، إذ قلنا سابقا أن المجربات والحدسیات تعتمد على قیاس خفی حاضر لدى الذهن والفطریات قضایا قیاساتها معها.

وإنما سمیت (ضروریة) لضرورة الیقین بها بسبب حضور علتها لدى العقل بلا کسب.

وإلى هنا انتهى بنا القول إلى استقصاء جمیع البدیهیات الست (التی هی أساس البراهین ورکیزة کل تفکیر ورأس المال العلمی لتاجر العلوم) وإلى استقصاء أسباب الیقین بها. فالأولیات علة یقینها من الداخل والمشاهدات والمتواترات علتها من الخارج وهی الآلة الحاسة والثلاث الباقیة علتها من الخارج أیضا ولیست هی إلا القیاس الحاضر.

(القسم الثانی) أن لا یکون القیاس حاضراً لدى العقل فلابد للحصول على الیقین من السعی لاستحضاره بالفکر والکسب العلمی وذلک بالرجوع إلى البدیهیات (وهذا هو موضع الحاجة إلى البرهان) فإذا حضر هذا القیاس انتظم البرهان إما على طریق اللمّ أو الإنّ. فاستحضار علة الیقین غیر الحاضرة هو الکسب وهو المحتاج إلى النظر والفکر. والذی یدعو إلى هذا الاستحضار البدیهیة الأولى المذکورة فی صدر البحث وهی استحالة وجود الممکن بلا علة وإذا حضرت العلة انتظم البرهان ـ کما قلنا ـ أی یحصل الیقین بالنتیجة وذلک بناء على البدیهیة الثانیة وهی استحالة تخلف المعلول عن العلة.

فاتضح من جمیع ما ذکرنا کیف نحتاج إلى البرهان وسر الحاجة إلیه وأنه یرتکز أساسه على هاتین البدیهتین اللتین هما الطریق الأساس الفکری لتحصیل کل برهان.

***