وهی قضایا حصل التسالم بینک وبین غیرک على التسلیم بأنها صادقة سواء کانت صادقة فی نفس الأمر أو کاذبة کذلک أو مشکوکة.

والطرف الآخر إن کان خصما فإن استعمال المسلمات فی القیاس معه یراد به إفحامه. وإن مسترشدا فإنه یراد به إرشاده وإقناعه لیحصل له الاعتقاد بالحق بأقرب طریق عندما لا یکون مستعداً لتلقی البرهان وفهمه.

ثم إن المسلمات إما (عامة) سواء کان التسلیم بها من الجمهور عندما تکون من المشهورات أو کان التسلیم بها من طائفة خاصة کأهل دین أو ملة أو علم خاص.

و خصوص هذه المسلمات فی علم خاص تسمى (الأصول الموضوعة) لذلک العلم عندما یکون التسلیم بها عن مسامحة على سبیل حسن الظن من المتعلم بالمعلم. وهذه الأصول الموضوعة هی مبادئ ذلک العلم التی تبتنی علیها براهینه وإن کان قد یبرهن علیها فی علم آخر، وأما إذا کان التسلیم بها من المتعلم من باب المجاراة مع الاستنکار والتشکیک بها کما یقع ذلک فی المجادلات فتسمى حینئذ بـ (المصادرات).

وإما (خاصة) إذا کان التسلیم بها من شخص معین وهو طرفک الآخر فی مقام الجدل والمخاصمة کالقضیة التی تؤخذ من اعترافات الخصم لیبتنی علیها الاستدلال فی إبطال مذهبه أو دفعه.

***